إثيوبيا والسودان يبحثان عن خروج من مأزق «مفاوضات سد النهضة».. وزير مياه الخرطوم: «ننتظر رد القاهرة لاستئناف العمل».. «ديسالين» يطلب الكلمة تحت قبة البرلمان.. وخبير مياه:
تشير جميع المصادر إلى أن الرد المصري على إثيوبيا والسودان في الاجتماع الأخير لمفاوضات سد النهضة الشهر الماضي بالقاهرة، كان مربكًا لأقصى درجة، خروج الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري المصري عن سلوكه الهادئ وإعلان هذا الغضب في بيان رسمي أربك حسابات الخرطوم وأديس أبابا.
رد «عبد العاطي» كما أوضح هو يعود إلى الموقف الغامض للسودان واقتراحها الذي لم يتم الكشف عن بنوده، ولكنه «غامض» بنص ما قاله وزير الري المصري.
تفسير ما حدث
بعد هذا البيان وإعلان فشل المفاوضات من قبل القاهرة، لم يجد إبراهيم غندور وزير خارجية السودان سوى إطلاق عدد من المزاعم لتبرير موقف الخرطوم، فأدعى أن مصر تحصل على حصة السودان من مياه نهر النيل وآن لذلك الوضع أن ينتهي.
تلك التصريحات كانت بمثابة فتح جبهة نيران أخرى على السودان، وكان الرد تلك المرة من الخارجية بشكل حاسم حين أكدت أن هذا الحديث كله غير صحيح، ومؤكدة في الوقت ذاته أن القاهرة لديها خطة للتعامل في حالة تعثر المفاوضات، وما كانت رسالة الرئيس السيسي بأن المياه «قضية حياة أو موت» سوى دلالة أخرى أنه لا مجال للعبث في هذا الملف.
تراجع
وحين وصلت الأمور إلى ذلك الحد كان التراجع من جانب السودان بحسب خبراء في الشأن المائي، وذلك حين أعلن معتز موسى وزير المياه السوداني أن السودان وإثيوبيا في انتظار إفادة من الجانب المصري لاستئناف مفاوضات سد النهضة.
وقال معتز موسى في تصريحات صحفية: إن الخلاف حول التقرير الاستهلالي لدراسات سد النهضة انحصر في ثلاث نقاط، قدم السودان بشأنها مقترحا متكاملا لمعالجتها، ودفع المفاوضات قدما، مضيفًا أن إثيوبيا قبلت من حيث المبدأ النقاط أعلاه فيما رفضت مصر كل المقترحات، بما فيها اعتماد الحقوق المائية للسودان وفق اتفاقية 1959 وأصرت على الاستخدامات الراهنة.
إثيوبيا
ومن الناحية الإثيوبية بدأ التفكير في الخروج من هذا المأزق من خلال حضور سفير إثيوبيا بالقاهرة محمود درير، بعض فعاليات الجلسة العامة للمجلس برئاسة الدكتور على عبد العال.
وبحسب السيد فليفل رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، فإن رئيس الوزراء الأثيوبي يرغب في إلقاء كلمة من داخل مجلس النواب المصري أثناء زيارته المقررة لمصر الشهر المقبل.
مناورة أم حل
الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه الدولي يرى أن تلك التحركات محاولة لاحتواء غضب القاهرة، لكن الأهم ما الخطوات التي سيتم اتخاذها كي يتم استئناف المفاوضات، خاصة أنه لا يمكن التعويل على زيارات المسئولين الإثيوبيين، فرئيس الوزراء الأثيوبي حضر مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي ولم يغير ذلك من سير المفاوضات في شيء.