رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب يخدع الفلسطينيين


لأن إسرائيل لا تريد أن تمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وترفض أن يكون لهم دولتهم المستقلة وتبقى الاستيلاء عَلى معظم أراضي الضفة الغربية وسرقة القدس الشرقية، تفتق ذهن الإدارة الأمريكية عن ذلك الحل القديم الذي سبق أن طرحه الإسرائيليون وهو الحل المؤقت، أي إقامة دولة فلسطينية على جزء من الأراضي الفلسطينية بحدود مؤقتة وتحت الهيمنة الإسرائيلية عسكريا، مقابل تطبيع العلاقات مع كل الدول العربية، على أن يتم مستقبلا على الحل الدائم مستقبلا دون تحديد زمن أو وقت لذلك، والإغراء الفلسطينيين بذلك الحل الموقت الذي سبق أن رفضوه من قبل مرارا عرضت إدارة ترامب جمع نحو عشرة مليارات دولار من مجموعة مانحين، أغلبهم بالطبع عرب الخليج، لدعم تلك الدولة الفلسطينية المؤقتة التي لن تتجاوز أراضيها عن نصف مساحة الضفة الغربية بدون القدس الشرقية مع قطاع غزة، وسوف تسيطر القوات الإسرائيلية على حدودها البرية والبحرية وتتحكم في أجوائها.


وهذا الحل المؤقت الذي تطرحه إدارة ترامب على الفلسطينيين لا يقبلونه، لأنهم يعرفون أنه سوَف يصير بمرور الوقت هو الحل النهائي والدائم وأن حقوقهم المشروعة في دولة مستقلة سوف تضيع، خاصة بعد تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعرب كلهم، غير أن إدارة ترامب تهدد الفلسطينيين الآن بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو البدء في ذلك وإلغاء مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في نيويورك وإلغاء المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية التي تقدر بنحو ثلثمائة مليون دولار، وهكذا نحن إزاء أزمة تلوح في الأفق بين إدارة ترامب والفلسطينيين، وهذه الأزمة سوف تلقي بظلالها بالطبع على العلاقات الأمريكية العربية وأيضًا المصرية.
الجريدة الرسمية