رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر من مسجد الروضة: قتلة المصلين «خوارج» ومفسدون في الأرض.. على ولاة الأمور تطبيق حكم الله فيهم.. مصر قادرة على القضاء على الإرهاب.. و7 قرارات لصالح أهالي القرية

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

أدى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، صلاة الجمعة في مسجد الروضة بقرية بئر العبد بشمال سيناء، لمساندة أهالي القرية في الحادث الإرهابي الأليم الذي وقع الأسبوع الماضي، وأدى إلى استشهاد أكثر من 300 من المصلين.


جاء ذلك على رأس وفد رفيع المستوى، شمل كلا من عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.

حادث أليم
وفي كلمته التي ألقائها أمام جموع المصليين أوضح شيخ الأزهر أن إرادة الله الذي لا رادَّ لقضائه شاءت أن يَسبقَ حلول ذكرى مـولد النبي ﷺ حادث شديد الألم على قلوبنا، عميق الحزن في نفوسنا ومشاعرنا ولا نملك إلَّا أنْ نقول: إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، ورغم ذلك ومع كل ذلك نُذكِّر أنفسـنا وأهليـنا، أهل هذه البلدة الطَّيِّبة، والقرية الصـابرة على قضـاء الله وقدره بقـول النبي ﷺ: «عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ خَيرٌ لهُ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ: إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ كان خَيْرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ، فكان خَيرًا لهُ».

منزلة الشهداء
وأضاف الطيب: لستم– أيها الصابرون والصابرات- من أهل قرية الروضة بحاجة إلى التذكير بالمنازل العظيمة من الفردوس الأعلى التي يتنعم فيها شهداؤكم من الآباء والأبناء، ولا تظنون أن هؤلاء الشهداء الأبرار عانوا من آلام القتل ما يعـانيه كل القتلى من الألم، فقـد صَـحَّ عنه ﷺ أنَّه قال: «مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ أَلَمِ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ من ألم الْقَرْصَةِ»، ويكفي ما تحدثنا به شريعة الإسلام من أن الشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصِّديقين.

أفعال الخوارج
واستطرد: أمَّا القَتَلَة الذين اجترؤوا على الله ورسوله، وسفكوا هذه الدِّماءَ الطَّاهِرة في بيتٍ من بيوتِه؛ فهؤلاء خوارج وبُغاة ومُفسِدُون في الأرض، وتاريخهم في قتل المسلمين وترويع الآمنين معروف ومحفوظ، موضحا أن النبي ﷺ وصفهم بأوصاف ما زلنا نتعرَّف عليهم من خــلالها، فقـد وصفهم بحداثة السن إشــارة إلى طيشـهم واندفاعهم وجهلهـم، وَوَصَفهم بسفاهة العقل وسوء الفهم، وحـذَّر من الاغترار بمظهرهم وبكثرة عبادتهم، وبحفظهم القُرآن الكريم، فقـراءتهم للقُرآن –فيما يقول النبي ﷺ- لا تجـاوز أفواههم وشفاههم إلى قلوبهم وعقولهم، ووصفهم بالغُلوِّ في الدِّين والإسراع في تكفير المسلمين؛ تمهيدًا لقتلهم وسَــلْب أموالهم وهتك أعراضهم.

وأضاف أيضا: قـد أمر النبي ﷺ بقتلهم وتعقُّبهم، ووَعَد من يقتلهم بالثواب يوم القيامة، فقد ورد في الحديث الصَّحيح قوله ﷺ: «سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُـفَهَاءُ الأَحْــلاَمِ، يَقُـولُونَ مِنْ قــول خَــيْرِ البَرِيَّةِ، يَقْـرَؤون القُـرآن لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْـرُقُ السَّـهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ».

جزائهم في القرآن
وتابع: قد بَيَّن الله جزاءهم في القُرآن الكريم في الآية التي نحفظها جميعًا عن ظهر قلب: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، مؤكدًا أنه يجب ويتحتَّم على وُلاة الأمور أن يُسارعوا بتطبيق حُكْم الله تعالى بقتال هـؤلاء المحاربين لله ورسـوله والسَّاعين في الأرضِ فسَـادًا، حمـايةً لأرواح النَّاس وأموالهم وأعراضهم.

تجاوز المرحلة
وتابع: على أهالي سيناء، هذا الجُزء المُقدَّس من أرض مصر، الذين يُعانون من هذا الإرهاب أكثر من غـيرهم، بل على شـعب مصر وعلى مؤسسات الدولة كلها أن تكون جميعًا على قَدْرِ المسؤوليَّة والتحدِّي في مواجهة هذه الحرب الشَّرِسَة، وهـذا الوباء السَّرطاني الخطـير، ومصر –بإذن الله تعـالى- بتاريخهـا وبسواعدِ أبنائها وجيشها البطل ورجال أمنها البواسِل- قادرةٌ على تجاوزِ هذه المرحلة الصَّعبة والقضاء على هذا الإرهاب الغريب على أرضنا وشبابنا شَكْلًا ومَوضُوعًا وفِكْرًا واعتِقادًا.

قرارات إعانة
وفي سياق متصل، قرر شيخ الأزهر اتخاذ مجموعة من القرارات لصالح أهالي القرية، تمثلت في البدء الفوري في توسعة معهد الروضة الابتدائي وتحويله إلى إعدادي وثانوي، بجانب صرف معاش شهري للأرامل والمحتاجين من بيت الزكاة، وإعفاء طلاب قرية الروضة من المصروفات الدراسية حتى الانتهاء من الجامعة، بجانب حج الأرامل في العام المقبل على نفقة الأزهر.

كما قرر تسكين طلاب وطالبات جامعة الأزهر في المدن الجامعية، وفتح اتصال مباشر مع اللواء المحافظ وشيوخ القبائل ومشيخة الأزهر لتلبية الاحتياجات فورا، وتوجيه قوافل قوافل دعوية وطبية لأهالي شمال سيناء خاصة بئر العبد.
الجريدة الرسمية