مع اقتراب انتهاء ولايته.. 5 ملفات تنتظر الحسم من العبادي في العراق
ستة أشهر هي كل ما تبقى من الولاية الأولى لحكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد ثلاث سنوات صاخبة بالأحداث، كان تحرير الأراضي العراقية من تنظيم "داعش" في مقدمة أولوياته، والتي نجح فيها بشكل كبير بالتعاون مع التحالف الدولي، بالإضافة إلى محاربة الفساد ومواجهة استقلال كردستان وجماعات الضغط الشيعية؛ لينجح العبادي في كل اختبارات القاسية، خلال فترة توليه سدة الحكم في رئاسة الحكومة العراقية.. وترصد "فيتو" أهم الملفات التي تنتظر حسم من العبادي خلال المرحلة المقبلة.
تنظيم الانتخابات
تشكل عملية إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر في مايو المقبل، تحديا أمام حكومة العبادي في ظل تأجيل الحكومة العراقية للانتخابات المحلية التي كان مقرر إجراؤها في أبريل الماضي إلى مايو المقبل، مع الانتخابات البرلمانية.
النجاح في انتخاب مفوضية عليا للانتخابات في العراق، ليس مؤشر على مدى نجاح الحكومة العراقية في إجراء الانتخابات في موعدها في ظل الصراع السياسي بين الأحزاب العراقية وخاصة داخل البيت الشيعي.
فالأحزاب السنّية متحمسة لإجراء الانتخابات في مايو المقبل، والسبب إن المدن التي تمثل القاعدة الشعبية لهذه الأحزاب مدمرة بسبب المعارك ضد "داعش" على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، ونصف سكانها نازحون خارج مدنهم حتى اليوم؛ بسبب الفوضى الأمنية والخوف من الاعتقالات التعسفية وانهيار الخدمات والبنى التحتية.
الفصائل الشيعية المسلحة
سيكون ملف الفصائل الشيعية المسلحة، أحد أهم الملفات أمام حكومة العبادي لحسمها قبل نهاية ولايته في مايو 2018، حيث تعاظمت قوة الميليشيات والفصائل الشيعية المسلحة بعد ظهور تنظيم داعش، حيث سعت لتحصيل المزيد من المكاسب المالية واللوجستية.
وتثير مشاركة الفصائل الشيعية المسلحة لغطا كبيرا في ظل أن قانون الأحزاب الذي أقره البرلمان العراقي في 2015، وسيطبق للمرة الأولى في الانتخابات المقبلة يمنع التشكيلات المسلحة من المشاركة في الانتخابات، إلا أن هذه الفصائل بدأت تراوغ القانون عبر تسجيل نفسها كأحزاب وبأسماء جديدة، وهو ما يثير الشارع العراقي، وهو ما يطالب موقف حاسم من قبل حكومة العبادي.
محاربة الفساد
محاربة الفساد أحد أهم الملفات التي يجب أن تحسمها حكومة العبادي، قبل انتهاء مدتها الدستورية، وإجراء الانتخابات البرلمانية، حيث يشكل الفساد عقبة كبيرة أمام نمو الاقتصاد العراقي.
وأعلن عضو اللجنة المالية في البرلمان العراقي، النائب أحمد حاجي، في تصريحات صحيفة، أن "العراق مدين حاليا بـ (120) مليار دولار، ومصير البلاد بات في خطر"، فيما أعلن نائب الرئيس العراقي إياد علاوي أن حجم الديون أكبر من ذلك ويبلغ (133) مليار دولار.
إعادة الإعمار
إذا كانت محاربة الفساد من ملفات حكومة العبادي، فإن أيضا إعادة الإعمار لمناطق الصراع ضد "داعش" تشكل ملفا مهما في ملفات حكومة العبادي.
وبحسب رئيس صندوق إعادة الإعمار، مصطفى الهيتي، فإن تكلفة إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب بلغت 150 مليار دولار، من ضمنها تلك المتضررة من الحرب على مدى السنوات الـ3 الماضية.
وقال الهيتي في وقت سابق، إنه «لأجل التوصل إلى تقييم دقيق للتكاليف تم الاتفاق مع البنك الدولي على تقييم الأضرار من خلال الأقمار الصناعية، حيث نعتقد أن التكاليف قد تبلغ 150 مليار دولار».
نفوذ إيران
يشكل نفوذ إيران أحد أهم ملفات التي تسعى حكومة العبادي إلى حسمها، وهو ما كان واضحا من الانفتاح على العالم العربي وزيارة العبادي للسعودية.
نفوذ إيران
يشكل نفوذ إيران أحد أهم ملفات التي تسعى حكومة العبادي إلى حسمها، وهو ما كان واضحا من الانفتاح على العالم العربي وزيارة العبادي للسعودية.
ويبدو أيضًا أنّ العلاقة بين العبادي وإيران الآن لا تسير على ما يرام، فطهران تعتقد أنّ العبادي يقف ضدّ مشاريعها وحلفائها داخل البلاد، بينما يرى هو أنّ لجارته الشرقيّة محاولات للسيطرة على الدولة بشكل كامل.
كما تريد إيران من العبادي عدم المساس بأيّ من الأشخاص أو الجماعات التي تتبعها، حتّى وإن أخطأت، وهذا في حدّ ذاته يمكن أن يخلق صراعًا باطنيًّا بين الطرفين، ففريق العبادي السياسي غير المعلن بشكل رسمي يواجه فريق رئيس الوزراء العراقي السابق "نوري المالكي" المقرّب من إيران والمدعوم سياسيًّا وعسكريًّا، لذلك يبدو أن هذا الملف يشكل نقطة تحول في تاريخ العبادي السياسي.
كما تريد إيران من العبادي عدم المساس بأيّ من الأشخاص أو الجماعات التي تتبعها، حتّى وإن أخطأت، وهذا في حدّ ذاته يمكن أن يخلق صراعًا باطنيًّا بين الطرفين، ففريق العبادي السياسي غير المعلن بشكل رسمي يواجه فريق رئيس الوزراء العراقي السابق "نوري المالكي" المقرّب من إيران والمدعوم سياسيًّا وعسكريًّا، لذلك يبدو أن هذا الملف يشكل نقطة تحول في تاريخ العبادي السياسي.