«المؤقـت».. السيسي يفكر في الإبقاء على «مدبولي» رئيسا للحكومة.. و«محلب» صاحب ترشيحه لـ«خلافة إسماعيل»..رئيس مجلس الوزراء يكشف لـ«عبد العال» كواليس أزم

كانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصرا يوم الأربعاء الماضي، حينما أنهى مجلس الوزراء مناقشة القرارات والموضوعات المطروحة في اجتماعه الأسبوعي، وقبل أن يهم الوزراء بالانصراف من قاعة الاجتماع، فوجئوا بالمهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة يطلب منهم الانتظار لأمر مهم، وبابتسامة عريضة أبلغهم أنه سيتوجه فجر الخميس إلى المدينة الألمانية فرانكفورت، لإجراء عملية جراحية دقيقة في الجهاز الهضمي، وأن الطبيب المعالج أبلغه أن العملية تستلزم راحة ومتابعة لحظية طوال ثلاثة أسابيع كاملة، لتسود حالة من الصمت بين الحضور، قبل أن يتوجه الوزراء لرئيس الحكومة ويشدون على يديه، متمنين له الشفاء العاجل وأن يكتب الله النجاح لهذه الجراحة، ثم طالبهم بالتعاون مع من سيتم تكليفه من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي قائما بأعمال رئيس الوزراء في فترة غيابه.


إسماعيل يغادر قصر العيني 
المهندس شريف إسماعيل غادر مقر مجلس الوزراء في شارع قصر العينى في السابعة والنصف مساء، بابتسامة عريضة وخطوات سريعة وكله أمل في إجراء جراحة عاجلة، ورغم أن اليوم كان مليئا بالمناقشات في اجتماع الحكومة الأسبوعي، فإنه كان حريصا على الالتقاء بجميع الوزراء واستعراض الملفات خلال يومى الثلاثاء والأربعاء، قبل سفره، حتى إن المتابعين لنشاط رئيس الوزراء كانوا في حالة تعجب للنشاط غير الطبيعى الذي كان عليه قبل سفره.

بيان عاجل 
في الثامنة من مساء الأربعاء ذاته صدر بيان عاجل من مكتب رئيس الوزراء نصه: «من المقرر أن يتوجه السيد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، إلى دولة ألمانيا غدًا الخميس الموافق 23 نوفمبر 2017، وذلك للعلاج وإجراء عملية جراحية، ومن المنتظر أن تستغرق فترة العلاج في حدود ثلاثة أسابيع»، الأمر الذي استقبلته جموع الشعب المصرى بالدعاء والتمنى بالشفاء والسلامة، حتى إن موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، ظهر عليه اسم شريف إسماعيل “تريند”.

مصادر حكومية مسئولة في مجلس الوزراء قالت لـ”فيتو”، إن رئيس الوزراء كان حريصا على إصدار ذلك البيان حتى لا يترك أي مجال للاجتهاد في وسائل الإعلام، لا سيما وأن ملف صحة المهندس شريف إسماعيل كان حديث الساعة في كافة وسائل الإعلام منذ عدة أشهر.

منتدى شباب العالم 
وأضافت: رئيس الوزراء ظهر عليه الإرهاق منذ حضوره منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، لكنه كان مقدرا لهذا الحدث المهم ورفض السفر في ذلك التوقيت، وأنه تم التنسيق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وضع المهندس شريف إسماعيل ملفه الصحى أمامه ليتخذ القرار بالسفر وإجراء الجراحة، وتم الاتفاق على من يرغب المهندس شريف إسماعيل في تكليفه قائما بالأعمال في فترة غيابه.

مدبولي قائما بالأعمال 
وقبل السفر بأيام أبلغ المهندس شريف إسماعيل الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان، أنه سيكون القائم بالأعمال في فترة غيابه، ثم أطلعه على مدى 3 اجتماعات، على كافة تفاصيل المهام والاختصاصات المطلوبة منه في فترة غيابه، والتكليفات الخاصة بالرئيس التي تحتاج إلى متابعة، حتى إن آخر اجتماع عقده المهندس شريف إسماعيل قبل مغادرته مقر مجلس الوزراء مساء الخميس الماضي، كان مع الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان.

أسباب اختيار مدبولي 
اختيار “مدبولى” قائما بالأعمال جاء لعدة أسباب أهمها أنه أحد أقدم الوزراء في الحكومة بعد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إضافة إلى أنه يتمتع بثقة الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس شريف إسماعيل معا.

مصادر مطلعة قالت إن الساعات التي تلت إعلان رئيس الوزراء سفره للعلاج شهدت تحركات مكثفة من قبل مجموعة من الوزراء، الذين كانوا يطمعون في تكليف أحدهم بهذا المنصب حتى إن بعضهم ألغى بالفعل مواعيد سفر وارتباطات عملا بنظرية “عبده مشتاق” قبل أن يصدمهم قرار تكليف الرئيس الدكتور مصطفى مدبولى قائما بالأعمال لحين عودة المهندس شريف إسماعيل من الخارج.

وأوضحت المصادر أن المهندس شريف إسماعيل كان حريصا على إبلاغ الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب قبل أن يبلغ الوزراء برحلة علاجه الطويلة في ألمانيا، حيث زاره في مكتبه بمجلس النواب ظهر الثلاثاء الماضى لمدة 15 دقيقة فقط، وتحدث معه عن حالته الصحية واحتياجه للسفر.

الإبقاء على مدبولي 
فيما كشفت مصادر رفيعة المستوى أن هناك اتجاها للإبقاء على مصطفى مدبولى رئيسا للوزراء في حالة عدم سماح الحالة الصحية لـ “المهندس شريف إسماعيل” بعد الجراحة في مباشرة أعماله، وأن الرئيس ينتظر ما تسفر عنه نتيجة الجراحة للاستقرار على قراره النهائى وتحديد موقف مدبولى في إمكانية استمراره رئيسا للحكومة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لا سيما وأن عددا كبيرا من المرشحين لهذا المنصب رفضوا العمل لفترة مؤقتة لا تتجاوز عدة أشهر تكون كل مهمتهم فيها التجهيز والإشراف على الانتخابات الرئاسية، بما يعزز فرص وزير الإسكان في الاستمرار رئيسا للحكومة في حالة تعثر الحالة الصحية للمهندس شريف إسماعيل.