رئيس التحرير
عصام كامل

على أبواب «غرب الجولف».. كيف استعد «أمن التجمع» لاستقبال «شفيق» (صور)

فيتو

عقارب الساعة كانت تشير إلى الثامنة والنصف مساء، داخل إحدى صالات الوصول بمطار القاهرة، يقف عدد غفير من الصحفيين في انتظار وصول المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق من الإمارات.


استعدادات أمنية على مستوى عال، تحركات هنا وهناك، همسات يتناقلها رجال الأمن فيما بينهم ويرفضون الإفصاح عنها لمن حولهم.

بعد انتظار استمر لساعات، حطت طائرة الفريق على أرض مطار القاهرة، سرعان ما تسربت المعلومة للجمع المتواجد في انتظار وصوله، الدقائق تمر ببطء والانتظار يصيب الجميع بالملل.

"شفيق وصل" يقول أحد المتواجدين بصوت خافت، يبدأ الجمع بالتدافع والتحرك في محاولة منهم للوصول إلى مكان خروج الرجل دون أن يدركوه!

قبل خمس سنوات لم يختلف وصول الرجل عن خروجه من مصر، إذ تحرك أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء في أعقاب ثورة 25 يناير، بعد تقديمه استقالته وخوضه الماراثون الانتخابي الرئاسي، وحصوله على المركز الثاني في مواجهة مرشح الإخوان محمد مرسي، مارًا من صالة كبار الزوار زاعما توجهه إلى المملكة العربية السعودية لأداء "عمرة" إلا أن الطائرة حطت في الإمارات.

وبينما كان العشرات في انتظار وصول الفريق بصالة كبار الزوار، وقف عدد من رجال الأمن أمام البوابة الفاخرة لكمبوند القطامية بالتحديد بوابة كتب عليها "غرب الجولف". ثلاثة منهم مرتدون بدل رسمية ورابع مُرتدٍ جاكت جلد، و3 آخرين يرتدون ملابس كتب عليها “security”، يبدو من لكنتهم أنهم من إحدى القرى الريفية، وبسؤالهم عن الفريق شفيق ظهرت على ملامحهم تساؤلات تحمل عنوان "من يكون الرجل" نظروا إلى بعضهم البعض ونطق أحدهم "هو ده واحد من المحكوم عليهم بالإعدام" وعلامات الاستفهام على وجوههم.

دقائق حتى لاحظ أحد رجال الأمن من أصحاب البدل السوداء وجودنا لينطلق نحونا ويمنع رجال الأمن من التحدث إلينا، ويصرخ في وجهنا "معندناش معلومات وأنتم كدة بتعملولنا مشكلة"، ابتعدنا بضعة أمتار في محاولة لامتصاص غضب رجال أمن الكمبوند.

تسارعت وتيرة الحركة على بوابة غرب الجولف، تحرك عدد من رجال الأمن نحو 6 أمتار في مواجهة البوابة وضعوا المتاريس، وأحكموا إغلاق الممرات.

أغلقوا الممر المجاور للبوابة، واكتفوا بمدخل واحد ليتمكنوا من فحص السيارات القادمة نحوهم، وبات مرور السيارات أكثر بطئا وتكدست السيارات  أمام البوابة ، فجأة ظهر أتوبيس كان مختلفا عن السيارات التي توالت على البوابة الضخمة، حمل ذلك الأتوبيس ما يقرب من 30 شخصا من رجال الأمن نزلوا واحدا تلو الآخر، تولى قائدهم توزيعهم في محيط فيلا الفريق أحمد شفيق.

تلا ذلك وصول عدد من السيارات التي تظهر من الوهلة الأولى أنها تابعة لقوات الأمن، سيارتا دفع رباعي إحداهما تظهر أضواءها من على بُعد ومن خلفهما سيارة ماركة بيجو سوداء عبرت البوابة دون أن يستوقفها أحد.

أعقب دخول تلك السيارات، عدد آخر من السيارات الفارهة، احتشد عدد من رجال الأمن حول إحدى السيارات ماركة مرسيدس، يقال إنها تحمل بداخلها "رجلا مهما" يرجح أنه أحد القيادات الأمنية الكبيرة بمديرية أمن القاهرة. 

ظن رجال الأمن أن المهمة انتهت وأن اليوم مر مرور الكرام دون أن يشوبه ما يعكر صفوه، وصل الرجل المهم وانتظمت حركة المرور وانتهت المهمة بنجاح.

تحدث إلينا أحد سكان الكمبوند، عن الفريق شفيق، مؤكدا أنه في وقت سابق حضرت إحدى بناته، وأجرت الفيلا المملوكة لوالدها لأحد رجال الأعمال العرب، مشيرا إلى أن "الفريق" شخص اجتماعي دائم الابتسامة ووجهه بشوش، لم يروا منه طيلة فترة بقائه في مصر سوى الجيرة الحسنة.

دقائق قليلة حتى بدأت تتوافد السيارات الفارهة إلى الكمبوند، وبدأت المناوشات تصل إلى أوجها، حينما اعترض أحد موظفي الأمن إحدى السيارات رافضا مرور قائدها عبر البوابة ليبرز الأخير بطاقة في يده ليتحرك نحوه القائد ويتحدث معه لثوان ومن ثم يدعه يمر بسلام.

لم يحضر "شفيق" في النهاية إلى التجمع وبات ليلته في أحد الفنادق الفاخرة غرب القاهرة، لكن كل سكان كمبوند "القطامية" باتوا ليلتهم ينتظرون وصول الفريق إلى مسكنه.

زادت وتيرة توافد السيارات التي تحمل بداخلها مجموعات من الأشخاص "المهمين"، وزاد اهتمام الأمن بتفتيش تلك السيارات، لاحظ رجال الأمن تواجدنا في محيط دخول السيارات فأرسلوا ثلاثة من موظفي الأمن لصرفنا "ممنوع الوقوف هنا ".
الجريدة الرسمية