مسئولية رئيس الأركان

سوف نسمع ونقرأ تعليقات وتعقيبات كثيرة وعديدة ومتنوعة ومتباينة حول تكليف الرئيس السيسي لرئيس أركان القوات المسلحة باستعادة الأمن والاستقرار في سيناء في خلال ثلاثة أشهر، سوف يقول البعض: لماذا لم يتوجه الرئيس إلى القائد العام ووزير الدفاع مثلا؟! وسوف يتساءل آخرون: وهل ثلاثة أشهر تكفى للقضاء على إرهاب نحاربه منذ أكثر من أربعة أعوام؟! وسوف يتساءل غيرهم: لماذا حدد الرئيس ثلاثة أشهر تحديدا وليس أربعة أو أقل مثلا؟!

ولكن استباقا لمثل هذا الكلام أودّ أن أنبه إلى أن الرئيس السيسي لم يكلف رئيس الأركان بالقضاء على الاٍرهاب خلال ثلاثة أشهر، وإنما كلفه بمهمة محددة هي استعادة الأمن في سيناء، وتحديدا في تلك المساحة المحدودة منها الموجودة شمالها، وهذا التكليف يختلف عن القضاء على الاٍرهاب، فالرئيس يدرك أن حربنا ضد الإرهاب طويلة، لأن مواجهة التطرّف الدينى الذي يخلق لنا تلك الوحوش الآدمية، وتجدد به التنظيمات الإرهابية شبابها، يحتاج للوقت، وجهدا مجتمعيا كبيرا وشاملا سوف يستغرق بالطبع وقتا، كما أنه يعرف أيضا أن الاٍرهاب الذي نواجهه هو إرهاب معولم، حيث تلقى تنظيماته دعما إقليميا ودوليا، ولا توجد مواجهة عالمية جادة له، فضلا عن أن أوضاع منطقتنا تمنح التنظيمات الإرهابية فرصة للاستمرار والبقاء والقدرة على إيذائنا، وقد سبق أن نبه الرئيس السيسي من قبل أن تلك العناصر الإرهابية التي فرت من سوريا والعراق اتجهت إلى ليبيا، ومنها تحاول اختراق حدودنا، والتسلل إلى أرضنا للقيام بعمليات إرهابية داخل حدودنا.

وهكذا حربنا طويلة ضد الاٍرهاب وسيكون لنا فيها تضحيات جديدة، وفى ظل هذا الإدراك كلّف الرئيس السيسي رئيس الأركان باستعادة الأمن في سيناء، وليس إنهاء الحرب ضد الاٍرهاب فيها خلال ثلاثة أشهر.