مصر بين دولة السيسى ودولة الإخوان 40
تنبأ الكثيرون وكنت واحدا منهم، بأننا سنصل إلى وضعنا الحالى، نتيجة قلة خبرة شباب الميدان وخُبث مُحركيه، بل إننى شاهدت أحد شباب الإخوان الذين كنت أعرفهم بالميدان يوم 1 فبراير فباركت له بمرارة كالعلقم، على قُرب وصولهم للحكم!! كان التنبؤ قادما من مُنطلق كوننا كُنا قد درسنا تاريخ مصر واجتهدنا فى قراءته وتابعنا القريب منه!!
وحينما رأينا الولايات المتحدة الأمريكية التى لديها مراكز البحث المُتخصصة فى دراسات الشرق الأوسط بينما تُمجد ما حدث وتعرف جيدا ما نعرفه من أن كل ما يحدث لن يصُب إلا فى صالح اعتلاء الإخوان الحُكم فى مصر، وضح وجود مُؤامرة!!
فماذا قال مختلف ساسة العالم حول النكسة؟
لقد قال أوباما موجها كلمته للشعب الأمريكى: "يجب أن نُربى أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر!!" ولو أن هذا التصريح صدر عن أوباما فى وقت آخر، لضحكت، لكن فى تلك الأثناء، كان ما يعتصر قلبى مرارة شديدة للغاية، لمعرفتى بأن الرجل يقود "عملية نفسية" مُتعارف عليها فى السياسة، لبث النشوة فى قلوب الشباب ليستمر تضليلهم، وبالتالى تخريب مصر لصالح إسرائيل!!
وقال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله والتابع لإيران: "إن العالم أمام ثورة شعبية حقيقية مصرية ووطنية!!" وبالطبع كان الرجل يكذب لأن أحد المُهربين من السجون المصرية كان "سامى شهاب" قائد خلية حزب الله المُمسك بها فى مصر قبل النكسة، ومن يُهرب مُجرما من مصر فى تلك الأحداث، لا يقوم بعمل وطنى بالتأكيد!!
أما إيران فقد أكدت أن تنحى مبارك وافق "صدفة سعيدة" لأن يوم تنحيه توافق مع الذكرى 32 لانتصار الثورة الإسلامية فى إيران، وقد وافقت يوم 11 فبراير 1979!!
وهنا بدا وجود القرضاوى بالميدان يوم الجمعة الموافق 18 فبراير ليؤم المُصلين، مُشابها بشدة لصلاة الخومينى بالإيرانيين فى طهران فى أعقاب الثورة الإيرانية، وأتذكر وقتها كم دفاع "الثوار" المدنيين عن هذا الموقف ووصفه "بالعادى"، بينما كان أبعد ما يكون عن العادى!!
وفى مصر قال محمد البرادعى: "إن مصر تحررت أخيراً" ولا أعرف لماذا ذكرنى تصريحه هذا بعملية الحرب على العراق واحتلالها والتى أطلق عليها الأمريكيون "عملية تحرير العراق"!! والغريب أنه دافع عن الإخوان بشدة وقال عنهم أنهم "فصيل وطنى" ليثبت من البداية أنه لم يقرأ يوما تاريخهم القذر وأنه لا يصلح رجل دولة لكن بالفعل موظف دولى وعبدالمأمور، والمأمور هو الدول الكبرى فى تلك الحالة وفقا لتوصيف وظيفته كمدير للوكالة الدولية للطاقة النووية!!
وقال من ثبت كونه "إخوانى" وهاويا خبيثا "وائل غنيم" بأن "مصر ستُصبح دولة ديمقراطية"، وكأن الديمقراطية مغروسة فى الوجدان المصرى أو أن مصر من ضمن الدول التى صاغت تاريخ الديمقراطية فى أوربا لتُطبقها فى غير بيئتها أو أن الشعب المصرى مُعتاد على ثقافتها!!
أما أداة الإخوان المُتلونة: "حركة 6 إبريل"، والتى مثلت على المدنيين أنها مدنية، وكانت من أهم من دعا للنكسة، فلقد علقت على تنحى الرئيس محمد حسنى مبارك "مبروك الحرية"!! وبالطبع كان أعضاء الحركة يعنون "حرية الإخوان"، لأن المدنيين قبل هذا العبث، كانوا دوما أحرارا فى مصر، والآن ليست لديهم نفس الحرية التى كانت فى عهد مبارك!!
تلك هى بعض تعليقات من كانت له أغراض غير التى أعلنها وعبر عن "خداع" للشعب المصرى، كى يقوم باستعباده!!
ولكن لن تسقط مصر!!
وللحديث بقية..
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولا دولة مدنية.