رئيس التحرير
عصام كامل

«عقدة الخواجة» تسيطر على وزارة الآثار.. شركات عالمية لإدارة خدمات المتحف الكبير والقومي للحضارة.. مجلس الأمناء يضم أجانب.. وترميم قناع توت عنخ آمون وكنوزه غير المرئية الأبرز

وزارة الآثار
وزارة الآثار

يبدو أن "عقدة الخواجة" مازالت تسيطر على وزارة الآثار كباقي الوزارات والهيئات الحكومية وحتى الخاصة في مصر الذي يكون بها كل شيء مستورد وأجنبي وارد من الخارج مرغوب وخصوصا في الأعمال المهمة والحساسة والمشروعات الكبرى، حيث طالعتنا وزارة الآثار خلال الفترة الأخيرة بالاستعانة بشركات عالمية لإدارة خدمات متحفي "القومي للحضارة والمصري الكبير" كما أن مجلس أمناء المتحفين أيضا يضم أعضاء أجانب ناهيك عن إسناد ترميم قناع توت عنخ آمون الذي تعرض للتشوية العام الماضي بواسطة زيادة مادة الأيبوكس أثناء لصق الذقن للمرمم الألماني كريستيان إيكمان رئيس فريق العمل المصري الألماني.


حدائق القصور
كما تسعى وزارة الآثار إلى استغلال حدائق القصور ذات القيمة التاريخية والأثرية الكبيرة وكذلك حدائق المتاحف الشهيرة التي تحظى بإقبال كبير من الزوار في زيادة دخل الوزارة عن طريق إسناد هذه الأماكن لشركات عالمية ومحلية لاستغلالها بشكل لا يضر الأثر ويحقق عائد مادي كبير للوزارة الأمر الذي يساهم بشكل مباشر أيضا في الترويج لهذه المناطق الأثرية.

شركات عالمية لإدارة الخدمات
أكد الدكتور خالد العناني وزير الآثار، أنه ناقش مع مجلس الوزراء إمكانية الاستعانة بشركات عالمية لإدارة الخدمات والمناطق الترفيهة الموجودة في نطاق المتحف المصري الكبير بطريقة عالمية.

وتوقع أن يتم الافتتاح الجزئي للمتحف في نهاية عام 2018، موضحا أن تكلفة العمل مليار دولار واليابان تساهم بـ75 % كقرض.

وكان المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، أصدر قرارا بتشكيل مجلس أمناء المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط واختيار وتعيين أعضائه.

ومن المقرر أن يضم مجلس أمناء المتحف القومي للحضارة في عضويته عددًا من الشخصيات المصرية والأجنبية من ذوي الخبرة في مختلف المجالات الأثرية، والعلمية، والسياسية، والمالية والتخطيطية ليكونوا قادرين على إدارة المتحف باعتباره أحد أهم وأكبر المتاحف المصرية.

ويضم المجلس كلًا من وزراء الآثار والسياحة والتعاون الدولي والمالية والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والسياحة، كما سيضم خبراء من الآثار المصريين والأجانب وهم على رضوان، عميد كلية الآثار الأسبق وعلا العجيزي، عميد كلية الآثار الأسبق من مصر، ومن الأجانب سيضم رئيس قسم المصريات بجامعة لندن، ورئيس قسم الآثار والفنون الإسلامية بجامعة باريس - السربون بفرنسا.

مجلس الأمناء
وأوضح الدكتور طارق توفيق المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير، أن تشكيل مجلس الأمناء جاء تنفيذا للقرار الذي أصدره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بتحويل المتحف لهيئة تابعة لوزير الآثار، موضحًا أن الشكل الحالي لهيئة المتحف الكبير يشبه إلى حد ما الشكل الإداري لمكتبة الإسكندرية، ووجه الشبه يتمحور حول أن من يقوم بوضع الإستراتيجية، واتخاذ الإجراءات الرئيسية هو مجلس الأمناء.

وأضاف «توفيق» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن المجلس له سلطة إعطاء القرارات الرئيسية للمتحف، فيما يحقق له إمكانيات تحقيق عائد طيب للمتحف والأهداف المختلفة سواء الثقافية أو التعليمية أو السياحية أو الاقتصادية، وبشكل كبير سيضم المجلس أعضاء من خارج الوزارة، مؤكدًا أن قرارات مجلس الأمناء ستخرج عن الإطار الحكومي والروتين المعتاد، وفقًا للصالح العام.

ويشرف المجلس على كافة الأنشطة التي يقوم بها المتحفين، ووضع برامج العمل بهما، وكذلك إدارة أموال المتحفين من خلال دراسة المنح والتبرعات والهبات والهدايا المقدمة لهما سواء من داخل البلاد أو خارجها في ضوء القوانين والقواعد المنظمة لذلك، وبالتنسيق مع الجهات المختصة، كما سيقوم مجلس الأمناء بتعيين مدير لكل متحف ونائبان له، ويمثل مدير المتحف في كافة الأمور المتعلقة به وأمام القضاء.

المتحف القومي للحضارة
ومن جانبه قال محروس سعيد، المشرف العام على المتحف القومي للحضارة، أن المتحف لا تكون طريقة إدارته الناجحة بمؤسسة حكومية وعرض وزير الآثار بتشكيل هيئة مستقلة للمتحف تخرج عن البيروقراطية الحكومية وتكون لها إيراد ينفق عليها ويكون لها مجلس أمناء هو المهيمن على إدارة المتحف، وبالفعل صدر قرار من مجلس الوزراء بإنشاء هيئة المتحف الكبير وهيئة المتحف القومي للحضارة، وعندما تم عرض هذا الأمر على إدارة موازنات الهيئات الاقتصادية، سألوا عن الإيراد، فقالو حتى يكون المتحف هيئة اقتصادية لابد أن تكون لها إيراد ينفق عليها، ومن المفضل تأجيل إنشاء الهيئة لمدة عام حتى يعمل المتحف وتفعل من جديد وبالفعل صدر قرار من مجلس الوزراء بتأجيل تفعيل الهيئة الاقتصادية لمدة عام حتى العام المالي 2018 -2019.

القناع الذهبي
وكان وزير الآثار السابق الدكتور ممدوح الدماطي، استعان بالمرمم الألماني كريستيان إيكمان، الذي ترأس فريق عمل يضم مصريين وألمانيين لترميم قناع توت عنخ أمون بعدما تعرضت ذقن القناع للتشوية بسبب زيادة مادة "الأيبوكسى" أثناء تركيبها، وتم إعادة تركيبها بعد بحث كيف تم تركيبها قديما.

كنوز توت عنخ آمون غير المرئية
كما افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار منذ أسبوعين، معرضًا أثريًا مؤقتًا بالمتحف المصري بالتحرير تحت عنوان "كنوز توت عنخ آمون غير المرئية: الرقائق الذهبية".

‎وأوضحت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بالوزارة، أن هذا المعرض يعد أحد أوجه التعاون المشترك بين مصر وألمانيا في مجال العمل الأثري والمتحفي والذي بدأ منذ سنوات عديدة، حيث يأتي بالتعاون بين وزارة الآثار والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة، في إطار احتفالات الوزارة بمرور 115 عام على إنشاء المتحف المصري و60 عام عى إعادة افتتاح المعهد الألماني للآثار بالقاهرة.

‎وأوضح "كريستيان إيكمان" المرمم بالمتحف الروماني الألماني بمدينة ماينز بألمانيا، أن المعرض يضم مجموعة من الرقائق الذهبية تعرض لأول مرة أمام الجمهور، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها والتي بدأت منذ عام 2014 عن طريق مشروع مشترك بين المتحف المصري والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة وجامعة توبينجن والمتحف الروماني الألماني Römisch-Germanische Zentralmuseum.

‎وأشار إلى أن الرقائق الذهبية موجودة بمخازن المتحف المصري منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 وكانت في حالة سيئة من الحفظ منذ اكتشافها وحتى عام 2014 حين بدأت الدراسات الخاصة لترميم هذه المجموعة الأثرية المهمة وتحليلها علميا وأثريًا وهو ما سيتم عرض نتائجه ومناقشته في ورشة عمل على هامش المعرض.
الجريدة الرسمية