رئيس التحرير
عصام كامل

مترجمة «الإشارة» بجامعة القاهرة: الدولة تهمش 6 ملايين أصم.. والإعلاميون يعاملونهم بمنطق «الشو»

فيتو


  • أطالب بنموذج إشارات عربي موحد ولدينا أزمة في توحيد الإشارات
  • لدينا 50 مترجما لـ6 ملايين أصم
  • فئة الصم على مدار 30 عاما لا يعلمون شيئا عن الانتخابات
  • الدولة لا تقدم أي دعم للصم أو مترجمين لغة الإشارة
  • جابر نصار قدم دعما كبيرا للصم بالجامعة والخشت لم يظهر بعد
  • بدأت في ترجمة الأغاني منذ ثلاثة أعوام وفتحت قناة خاصة بي على اليوتيوب
  • أتمنى أن يكون للصم قنوات خاصة لهم على التلفاز ليشاهدوا المسلسلات والأفلام مثل العاديين

وحدة متحدي الإعاقة بجامعة القاهرة، ربما لا يسمع عنها الكثيرون إلا في المناسبات واللقاءات الإعلامية فقط، أما في الواقع الملموس لا يجدون عناية حقيقية، ولا يلمسون اهتماما محسوسا، فيوم الثالث من ديسمبر تحتفل جامعة القاهرة بيوم تحدي الإعاقة ويتم تكريم ذوي الاحتياجات الخاص لكن لا يسمع لهم صوت بعد ذلك، وفي الإطار نفسه حاورت فيتو "إيمان فخر الدين" المعروفة بـ"دهب" مترجمة لغة الإشارة بجامعة القاهرة، وجاء نص الحوار كالتالي:


*ما هو مجال الدراسة الذي ساعدك على الخوض في مجال الإشارات؟
درست وتخرجت في كلية التربية النوعية قسم تربية موسيقية جامعة عين شمس، وقد عملت منذ أعوام طويلة بمدارس ذوي احتياجات خاصة وصم وضعاف السمع، وبدأت منذ عامين العمل كمترجمة لغة إشارة بكلية التربية النوعية في جامعة القاهرة، وقد درست لغة الإشارة بجمعية متخصصة في لغة الإشارة على شكل كورسات مختلفة.

*ما سبب اختيارك لمجال ترجمة لغة الإشارة للصم وضعاف السمع؟
لأن المجال مهمش ولا يوجد به اهتمام، فكل ما أحاول فعله في مجالي هو مساعدة الصم وضعاف السمع في الحصول على حقوقهم كاملة، ويكون لهم الحق في التعليم في المدارس والجامعات مثلهم كمثل أي طالب يتمتع بحياة سليمة، كما أتمنى أن يكون لهم قنوات خاصة لهم على التلفاز ليشاهدوا المسلسلات والأفلام مثل العاديين.

*ماذا عن ترجمة الأغاني والدراسة بالجامعة؟
بدأت في ترجمة الأغاني منذ ثلاثة أعوام، وفتحت قناة خاصة بي على اليوتيوب، وقد ترجمت أغاني وطنية ورومانسية، اجتماعية، والطلاب بالجامعة يدرسون جميع المواد مثلهم كمثل الطلاب العاديين تماما، ولا يوجد أي فرق.

*متى وكيف بدأت تجربة ترجمة لغة الإشارة بجامعة القاهرة؟
بدأت التجربة منذ نحو ثلاثة أعوام، ونجحت على مدار الأعوام السابقة الطلاب حاليا أصبحوا في الفرقة الثالثة، وكرم الدكتور جابر نصار العام الماضي الطلاب وصرف لكل طالب 1000 جنيه كمكافأة لمجهودتهم خلال العام الدراسي، والتجربة ابتدعها المركز الثقافي القبطي، وهو القائم على تنفيذها بجامعة القاهرة.

*هل تقدم الدولة دعما كافيا لفئة الصم وضعاف السمع؟
الدولة لا تقدم الدعم الكافي للفئة، وعادة ما تتلقى الجمعيات المتخصصة دعما ماليا لكنها لا تصل للصم، ولا نفهم لماذا حتى الآن لا يصل أي دعم للصم وضعاف السمع رغم أن الجمعيات يصلها بشكل دائم تبرعات لهم، وينقص هذه الفئة العديد من الأشياء، فالصم حين يمرض ليلا لا يجد من يصل صوته للطبيب، والعديد من الصم يتعرضون للأزمات لا يستطيعون مواكبتها بسبب عدم وجود مترجم للصم في وقت الأزمة التي يتعرضوا لها.

*ما تقييمك لدور الإعلام في نشر ثقافة الصم وضعاف السمع؟
لا يوجد أي دور بارز للإعلام في نشر ثقافة لغة الإشارة، ولا يوجد قناة خاصة للصم، فالوقت كله يشاهد الصم صورا على التلفاز وليس على دراية بالأحداث التي تجري في الواقع، وليسوا على دراية بالمشهد السياسي أو الثقافي أو أي مشهد بأي مجال، ومعظم أولياء الأمور غير دارسي لغة الإشارة يتعاملون مع أبنائهم بإشارات ضعيفة جدا، فلا يوجد أي شيء مترجم سوى نشرة الأخبار التي تذاع في الثامنة صباحا والخامسة مساء لا يوجد أي شيء آخر مترجم صمم رغم أن أعدادهم تجاوزت 6 ملايين أصم، كل ما يحدث في الإعلام ما هو إلا شو إعلامي لا يوجد أي إعلامي يحاول المساعدة بشكل حقيقي وفعال.

*هل تقدم جامعة القاهرة دعما للصم المتواجدين لديها؟
تقدم المركز الثقافي القبطي منذ ثلاثة أعوام لجامعة القاهرة، بطلب لعمل تجربة إنشاء مركز تدريس للصم وضعاف السمع بالجامعة، وقد أعطت الجامعة المركز ثلاثة أعوام كتجربة لنجاح التجربة أو فشلها، ويعد عام 2017 هو العام الثالث لنا والتجربة ناجحة حتى الآن وننتظر قرار المجلس الأعلى للجامعات في أول عام 2018 بالاستمرار من عدمه، أما بالنسبة للدعم فقد قدم الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الأسبق دعما كبيرا لفئة الصم وكان متابعا جيدا لنشاطاتهم، أما بالنسبة للدكتور عثمان الخشت رئيس الجامعة الجديد فحتى الآن لم نره، ولم نحظ باهتمام ملموس منه، فلم يحدث جديد منذ توليه الرئاسة، الطلاب مستمرون بالجامعة لكن لم تحدث حتى الآن أي زيارات للدكتور الخشت للمركز.

*ما هي خطتك لنشر ثقافة لغة الإشارة؟
لدى في خطتي شقان، الشق الأول يخص الصم وهو أنه يلزم عمل نموذج إشارات موحد بالدول العربية كلها، لأن لدينا أزمة في توحيد الإشارات وكل محافظة وكل دولة لها لغة إشارة مختلفة، وهذا خطأ على الأصم والمترجم لأنه لو كانت المحافظات مختلفة لا نستطيع فهم الأصم وهو لا يستطيع فهم المترجم فيكون لدينا مشكلة في تبادل الاستيعاب، أما الشق الثاني هو أنه لا بد أن يكون هناك كورسات مكثفة لدارسة لغة الإشارة، ويجب أن يكون هناك تعاون مشترك بين المترجمين والشئون الاجتماعية لنشر اللغة بشكل أوسع.

*ما أبرز الأزمات التي تواجه مترجمي لغة الإشارة؟
لا يوجد رعاية للمترجم في الدولة، فعدد الصم وصل إلى 6 ملايين تقريبا وعدد المترجمين لم يتجاوز 50 مترجما ولا يوجد أي رعاية مادية أو معنوية لهم، فقد واجه الصم مشكلات مثل استخراج رخصة القيادة والمشاركة في الانتخابات فقد استبعد بعض الأفراد الصم من المشاركة في الانتخابات بسبب صمهم، وتعطل استخراج رخصة القيادة لهم لنفس الأسباب.

*ما هو سبب تهميش فئة الصم وضعاف السمع؟
أعتقد أن هناك من يهمه تهميش هذه الفئة، فهي إلى حد كبير سياسة دولة، ففئة الصم على مدار 30 عاما لا يعلمون شيئا عن الانتخابات، ولم يعلموا بها إلا في عام 2016 بعد عمل توعية سياسية لهم، فقد قمنا بتعريفهم مصطلحات الانتخابات وتعريفهم الفئات المرشحة كالمدنيين والإخوان والجيش، وقمنا بتعريفهم برامجهم الانتخابية كاملة ولم نجبرهم على انتخاب فئة بعينها لكن قمنا بتعريفهم على المصطلحات الأساسية ليتمكنوا من اختيار ممثلين عنهم بكامل حريتهم.

*هل واجه الصم أزمات أثناء الانتخاب؟
لقد قمنا بعمل توعية وأبلغنا القضاة أنه سيقبل على الانتخابات هذا العام صم وضعاف سمع، لكن على الرغم من ذلك واجههم بعض الأزمات فعلى سبيل المثال واجه أصم مشكلة فبعد أن وقف في طابور طويل للإدلاء بصوته في الانتخابات منعه القاضي من المشاركة بعد أن علم أنه أصم رغم أن قانونا له حق في التصويت، وهناك بعض المراكز يصلها تبرعات للصم لكن لا تصلهم بأي شكل بسبب فساد المديرين بالجمعيات

*ما الفرق بين حياة الصم بمصر والدول الأوروبية؟
الغرب يهتمون كثيرا بالصم، ودائما ما يحاولوا معرفة موهبة وهواية كل فرد ضعيف سمع، ويبدأو تدريبه في المجال الذي يريحه نفسيا ومعنويا وينمو ابتكاراته في هذا المجال، وبعد الانتهاء من التدريب يبدأ في العمل في المجال الذي اختاره بكامل إرادته ويبدأ أخذ مرتب ثابت عليه، وهو الأمر الذي لا نراه في مصر فالصم وضعاف السمع فئة مهمشة تماما فجميع الدول الأوروبية لديها مكتب للمترجمين براتب شهري تستعين به الوزارات في المراسم والمناسبات المهمة، أما المترجمين في مصر فهم فئة مهمشة لا يوجد لهم مكتب ثابت.

الجريدة الرسمية