رئيس التحرير
عصام كامل

الاحتفال بذكرى المولد النبوي بالشرقية «طعم تاني» (صور)

فيتو

العشرات من المحتفلين يحتشدون الليلة وسط البلد بمركز أولاد صقر، بمحافظة الشرقية، وفى الطرقات المؤدية منها وإليها؛ احتفالًا بالمولد النبوي.


يرن في أذنيك وأنت تدور في المدينة المزدحمة والتي أشبه ما تكون بالمهرجانات، والاحتفالات، مدح النبي، والصلاة عليه، وذكره بكل الصفات الحسنة.

مزيج من المشاعر تتخلل نسيج قلبك وروحك، وأنت تجوب أجواء الاحتفالات وسط زحام من الدراويش والفقراء والمساكين، والأطفال والنساء ومحبي احتفالات المولد النبوي الشريف، والذين قطعوا مسافات طويلة من القرى والمراكز المجاورة للمدينة؛ للاحتفال بتلك الليلة المباركة، التي تخرج من بعض المنازل المخصصة لها كل عام.

الأناشيد الدينية والأعلام ذات اللون الأخضر، ومكبرات الصوت، والعربات التي يجلس عليها الشيوخ للذكر، والأطفال، والحلويات التي تلقى على المارة من أعلى المنازل خلال مسيرتهم، وغيرها تأتيك من هنا وهناك، كل هذه المظاهر تتكرر كل عام بمحافظة الشرقية.

وسرادقات تتناثر على جانبي الطرقات تعج بالعشرات الذين يحتفلون بطرقهم الخاصة، فهناك من يلتفون في حلقات الذكر يتمايلون بأجسادهم يمينا ويسارًا، هائمين في عوالم بعيدة، وآخرون يرددون أناشيد في مدح الرسول الكريم، يرقصون ويدقون على الدفوف، ويدعون للمرضى، ولكل شخص تطيب له نفسه في دعاء ما، مقابل "كرامات مادية بسيطة"، غير إجبارية على الأشخاص.

وترى رجالًا ينتمون للدراويش يرتدون جلاليب بيضاء وعمامات خضراء "مسابح كثيرة" حول أعناقهم، ودفوف على أيديهم.

كان لافتًا للنظر هذا العام كثرة حضور الأطفال، وحرصهم على مرافقة الاحتفالية، يومًا بعد يوم، إلى أن تأتي الليلة الكبيرة، ويهرولون خلف المشايخ للمشاركة في حمل الدفوف والأعلام، والتقاط الحلوى التي تلقى عليهم من المنازل.

الاحتفالية لم تغب عنها الموائد العامرة للفقراء والمساكين، والأشخاص المشرفين على المدح، لكن ليست موائد بالشارع، لكن الجديد هنا أن هذه الموائد تكون بالمنازل، فهناك عائلات تتطوع في إعداد الطعام هذا اليوم، كنوع من البركة، وهناك من ينذر نذرًا، وآخرون يزكون بجزء من أموالهم، والصورة لا يغيب عنها عربات الحلوى والحمص والبالونات والطراطير، فالمولد النبوي هو أحد أهم الاحتفالات الدينية التي تعد مصدر رزق للكثير.
الجريدة الرسمية