رئيس التحرير
عصام كامل

بنجلاديش ترفض زيارة بابا الفاتيكان لمخيمات الروهينجا

فيتو

بابا الفاتيكان يواجه انتقادات حادة من الخارج بسبب سلوكه الدبلوماسي في ميانمار لتجنبه التطرق بوضوح إلى الروهينجا، وزيارته إلى مخيمات اللاجئين في بنجلاديش لم تحظ بموافقة السلطات.

يواجه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، انتقادات قوية من الخارج بسبب تحفظه خلال زيارته إلى ميانمار بتفادي مصطلح الروهينجا، ما دفع الفاتيكان إلى القول إنه لا يمكن التوقع من البابا إيجاد حلول "لمشكلات مستحيلة".

وخلال زيارته إلى عاصمة ميانمار رانجون التي استغرقت أربعة أيام، تجنب البابا استخدام كلمة "روهينجا" المحظورة في بورما، مفضلا تعبير محايد هو "لاجئو ولاية راخين"، نظرا للحساسية التي يثيرها هذا المصطلح داخل ميانمار حيث ينظر إلى هذه الأقلية على أنهم لاجئون من بنجلاديش.

واكتفى البابا الحريص على ألا يؤجج مشاعر رأي عام مشبع بالقومية، بإرسال إشارات عن أعمال العنف التي يتعرض لها الروهينجا، غير أنه وفي أول خطاب ألقاه في دكا التي وصل إليها بعد ظهر أمس الخميس آتيا من رانجون، طالب رأس الكنيسة الكاثوليكية وبوضوح اتخاذ "تدابير حاسمة" من أجل الأقلية المسلمة.

وقال البابا الأرجنتيني: "من الضروري أن تتخذ المجموعة الدولية إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الأزمة الخطيرة"، مشيرا بذلك إلى المهمة الإنسانية العاجلة التي تشكل أساس رحلته إلى آسيا، وأضاف أن ذلك يجب أن يتم "من خلال العمل لحل المسائل السياسية التي أدت إلى هذا الانتقال الكثيف للأشخاص، ومن خلال تقديم مساعدة مادية فورية إلى بنجلاديش أيضا" التي "ضحّت" لاستقبال هؤلاء البائسين، مشيدا أيضا بـ "روح السخاء والتضامن" لشعب بنجلاديش.

وهرب أكثر من 620 ألفا من الروهينجا في الأشهر الثلاثة الأخيرة إلى جنوب بنجلادش، للإفلات مما تعتبره الأمم المتحدة تطهيرا عرقيا ينفذه الجيش البورمي، ويتكدس هؤلاء الأشخاص البائسون في مخيمات كبرى مثل مدن، حيث يرتبط البقاء على قيد الحياة بتوزيع المواد الغذائية.

وأوضح مطران الكنيسة الكاثوليكية في بنجلاديش صباح اليوم الجمعة، أن بابا الفاتيكان كان يود زيارة منطقة المخيمات المترامية لكن السلطات رفضت الزيارة بسبب "الأخطار الأمنية"، كما أنه وعلى المستوى السياسي - كما يضيف المطران- من شأن هذه الزيارة خلق حزازات بين بنجلاديش والجارة ميانمار، عوض ذلك سيلتقي الحبر الأعظم صباح اليوم الجمعة في إطار لقاء الديانات في العاصمة داكا، بثلاث عائلات من الروهينجا.

وتشكل زيارة البابا وهي الأولى منذ تلك التي قام بها يوحنا بولس الثاني في 1986، حدثا كبيرا لهذه المجموعة الصغيرة التي تضم 375 ألف شخص وتشكل 0،24% من سكان بنجلاديش.

وقد جاء معظم المشاركين في القداس من دكا لكن مسيحيين من جميع أنحاء بنجلاديش توجهوا إلى العاصمة لحضور القداس.

ويرغب البابا الذي يرأس كنيسة يبلغ عدد أتباعها 1،3 مليار شخص في العالم، تشجيع الكنائس الصغيرة "في أقاصي العالم"، وهذا ما يشكل محور جولته الآسيوية في بنجلاديش وبورما.

و.ب/ح.ع.ح (د ب أ، رويترز، أ ف ب)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية