رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل تكفير داعش هو الحل !؟


الأزهر الشريف(جامع وجامعة) بعد كل حادث إرهابي يتعرض لهجوم شديد من وسائل الإعلام، وبعض المثقفين وكأنه هو الذي أمسك بالمدافع وقتل الأبرياء، فالأزهر متهم حتى لو كان القتلة غير متعلمين أو أجانب، مع العلم بأن الإرهابيين لا يعترفون أصلا به حتى لو كانوا من أبنائه، ويكفرون مشايخه ويكفروننا نحن أيضا والبلد كلها، لذا لن يجدي معهم خروج فتوى أزهرية بتكفيرهم. ولذلك فإن قتالهم والقضاء عليهم لا يحتاج فتوى دينية، ولا يجب أن يكون كذلك، لأنهم يقتلوننا بهذا المنطق وبناء على فتاوى مشايخهم الضالين المُضلين..


القضاء على الإرهابيين يكون بالقانون وانطلاقا من مسئولية الدولة في الحفاظ على وجودها وحماية مواطنيها، وهذا سبب أهم وأقوى من أي فتاوى دينية، الذين يطلقون الرصاص على رجال الجيش والشرطة وعلى المواطنين في بيوت الله (في المساجد والكنائس) أو حتى في الملاهي، ويقتلون الأبرياء فإنهم شياطين، وفي مرتبة أكبر من الكفر وأدنى من الحيوانات، وليس لهم أي حقوق، وقتلهم واجب، لأنهم يهددون أمن واستقرار البلد وتقدمه.

صدور فتوى أزهرية بتكفير داعش وأخواتها قد يكون مهما، ولكن خطورته كبيرة دوليا ومحليا، فعلى المستوى الدولي فإن العالم لا يعترف بذلك، وقد يتصور أنها حرب دينية أو قتل باسم الدين، وهذا يسئ للإسلام ويؤكد أفكارهم الخاطئة عنه بأنه دين عنف ويدعو للقتل خاصة وأن معظم هذه الدول ألغت عقوبة الإعدام من قوانينها.

أما محليا فهناك خطورة من استخدام الفتوى كرخصة للقتل، وإقحام الأزهر في ذلك سوف يخرج علينا يوما ما مشايخ يُصدرون فتاوى تحلل(رخصة) قتل من يعارضهم، وقتل أصحاب الديانات الأخرى، ومثل هذه الفتاوى تكون ذريعة للإرهابيين أنفسهم في قتل من يخالف مشايخهم، وقد يأتي نظام سياسي بعد ذلك يستخدم الأزهر في إصدار فتاوى للتخلص من معارضيه وقتلهم، إذن يجب القضاء على الإرهابيين بالقانون، ومع ذلك كلمة شيخ الأزهر بالأمس في مسجد الروضة، وهو يمسح دموع أهالي الضحايا ويطبطب عليهم كانت أقوى من أي فتوى، حيث أكد على ضرورة قتال هؤلاء الخوارج، وهو واجب على كل مسلم ويُثاب من يساعد الدولة في التخلص منهم، لأنهم عار على الدين والوطن والبشرية..

مكافحة الإرهاب ليست مسئولية الأزهر وحده، بل كل أجهزة الدولة التعليم والإعلام والشباب والثقافة والفن، كل هذه المؤسسات للأسف لا تقوم بواجبها وتكتفي بالمشاهدة وتركت الجيش والشرطة وحدهما في المعركة، فلماذا التربص بالأزهر وحده، عقب كل حادث إرهابي والانقضاض عليه؟

لا يختلف أحد أن الأزهر أصابه الضعف مثل معظم مؤسسات الدولة، وأنه يحتاج مثلها إلى تطوير، والحل في علاج مشاكله وتطوير مناهجه، وليس في هدمه لأن العلاج أسهل بكثير من الهدم، الأزهر رغم كل مشاكله ما زال هو المرجعية الوسطية للإسلام في العالم، ويقوم بدور مهم جدا في نشر الدعوة الإسلامية، واللغة العربية في كل الدول، كما أنه من أهم أسلحة مصر وقوتها الناعمة، ولكن للأسف الدولة لا تحسن استغلاله، فمازال هو المؤسسة التعليمية المصرية الوحيدة التي لها مكانة كبيرة في العالم، ويأتي إليها آلاف الطلاب من كل الدول لتلقي العلم، وبعض خريجيه أصبحوا رؤساء دول ووزراء ومسئولين كبارا في بلادهم، وبدلا من تدعيمه والاستفادة منه يتم تشويه صورته محليا ودوليا، وهذا موضوع يحتاج مقالات كثيرة مستقبلا.

فتوى أزهرية بتكفير داعش لن تدخلهم النار، ولن تقضي على الإرهاب، والدولة لا تحتاج فتوى دينية لاجتثاث الإرهاب، والتخلص من الإرهابيين، ومع ذلك فإن داعش وأخواتها من الجماعات الإرهابية والمتشددة والمتطرفة الذين يمولون ويخططون ويفكرون ويقتلون ويسعون إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار في المجتمع، كل هؤلاء لا دين لهم ولا وطن، ويجب قتلهم أو نفيهم أو تقطيع أرجلهم وأيديهم من خلاف، لأنهم كفار بالوطن والإنسانية.

Advertisements
الجريدة الرسمية