رئيس التحرير
عصام كامل

«الحلوى وزيارة آل البيت».. طقوس المصريين للاحتفال بالمولد النبوي

فيتو

يحتفل اليوم الخميس، ملايين المسلمين في مختلف دول العالم، وبمختلف الثقافات بمولد النبي الكريم، والذي يحمل العديد من التقاليد الثابتة والعادات الموروثة،لإحياء ذكرى ميلاد خير البشر.


ويستعد الجميع لتلك المناسبة العظيمة، وتنتشر المظاهر الاحتفالية بالشوارع والميادين، فينتشر بائعي الحلوى في العديد من الأماكن، وترفع لافتات الحفلات الدينية والإنشادية على المساجد وفي الطرقات.

ونرصد أبرز مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف،والتراث الثقافي الذي يمكله المجتمع المصري في هذه المناسبة:

حلوي المولد
ارتبطت حلوى المولد بمفهوم الاحتفال بهذا اليوم، عند المصريين، وترسخت على مر العصور، لتصبح عادة تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.

وتعود صناعة الحلوى تزامنا مع ذكرى المولد النبوي كل عام إلى العصر الفاطمي، حيث يعتبر الفاطميون أول من أدخل هذا اللون من الاحتفال، ليتطور مع تعاقب الأزمنة وتظهر صناعة العروسة والحصان من الحلاوة.

واختلفت الروايات حول سبب صناعة عروس المولد، ويعد أبرزها ما قيل أن الخليفة كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة، لتصبح عادة مع الوقت وأثناء احتفالات النصر، يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس من الحلوى، لتقديمها كهدايا للجنود والأطفال.

وقيل أيضا، إن بداية عروس المولد، كانت أيام الخليفة الحاكم بأمر الله، حيث كانت تخرج معه زوجاته في يوم المولد النبوي، فتظهر بثوب أبيض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة والحاكم في قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة، والحاكم تم صنعه فارس على جواده.

ليأمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل حفلات الزواج مع مولد النبي، وهو ما يفسر سر العروس التي تُصنع في موسم المولد بشكلها الرائع وألوانها الجميلة.

وعلى مدار الزمان، تفنن المصريون في صناعة حلوي المولد بمختلف أنواعها، وأحجامها، وأصبح سوقا يتنافس به العديد من الصناع والتجار، ومصدرا للكسب السنوي، لحرص الغني والفقير على جلبها كل عام.

حفلات الإنشاد الديني
واعتاد المصريون أيضا على إقامة حفلات المدح والإنشاد النبوي، تزامنا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وينشد فيها المداحين القصائد الدينية، والابتهالات في حب النبي وآل البيت.

وعلى المستوى الرسمي ينظم الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، إلى جانب دار الأوبرا المصرية، حفلات بشكل سنوي،تتضمن العديد من فقرات الإنشاد والأمسيات الشعرية لمدح المصطفى في مولده.

ويعتبر العثمانيون أول من اهتموا بحفلات الإنشاد مع ذكري المولد، بجميع البلدان التي حكموها، وكانوا يحتفلون به بأحد المساجد الكبرى التي يختارها الخليفة وترفع الأعلام الدينية، ويبدءون بقراءة القرآن، وقصة مولد النبي محمد، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون عددا من المدائح وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي.

زيارة أضرحة آل البيت
ويحتفل الكثيرون بالمولد النبوي من خلال زيارة مساجد الأولياء، للتبرك بهم في ذكرى المولد النبوي خاصة أضرحة آل بيت النبي كالحسين والسيدة زينب وغيرهم.

وتنظم الطرق الصوفية سنويا العديد من الرحلات والمسيرات لأضرحة آل البيت، يشارك بها الآلاف من مريديها، ومحبي آل البيت، تتضمن حلقات للذكر، ووصلات المديح النبوي لمنشديها.
الجريدة الرسمية