رئيس التحرير
عصام كامل

«سرطان الثدي الانتشاري.. حكايات مقاتلات من على فراش المرض».. «سميرة» تتسلح بالإيمان ودعم زوجها لمواجهته.. الصدفة تقود «هناء» لاكتشاف إصابتها.. وتؤكد: زوجي سر قوتي وأنسى ا

فيتو

تواجه المرأة المصرية الكثير من التحديات في حياتها، ودائما يؤكد الجميع أنها قادرة على مواجهة كافة الظروف الصعبة، وأنها تتحلى بإرادة من حديد.


سرطان الثدي
وفي مضمار جديد، وفي ساحة جديدة من ساحات قتال الحياة، أثبتت المرأة المصرية شجاعتها وبسالتها، أمام مرض من أشرس الأمراض التي يمكنها أن تصيب جسد المرأة، وهو «سرطان الثدي الانتشاري»، فعند الاكتشاف المتأخر للمرض، يبدأ في الانتشار بمختلف أجزاء الجسم، بشكل قد لا يمكن السيطرة عليه، لتبدأ الحرب بين المرأة والأورام السرطانية بجسدها، وتبدأ رحلة علاج ما بين الكيميائي والإشعاعي، وكلها ممزوجة بآلام مبرحة.

تجارب المرضي
نستعرض من خلال السطور التالية، تجارب محاربات لسرطان الثدي الانتشاري، وطرق مواجهتهم للألم والمرض، واللاتي رفضن التصوير والإعلان عن شخصيتهم، خلال حضورهن مؤتمر تحديات الحياة ما بعد سرطان الثدي الانتشاري، الذي نظمته المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي.

آلام الكتف
تحكي سميرة رحلتها مع سرطان الثدي الانتشاري، الذي بدأ ببعض الآلام بالكتف، التي لم تهتم بها، واعتبرتها ناتجة عن إصابتها بنزلة برد، لكن بعد أسبوعين تطور الأمر، لآلام في الثدي، مع ظهور بروز، ومن هنا بدأت رحلة الفحص، والاكتشاف للمرض.

سميرة زوجة، وأم لطفلين توأم، عمرهما 13 سنة، وتؤكد أن زوجها كان سندا لها، وعونا في رحلتها وحربها مع المرض، حتى بعد الاستئصال الكامل للثدي، ورفضها لزرع الثدي الصناعي.

لم يتوقف الأمر عند ذلك، فبدأ الورم في الانتشار – نتيجة الاكتشاف المتأخر – فظهر في الفقرة القطنية الثالثة، وفي مفصل الحوض، والذراع الأيمن، والكبد.

وما زالت «سميرة» تحارب هذا المرض اللعين، وأسلحتها الإرادة والإيمان بالله، ودعم زوجها.

رحلة هناء
أما هناء، فهي زوجة، وأم لابنة في الخامسة والعشرين، وشاب في العشرين من عمره، فهاجمها المرض، وهي في عمر الـ36 عاما، عندما لاحظت وجود ورم في الثدي، لم تهتم به، ورفضت الخضوع لأي فحوصات، حتى أصر زوجها، وأرغمها على الخضوع للفحص السريع.

في البداية، لم يكتشف الأطباء إصابتها بالمرض اللعين، حتى تطورت حالتها، وبدأت تشعر بـ«حرقان» في الذراع والثدي، فعادت من جديد إلى رحلة الفحوص، لتكتشف إصابتها بسرطان الثدي، وخضعت لجلسات العلاج الكيماوي والإشعاعي، واستئصلت الثدي.

لكن حدث ما لم يحمد عقباه، عند اكتشافها تطور الحالة، وانتشار المرض بجسدها، مما تتطلب استئصال الرحم.

هناء تؤكد «هناء» دعم زوجها الشديد لها، وكفاحه معها طوال رحلة علاجها ومرضها، فهو الذي يشد من أزرها، خاصة عندما تصاب بحالات من اليأس، وفقدان الثقة بأنوثتها ونفسها، يحاول هو بشتى الطرق، ومساعدتها لاستعادة ثقتها والأمل لها، لتحارب وتواجه المرض اللعين.

مشروع صغير
هناء وجدت لنفسها طريقا إيجابيا لمحاربة مرضها، من خلال تأسيسها مشروع صغير بالبيت، فأصبحت تصنع أرقى مفارش السرير، بنفسها في البيت، وتؤكد أنها تشعر بالسعادة، ويتجدد بداخلها الأمل، مع كل مفرش تنتهي منه، وترى صنع يديها أمام أعينها.

«هناء» تتلقى جزءا من علاجها على نفقة الدولة، والجزء الأكبر على نفقتها الشخصية، لعدم توافر العلاج بشكل دائم بمستشفيات الحكومة.
الجريدة الرسمية