رئيس التحرير
عصام كامل

جماعة اللسان الطويل


"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، كما يقول النبى الكريم، ولكن كبار جماعة الإخوان، التى تنسب نفسها إلى الإسلام عنوة،لا تعترف بمثل هذا الحديث، ولا بمجمل هدى النبى، صلى الله عليه وسلم، الذى يرشد أتباعه إلى التحلى بكريم الأخلاق، وعظيم الفضائل، فى التعامل مع المسلمين وغير المسلمين، الأصدقاء والخصوم.


كان النبى الكريم قرآنا يمشى على الأرض، ويردد دائما:"إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، وكان أصحابه الكرام يقتفون أثره، برهانهم فى ذلك قول الله تعالى : "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة".

إنهم يجلدوننا بألسنة غلاظ، زاعمين أن هذا هو الإسلام، يسبوننا ويقذفوننا ويخلطون الحق بالباطل، يهينون الإسلام، ويسيئون إليه بسوء أعمالهم، وفوق ذلك كله، يحسبون أنهم يحسنون صُنعا.

فها هو مفتى الجماعة الدكتور عبد الرحمن البر، الذى يعدونه للقفز على منصب "شيخ الأزهر"، أو منصب "مفتى الديار المصرية"، يزعم فى وقت تمر فيه مصر بحالة من الاحتقان، أن تهنئة الأقباط، بأعيادهم إثم عظيم، ما يعكس ضيق أفق كبراء الجماعة وضحالة فكرهم.

و" البر" نفسه..هو من تطاول منذ أيام على الجماعة الصحفية، التى تعاملت مع بذاءاته وفقا للنهج القرآنى: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا".

وها هو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة "عصام العريان"، لا يتوقف كل يوم عن نشر شتائمه ، عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، بحق من لا ينتمون إلى جماعته، ولعل الحكم الأخير بإدانته فى سب وقذف الإعلامية "جيهان منصور"، يعلمه ما افتقده من القدرة على حسن التعامل مع الناس والتأدب معهم.

وينضم إلى كتيبة "اللسان الطويل"، وزير الإعلام صلاح عبد المقصود، المعروف إعلاميًا بوزير التحرش، الذى يبدو أنه يعانى من حالة متأخرة من الكبت، فصار مضرب الأمثال فى التحرش بالصحفيات.

والمؤسف أن الوزير الإخوانى لم يفكر يوما فى الاعتذار عن أخطائه، بل يدافع عنها، فى برود لا يتمتع به سوى زملائه بالعصابة التى سرقت مصر.

ويعتبر المرشد السابق "مهدى عاكف" كبيرهم، الذى علمهم التطاول على أسيادهم، متوهما أن فى ذلك شجاعة ومروءة، ولو كان الصوت العالى من مظاهر الأدب، لما كان أنكر الأصوات صوت الحمير.

وإذا كان هذا هو حال كبار جماعة الإخوان، فكيف يكون أحوال الأجيال الناشئة؟

الجريدة الرسمية