أكيهيتو أول إمبراطور يتنازل عن العرش في اليابان
في سابقة تاريخية في دولة اليابان، أعلن الإمبراطور " أكيهيتو" تنازله عن العرش في 30 أبريل 2019، تعيد للأذهان سابقة وقعت قبل 200 سنة وتحديدا في أوائل القرن التاسع عشر ومع ذلك، وفقا للتشريعات الحديثة - قانون البيت الإمبراطوري والدستور - لم تتم عملية نقل العرش مدى الحياة.
وفي يونيو الماضي نظرت لجنة من الخبراء في مجال التاريخ والثقافة والقانون في مسألة إمكانية اعتماد هذا الإجراء وتفاصيله ليصدر البرلمان قانونا ينص على كيفية نقل الإمبراطور الحالي العرش إلى وريثه وتقاعده من العمل.
رمز الدولة
أكيهيتو الإمبراطور رقم 125 في تاريخ اليابان من مواليد 23 ديسمبر 1933 حينما كانت اليابان في ذروة تجربتها الحربية قبل الحرب العالمية الثانية، وكان يبلغ من العمر 11 عام حينما انتهت الحرب بهزيمة اليابان واستسلامها للحلفاء.
استلم مهامه في 1989، بدون صلاحيات فعلية له، ولكن الدستور ينص على أنه يعد رمزًا للدولة ولوحدة الشعب وهو متزوج من الإمبراطورة ميتشيكو، ولديه ثلاثة أبناء هم ولي العهد الأمير ناروهيتو والأمير اكيشينو والأميرة ساياكو.
توليه المسئولية
تخلى والده عن صفته الإمبراطورية التي تجعل منه "نصف الإله" بشكل مفاجئ، أثناء احتلال اليابان، وشجع ذلك أكيهيتو الذي كان وليا للعهد على تبني فكرة أن يكون رمزا وطنيا فيما بعد، لتوحيد اليابانيين في ظل ما خلفته الحرب، إلى أن وصل إلى العرش بعد وفاة والده الإمبراطور هيروهيتو، وذلك في يناير عام 1989، وكان كان يبلغ من العمر 55 عاما حينما نصب إمبراطورا لليابان خلفا لوالده، قاضيا 28 عاما على عرش اليابان، يؤدى مهامه الإمبراطورية دون كلل رفقة زوجته الإمبراطورة ميتشيكو التي تبلغ من العمر 82 عاما.
التنازل
وألمح إمبراطور اليابان في أغسطس من العام الماضي إلى رغبته في التنازل عن العرش الإمبراطوري، لإبنه ولي العهد ناروهيتو، وذلك لأسباب صحية، حيث خضع عام 2003 لعملية جراحية لإزالة سرطان البروستات، وعملية جراحية أخرى عام 2012.
وعام 2009 أعلنت وكالة القصر الإمبراطوري في اليابان اجراءات جديدة، تهدف للتخفيف من أعباء وسؤوليات الإمبراطور، نظرا لتقدمه في السن، إلا أنه كان ضد تقليص مهام الإمبراطور، لكنه مثل والده هيروهيتو، إذ تبنى سياسة تحديث المؤسسة الإمبراطورية، ذات التقاليد العريقة والصارمة في تولي العرش أو التنازل عليه.
زواج تاريخي
أكيهيتو وضع العديد من العلامات في تاريخ قوانين الإمبراطورية اليابانية، حيث كان زواجه عام 1959 من ابنة ثري ياباني، أول خروج عن تلك التقاليد، وأصبح أول إمبراطور في تاريخ اليابان يتزوج من فتاة من عامة الناس.
خروج عن القانون
إلى جانب ذلك تحايل بطريقته الخاصة للتعبير عن آرائه، بسبب القانون الإمبراطوري الذي يحظر على الإمبراطور الإدلاء برأيه في القضايا العامة، خاصة تلك الآراء المتعلقة بمعاداته للشعور الوطني والقومي.
عام 1992 قام بزيارة تاريخية للصين، حيث قتل فيها الملايين أثناء الحرب، لكنه لم يتمكن من زيارة كوريا الجنوبية، بسبب مسائل عالقة بين البلدين، تتعلق بقضايا تاريخية منذ الحرب العالمية الثانية.
زيارات تاريخية
أجرى الإمبراطور 27 زيارة رسمية لعدد من الدول، و50 زيارة أخرى غير رسمية عبر العالم وآخر زيارة له كانت للفلبين، التي قتل فيها أثناء الحرب العالمية الثانية 1.1 مليون فلبيني، ونحو 518 ألف جندي ياباني.
دعا إلى أن تفكر اليابان كثيرا في تجربتها العسكرية، واعتدائها على عدد من مناطق آسيا، قبل وبعد الحرب العالمية الثانية.
الجوكو
وينظم القانون الذي اعتمد في الصيف الماضي أيضا، مسألة كيفية تسمية الإمبراطور بعد تنازله عن العرش، وذلك انطلاقا من السوابق في القرون الوسطى، والإمبراطور الحالي أكيهيتو بعد نقل السلطة سيحمل صفة "جوكو".