«اغتيال الركع السجود».. 4 أسباب وراء استهداف مسجد بئر العبد.. المدارس والجامعات والسينمات ومراكز التعليم الأجنبية أماكن خطط الإرهابيين لتنفيذ عملياتهم المتطرفة.. وخبير أمني: تأمين المساجد مس
عندما ينحسر الإرهاب وتنكسر شوكته، يسعى إلى تنفيذ مجازر دموية ضد الأبرياء للتأكيد على بقائه ومواصلته للقتال حتى يستمر تدفق ملايين الدولارات من الخارج والمقاتلين الجدد، هذا ما فعلة تنظيم "داعش" في مسجد الروضة بشمال سيناء، فهى رسالة بقاء بعث بها.
كان شعارهم في السابق استهداف رجال الشرطة والجيش، ولكن الأمر طال المدنيين فكيف حدث ذلك.. ولماذا هذا التحول النوعى.. وأبرز خططهم في الفترة المقبلة... واستعدادات الأجهزة الأمنية لدرء الخطر على المواطنين.. وغيرها من الأسئلة نجيب عنها مع مصادر أمنية وخبراء.
كلما ضاقت بهم الأرض سعوا إلى تنفيذ عمليات إرهابية أشد عنفًا لإسقاط أكبر قدر من الخسائر في صفوف أبناء الوطن، حاولوا مرات عديدة تنفيذ هجمات ضد رجال الشرطة والجيش، ولكن البواسل كانوا يتصدون لهم بكل قوة، وفقد الإرهابيون قدرتهم على المواجهة المباشرة فخططوا إلى زرع العبوات الناسفة بأماكن وجود المنشآت الحيوية والمواقع الشرطية والعسكرية.. وباشروا محاولات لاغتيال الشخصيات العامة، ونتيجة الملاحقة الأمنية وتوجيه ضربات استباقية إلى أوكارهم، فقدوا القدرة على أي عمليات إرهابية جديدة أو اغتيالات.
باشروا في الخطط البديلة لهم عبر تنفيذ هجمات على دور العبادة والأديرة، وحدثت هجمات على الكنائس المرقسية والبطرسية بالقاهرة والإسكندرية والغربية، سقط عشرات الشهداء والمصابين نتيجة لانفجارات نفذها انتحاريون.
ومع مرور الوقت فشلت خططهم في إحداث حالة من الفتن بين المسلمين والأقباط، فخططوا لتنفيذ رؤية جديدة تعتمد على استباحة ما هو محرم وضرب كل الأعراف والمحرمات الدينية عرض الحائط تحت بند "الضرورات تبيح المحظورات"، فخططوا لتنفيذ عملياتهم الكبرى في إرسال تهديدات إلى الرموز الدينية ومشايخ الطرق بالتهديد بالقتل واستباحة دمائهم في حالة الرفض الانضمام إليهم في مواجهة رجال الشرطة والجيش أو توفير لهم مناطق إيواء والأسلحة اللازمة.. فكان الرد بالرفض، فعزموا على وضع خطتهم بخروج 5 سيارات دفع رباعى من أوكارهم تضم 30 تكفيريا إلى مسجد الروضة ببئر العبد، وبدأ في إطلاق الأعيرة النارية على المصلين الآمنين.
التحول النوعى في العملية الإرهابية هي رسالة أوصلها الإرهابيون إلى المواطنين في المقام الأول بأنهم أصبحوا في مرمى نيرانهم، وكل من يعارضهم سيكون مصيره القتل، ومحاولة إثارة حالة من عدم الثقة في قدرة الأجهزة الأمنية على حفظ الأمن داخل البلاد أو حماية المواطنين.
فالحادث الإرهابى وفقا لتقرير أمني، يؤكد نجاح الجهود الأجهزة الأمنية في توجيه ضربات استباقية، وتحقيق خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين، وأنهم في الرمق الأخير من محاولاتهم البائسة لإثبات وجودهم على أرض عبر مهاجمة المواطنين الأبرياء.
ورصدت الأجهزة الأمنية، سعى التنظيمات المتطرفة في الفترة المقبلة لتنفيذ سلسلة من الهجمات ضد دور العبادة الدينية "الكنائس والمساجد" لمحاولة نشر الفتن مدعومين بعناصر من الميليشيات الإلكترونية لترويج الشائعات بأن وراء تفجيرات المساجد بعض المسيحيين، ووراء تفجيرات الكنائس بعض المسلمين وتجهيز الرأى العام لتقبل هذا الأمر فتحدث الفتن.
أيضا رصد مخطط إرهابى يتضمن توجيه عمليات استهداف المدارس إبان فترة خروج الطلاب عقب انتهاء اليوم الدراسي في المناطق النائية باستخدام عبوات ناسفة لإسقاط عدد كبير من الأرواح الأبرياء، فضلا عن سهولة الهروب وعدم ضبطهم.
إعادة إحياء الخلايا النائمة في المحافظات وتجهيزها لعملياتها الكبرى في المناسبات الدينية على مناطق العبادة واغتيال مشايخ الطرق والرموز الدينية الإسلامية والمسيحية.
الإعداد والتجهيز لرصد الأماكن التي تشهد ازدحاما ووجودا كثيفا للمواطنين وتكون بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية لزرع العبوات الناسفة وتفجيرها، بعدما فشلت محاولاتهم المستمرة في تفجير داخل مترو الأنفاق بسبب التشديدات الأمنية وأجهزة كشف المفرقعات.
أيضا سعى العناصر الهاربة من المواجهات الأمنية في شمال سيناء إلى السطو المسلح على سيارة نقل الأموال ومكاتب الصرافة ومحال المجوهرات لتمويل عملياتهم الإرهابية ضد المواقع الحيوية.
الإعداد والتجهيز لتنفيذ سلسلة من التفجيرات في محيط المسارح والسينمات التي تشهد وجودا مكثفا للمواطنين ليلة الاحتفال برأس السنة.
رصد القوات المكلفة بتأمين الجامعات الحكومية والأجنبية والمنشآت والمراكز التعليمية الأجنبية للإعداد لاستهدافها وخاصة ذات علاقات طيبة مع الدولة المصرية لإحداث حالة من الأزمة السياسية، وقطع روابط التعامل وتأليب الرأى العام العالمى ضد الدولة لهدمها وإيقاف مسيرتها في الريادة الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط التي أزعجت الكثير من الدول.
من جانبه قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، إن الإرهابيين يطورون من مخططاتهم بصفة مستمرة لمحاولات هدم الدولة، فعقب حادث مسجد الروضة، يمكن أن ينفذوا تفجيرات ضد أي أهداف من بينها شخصيات دينية وسياسية وغيرهم، فهم ليس لهم خطة محددة، مثلا يمكن ضد الجماهير الكرة أثناء متابعتهم المباريات أو المواطنين في الأفراح، أو الكنائس أو غيرها، فهم يختارون أماكن التجمعات لينفذ مخططاتهم الخسيسة، موضحًا أن الإرهابى يقوم باختيار المكان المستهدف، ويدرس جريمته بإتقان لإحداث حالة من الارتباك والتشتت وتحقيق كمية كبيرة من الخسائر ولا يدرك في مخيلته أي شيء فالعمليات الإرهابية ليس لها أهداف محددة.
وأضاف الخبير الأمني أنه على المواطنين مساعدة أجهزة الدولة في محاربة الإرهاب، فإذا شك الشخص في أحد أقاربه سواء شقيقه أو أحد معارفه، فعليه أن يبلغ الأجهزة الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، تحسبا لوقوع جريمة تهدد حياة المواطنين.
وقال الخبير الأمني: يوجد قرابة 12 ألف مسجد في مصر ولا يمكن أن توفر الأجهزة الأمنية قوات تأمين لها جميعا وتجهيزات، فتأمين كل مسجد يحتاج إلى أجهزة مفرقعات، كاميرات مراقبة، أفراد تأمين، ومخصصات مالية.. وغيرها من المتطلبات، موضحا أنه إذا تم تطبيق هذه الإجراءات التأمينية في كل دور العبادة سيعطى صورة سلبية عن الأمن والأمان في مصر.
وأشار نور الدين إلى أن الإرهابيين من الأساس ليس هدفهم الجيش والشرطة، وإنما لديهم خطة متكاملة لكافة أركان الدولة لهدمها، وكلما فشلت مرحلة انتقلوا إلى المرحلة التالية، مطالبًا بتكاتف أجهزة الدولة وليس إلقاء العبء على الداخلية فقط، فضرورة اضطلاع وزارات الأوقاف والاتصالات والثقافة والتضامن الاجتماعى ومشيخة الأزهر بغلق جميع الأبواب أمام أصحاب الأفكار الهدامة والمتطرفة الذين يربون الأطفال على أفكارهم، والسيطرة على عقولهم وتجنيدهم للإرهاب والفكر المتطرف.
وفى سياق متصل، قال اللواء محسن حفظى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن تطور العمليات الإرهابية وضع طبيعى، فعلى الجهات الأمنية أن تقدم الإرهابى ويعلن اعترافاته على الملأ، ويكون واضحا للرأى العام، فأنا كمواطن كيف أعرف أنهم هم من دبروا الحادث وهم من فعلوا الجرم ؟!.. ولكن دائما نعلن عن المتهمين تم قتلهم أو الإرهابيين يتم تصفيتهم جميعا دون وجود عنصر إرهابى واحد حي يعترف بمخططه وإعلان ذلك الاعتراف للجمهور حتى يكون لديهم الوعى الكافى لعدم إيوائهم أو توفير الدعم اللوجيستى لهم بدعوى التعاطف.
وأوضح الخبير الأمني أن الوضع أصبح مقلقا فهناك محاولات مستمرة من الإرهاب الأسود لضرب السياحة، مشيرًا إلى أن الإرهاب ليس لديه هدف محدد في عملياته، فهو يفاجئ بعمليات خطيرة، وعلى الأجهزة الأمنية الاستعداد لإحباطها.
ونوه اللواء محسن حفظى، بأن المساجد خاصة يوم الجمعة لا بد أن يتم نشر خدمات أمنية لتأمينها وحسب عدد الموجودين يتم وضع خدمات أمنية في صورة فرق صغيرة توجد بين المواطنين لرصد أي تحركات مريبة وإخطار باقى القوات أو أقرب قوة أمنية للتدخل السريع.
من جانبه قال مصدر مطلع إن الأجهزة الأمنية رصدت صدور تكليفات من قيادات التنظيم الإرهابى بالخارج بتصعيد حدة العمليات الإرهابية داخل البلاد لتعويض الخسائر التي تكبدوا خلال الفترة الأخيرة من قبل رجال الشرطة والقوات المسلحة، وتقويض الدولة في استمرار مسيرة التنمية والتواجد الإقليمي.
أوضح المصدر أن التنظيم يحاول تعكير صفو الأجواء داخل البلاد بعدم الاستقرار بالتزامن مع بدء تعافى قطاع السياحة، واستغلال المناسبات الدينية والقومية في أحداث العنف لنقل صورة سيئة عن البلاد.
أشار المصدر إلى أن الضربات الاستباقية وإجهاض مخططاتهم ساهمت في حد كبير في إفشال محاولات إحداث حالة من الفوضى، مؤكدا أن هناك قوى داخلية وخارجية، تسعى جاهدة لتوظيف الإرهاب، لهدم استقرار الدولة، وعرقلة مسيرة الإصلاح الاقتصادي، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تنسيقا مع القوات المسلحة تواجه الإرهاب الأسود منذ سنوات وقدمت الآلاف من الشهداء والمصابين، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية اعتمدت خططا إستراتيجية رامية إلى مواجهة كافة التهديدات المحتملة واتخذت التدابير الأمنية اللازمة لحفظ الاستقرار الأمني داخل البلاد.
وشملت إبراز محاور الخطة؛ الأمن الوقائى والرصد والمتابعة المستمرة والانتشار الأمني المكثف للخدمات الأمنية وتوسيع دائرة الفحص والاشتباه السياسي والجنائى، والربط المباشر بين كافة غرف العمليات المديريات والأقسام الشرطية، وتأهيل ورفع كفاءة العناصر الشرطية، وتوجيه الضربات الاستباقية للتنظيمات الإرهابية وإجهاض مخططاتها، وسرعة ضبط العناصر عقب ارتكاب الأعمال الإرهابية اعتمادًا على أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية في البحث والتحرى.