رئيس التحرير
عصام كامل

4 عقود والجريمة مستمرة.. «اليوم الدولي للتضامن مع شعب فلسطين»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحتفل دول العالم والأمم المتحدة في مثل هذا اليوم من كل عام، بـ«اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» في ظل الجرائم المستمرة للعدو الإسرائيلي في حق شعب محتل مهدور دمه أمام الكاميرات دون رادع.


سر الاختيار
خصصت الأمم المتحدة قبل 40 عاما من الآن يوم 29 نوفمبر للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وفقًا لقرار صدر من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، وتقام الاحتفالات في هذا اليوم بمكاتب الأمم المتحدة الإقليمية في فيينا وجنيف.

واختير هذا اليوم، لما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني، ففي ذلك اليوم عام 1947، اعتمدت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين؛ إذ نص على إنشاء دولتين «يهودية» و«عربية» في فلسطين، مع اعتبار القدس كيانًا متميزًا يخضع لنظام دولي خاص.

المجتمع الدولي
ويوفر «اليوم الدولي للتضامن» فرصة لتركيز الاهتمام من قبل المجتمع الدولي على حقيقة أن قضية فلسطين لم تُحل بعد، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل حتى الآن على حقوقه على الوجه الذي حددته الجمعية العامة.

وتتمثل هذه الحقوق الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، إلى جانب حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها.

وفي 1 ديسمبر 2005 طلبت الجمعية العامة من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، في إطار الاحتفال بـ«اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني».

رفع علم فلسطين
وفي عام 2015 ارتفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم، إذا اعتمدت الجمعية العامة قرارًا برفع أعلام الدول المشاركة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة بما في ذلك علم فلسطين.

وتقوم الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في هذا اليوم، استجابة لدعوة موجهة من الأمم المتحدة، بأنشطة شتى تشمل إصدار رسائل خاصة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وتنظيم عقد الاجتماعات، وتوزيع المطبوعات وغيرها من المواد الإعلامية، وعرض الأفلام.

100 شخصية
ويفتتح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، ورئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الشعب الفلسطيني، السفير السنغالي فودية سيك، والسفير الفلسطيني رياض منصور، بحضور عدد من السفراء، الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء بتوقيت نيويورك، معرضًا لصور مائة شخصية فلسطينية بارزة تحت عنوان «الشعب الفلسطيني جذور خالدة وآفاق لا متناهية».

المعرض يتضمن صورًا للكثير من الشخصيات الفلسطينية، التي شاركت في المائة سنة الماضية، أي منذ وعد بلفور حتى اليوم، بجميع مجالات الإبداع مثل الشعر والرواية والموسيقى والفلسفة والرسم والرسوم الكاريكاتيرية والسينما والتمثيل.

جرائم إسرائيل
أحيت قوى فلسطينية في قطاع غزة اليوم الأربعاء ذكرى «اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، بتنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

ونظمت هذه القوى المؤلفة من تيارات إسلامية ويسارية الوقفة أمام مكتب الأمم المتحدة بمدينة غزة؛ إذ رفع فيها المشاركون لافتات تطالب الهيئات الدولية بتحمل مسئولياتها إزاء الشعب الفلسطيني في حين رفعت أخرى تندد بقرار تقسيم فلسطين.

وقال المتحدث باسم القوى الفلسطينية إسماعيل رضوان في «الوقفة»: إن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي تسبب في كل معاناة الشعب الفلسطيني، والاحتلال يمثل جريمة كبرى ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني وعلى الهيئات الدولية تحمل مسئولياتها.

وأكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وثوابته ومقاومته حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين وأن فلسطين لشعبها فقط.

كما أوضح ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية والالتزام باتفاقات القاهرة لتحقيق المصالحة، معتبرا أن بالوحدة الوطنية تتحرر الأرض والأسرى من السجون الإسرائيلية.

الجامعة العربية
بدأت اليوم أيضا بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية احتفالية الجامعة العربية بمناسبة «اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» وذلك بمشاركة سفراء ومندوبي الدول العربية وسفراء الدول الأجنبية المُعتمدين لدى مصر وممثلي المنظمات العربية والدولية ولفيف من الشخصيات العامة الفلسطينية والعربية.

وتتضمن الاحتفالية كلمات سياسية تضامنية مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى لجامعة الدول العربية والأمم المُتحدة وفلسطين ومصر وجيبوتي، ورئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري وممثلي الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر.

كما تتضمن الاحتفالية كلمة مُمثّل طلاب مدارس وكالة الأمم المُتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين في الشرق الأدنى «الأونروا»، ويعقبها عرض فيلم وثائقي حول القضية الفلسطينية وتنظيم معرض صور يُجسّد معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال للمصوّر الفلسطيني «جعفر اشتية» الحائز على جوائز عدة.

وتأتي هذه الفعالية للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وعلى الدعم والتضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.

كلمة أبو الغيط
وفي كلمة له قال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط: إنه تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وكفاحه المشروع وقضيته العادلة تُحيي دول العالم وشعوبه المُحبّة للسلام والمؤمنة بقضايا العدل والحرية «اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام؛ تأكيدًا على تضامنها مع الشعب الفلسطيني، ودعمًا لكل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف، وكذا للإعراب عن رفضها جميع أشكال الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تفعيلًا لقرار الجمعية العامة للأمم المُتحدة لعام 1977 باعتبار التاسع والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام «يومًا دوليًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، من أجل استعادة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

مضيفا، إن شهر نوفمبر يُمثل أهمية خاصة لدى الشعب الفلسطيني، إذ يُذكِّره بحجم الظلم الذي وقع عليه والمآسي والمُعاناة التي ظلت تُحاصره لعقودٍ طويلة. ففي الثاني من شهر نوفمبر عام 1917 صدر وعد «بلفور» المشئوم بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين التاريخية. وفي التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المُتحدة قرارها رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين؛ دولة عربية وأخرى يهودية فقامت دولة إسرائيل، بينما لم تُقم بعدُ الدولة العربية الفلسطينية التي لا يمكن تحقيق العدالة والسلام بدون قيامها وفق رؤية حل الدولتين التي تحظى بالإجماع العربي والدولي.

مشيرا إلى أنه في نفس تاريخ هذا اليوم «29 نوفمبر» قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 بترقية مركز فلسطين إلى دولة لها صفة المُراقب في الأمم المُتحدة، بتصويت 138 دولة لصالح القرار الذي جاء كخطوة هامة وضرورية تمهِّدُ السبيل للحصول على العضوية الكاملة. وتواصلت مظاهر تعزيز مركز فلسطين على الصعيد الدولي وتصاعد الاعتراف على المستوى العالمي بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وهو ما تُرجم مؤخرًا بحصول دولة فلسطين على العضوية في منظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول» بتصويت 75 دولة لصالح القرار، الأمر الذي يعكس ثقة المجتمع الدولي وانتصاره للحق الفلسطيني.

وفي هذا السياق، فإن الجامعة العربية سوف تستمر في دعم وتأييد جميع التحركات الدبلوماسية والقانونية الفلسطينية والحراك العربي المنسق المشترك على الساحة الدولية من أجل ترسيخ الوضعية القانونية لفلسطين وتوسيع دائرة الاعتراف بها، خاصةً فيما يتعلق بمسعى الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المُتحدة.

شهر المصالحة
واستطرد الأمين العام قائلا: لقد شهد بداية شهر أكتوبر الماضي حدثًا هامًا يبعث على الأمل، وهو إنجاز المُصالحة الفلسطينية، برعاية جمهورية مصر العربية. وإن إنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة التي طال انتظارُها يقطع الطريق على تهرّب الحكومة الإسرائيلية من استحقاقات عملية السلام ويفضح التبريرات الواهية التي تطرحها بغياب شريك فلسطيني للسلام. والمأمول هو أن تستمر مسيرة المصالحة وننتهي سريعًا من جميع المسائل العالقة، ذلك أنها تُعد عنصر قوة رئيسيًا في الموقف الفلسطيني.

مطالب مصرية
في نفس السياق، أكدت مصر أهمية بذل كل الجهود من أجل استئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولًا إلى تحقيق السلام العادل والشامل، وفقًا للمرجعيات الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام، بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية بمناسبة ذكرى إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 يوم 29 نوفمبر من كل عام «يومًا دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، تأكيدًا لحقوقه المشروعة وقضيته العادلة، وقالت: إن جمهورية مصر العربية تؤكد في هذه المناسبة أنها طالما بذلت النفيس والغالي، وقدمت التضحيات الجسام، من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل ودائم لقضايا الوضع النهائي بموجب مقررات الشرعية الدولية.

موقف صلب
وتابعت الخارجية «كما وقفت مصر بكل صلابة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، مدافعةً عن الحق الفلسطيني، ومؤكدةً على مركزية القضية الفلسطينية في العالمين العربي والإسلامي، إيمانًا منها بأن السلام القائم على العدل هو المدخل الحقيقي لتحقيق الاستقرار والرخاء والأمن لجميع شعوب منطقة الشرق الأوسط».

بذل الجهود
حرصت مصر، من خلال رعايتها ملف المصالحة الفلسطينية، على أن تزيل جميع أسباب الانقسام الفلسطيني الذي دام لفترة طويلة، وكان له أثره السلبي على قضية الشعب الفلسطيني العادلة وحقوقه المشروعة.

وخُتم البيان بأن جمهورية مصر العربية تنتهز هذه الذكرى المهمة، لتؤكد مجددًا على أهمية بذل كل الجهود من أجل استئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولًا إلى تحقيق السلام العادل والشامل، وفقًا للمرجعيات الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام، بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
الجريدة الرسمية