عداء ترامب وCNN.. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين
عداء متبادل بين شبكة "سي إن إن" الأمريكية، والرئيس دونالد ترامب، بدون مواربة أو تجميل تحول موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" إلى ساحة معركة انتقامية بين الطرفين.
وبالرغم من عداء الرئيس الأمريكي بشكل عام للإعلام واختياره بين الحين والآخر أحد الصحف لنعتها بأبشع الألفاظ، شهد الأيام الماضية ارتفاع منسوب الكراهية بين الرئيس والقناة.
1-كراهية العرب
المعركة الدائرة بين ترامب والشبكة الإخبارية بالنسبة للمتابع العربي ينطبق عليه دعاء «اللهم اضرب الظالمين بالظالمين».. فالقناة ومواقعها الإلكترونية لا تخفي كراهيتها لمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومصر بشكل خاص وتغطيتها لحادث الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة في سيناء قدم البرهان على المعايير المزدوجة في التغطية.. خصوصا أن حلم الفوضى الإقليمية يسيطر على سياستها التحريرية تجاه شعوبنا.. تهاجم "داعش" والإرهاب عندما تتجرع أمريكا والغرب من جرائمه، بينما تهاجم الجيوش والأنظمة العربية عندما يكون الضحايا عرب، ويحفل سجلها بمزاعم هائلة ضد العواصم في المنطقة ولا تتورع عن تمجيد التنظيمات الإرهابية وفتح منصاتها لعناصره بهدف رؤية المنطقة غارقة في مستنقع دم.
العدو الواقف على الضفة الأخرى في بحر الصراع مع الشبكة-ترامب- هو الآخر لا يقل عنها كراهية تجاه العرب والمسلمين لاعتناقه فكر يمينى متطرف، وتغريدته الأخيرة التي أثارت حفيظة رئيس وزراء بريطانيا وعمدة لندن خير دليل.
2-مقاطعة حفل الكريسماس
بالعودة للحديث عن صراع القناة والرئيس، أول أمس الثلاثاء، شهدت الخلافات بينهما فصلا جديدا، بإعلان "سي إن إن"، مقاطعة حفل الكريسماس الذي يقيمه البيت الأبيض لوسائل الإعلام الجمعة المقبل، بسبب خلافاتها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت متحدثة باسم الشبكة: "في ضوء الهجمات المتواصلة من جانب الرئيس على حرية الصحافة وسي إن إن، نشعر أنه ليس من المناسب الاحتفال معه هو وضيوفه".
من جانبه، رحب ترامب بهذا الإعلان ونشر تغريدة قال فيها: "هذا أمر عظيم.. ويجب أن نقاطع سي إن إن التي تبث أخبارا كاذبة، إن التعامل معها هو مضيعة كاملة للوقت".
3-أخبار ملفقة
يوم الأحد الماضى أيضا، هاجم ترامب الشبكة الدولية بتغريدة قال فيها: "إن "فوكس نيوز" شبكة إخبارية منافسة أكثر أهمية في الولايات المتحدة من "سي إن إن"، لكن الأخيرة أكثر أهمية دوليًا، وتعد مصدرًا مهمًا للأخبار الملفقة، وهي تقدم أمتنا بشكل سيئ في العالم. العالم الخارجي لا يرى الحقيقة بسببهم".
وهو ما أثار حفيظة "سي إن إن" فردت على تغريدته عبر حسابها "CNN Communications" إذ قالت: "وظيفتنا ليست تقديم الولايات المتحدة للعالم، إنها وظيفتك، فوظيفتنا هي تقديم الأخبار. الحقائق أولًا".
4-بداية الأزمة
تاريخ الخلافات بدأ مع انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث أظهرت استطلاعات "CNN" أن الرئيس الحالي ترامب سيحظى بنسبة تأييد 40% فقط، لكنه خالف ذلك وحاز على أكثر من 270 من الأصوات الإجمالية البالغة 538 صوتا.
وكشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية آنذاك، في تحقيق لها، أن «سي إن إن» تقرر إجراء الاستطلاع في وقت تكون فيه العينة بحالة غضب من ترامب، لتكون النتيجة سلبية، وأضافت المجلة أن الشبكة تجري استطلاعاتها عن طريق الإنترنت لأنها تعلم أن أنصار ترامب يفضلون المقابلات الحية والمباشرة والهاتفية.
5-ذبح ترامب
وسط الوقائع التي يصعب حصرها في تقرير واحد، تعد الواقعة الأبرز، نشرت المذيعة الكوميدية في "CNN" كاثي جريفن، في صفحتها بموقع "انستجرام"، صورة لها وهي تحمل رأس دمية تشبه ترامب، مغطاة بالدماء.
ورد ترامب على جريفن بموقع «تويتر»، وقال «جريفن مريضة ويجب أن تشعر بالعار مما فعلت، أولادي عاشوا أوقاتًا صعبة بسبب الصورة خصوصًا بارون (11 عاما)».
من المرجح أن فصول العداء بين الرئيس ترامب، ووسائل الإعلام الأمريكية، لم ولن تنتهى لحين موعد رحيله من البيت الأبيض، في ظل تمسكها بمبادئ ديكتاتورية مخالفة للقيم الديمقراطية في أمريكا التي تتخذ من تمثال الحرية شعارا لأسلوب الحياة هناك، وفى المقال لن يقبل الإعلام بتدجينه لترضية الرئيس خصوصا أنه يمثل -الإعلام- أحد أسلحة الدولة الفتاكة لاختراق العالم وتدرك باقى مؤسسات الدولة مدى فاعليته وقيمته.