استشاري ينجح في علاج اعتلال البصر الخلقي لمريضة إماراتية شابة
أتمَّ مستشفى مورفيلدز دبي للعيون بنجاح علاج مريضة شابة – رابعة عارف خالد أحمد الياسي وعمرها 15 عامًا – كانت تعاني اعتلالًا بصريًا شديدًا منذ الولادة نتيجة مشكلات إعتام عدسة العين الخلقي في كلا العينين، واهتزازالعين (وهي حالة تتحرك فيها العين بشكل متكرر خارج عن السيطرة –nystagmus) وقصر النظر التنكسي (أو المتفاقم). وقد نفّذ فريق عمل المستشفى إجراءً جراحيًا معقدًا لزراعة عدسات عيون تم تصميمها خصيصًا لعيني المريضة. وأثمرت الجراحة عن نتائج جيدة جدًا ومرحلة تعافي جيدة للمريضة. وللمرة الأولى تمكنت الشابة رابعة من الرؤية بدون استخدام النظارات، التي ترتديها حاليًا لغايات القراءة في المدرسة فقط.
وكانت المريضة رابعة راجعت د. داراكشاندا خورام وهي تعاني من إعتام شديد في عدسة العين وقصر نظر بدرجة (-19.00 DS) في العين اليمنى، حدة البصر (0.9 LogMar)، وبدرجة (-19.00 DS) في العين اليسرى وحدة بصر (1.1 LogMar)، وكانت حينها ترتدي نظارات بعدسات سميكة جدًا. لم تكن رابعة تستطيع القراءة بدون تقريب الكتاب من عينيها، مما أثّر على حياتها بشكل ملموس.
يذكر أن مشكلة إعتام عدسة العين تسبب ضبابية في عدسة العين الطبيعية خلف قزحية وبؤبؤ العين. وتعتبر هذه المشكلة السبب الأكثر شيوعًا لفقدان البصر عند المرضى فوق سن الأربعين، والسبب الأبرز للإصابة بالعمى في العالم، لذا فقد كانت حالة رابعة المصابة بإعتام عدسة العين في سن المراهقة حالة غير معتادة. وتعني الإصابة بإعتام عدسة العين الخلقي أن المشكلة موجودة منذ الولادة، وهي حالة إما أن تكون تأثيراتها السلبية هامشية نسبيًا، أو قد تؤدي إلى اعتلال شديد في قدرة الإبصار. وقد يصيب إعتام عدسة العين الخلقي واحدة من العينين أو كليهما.
وبعد إجراء فحوصات مكثّفة، قرر فريق مستشفى مورفيلدز إجراء عملية معقدة جدًا لاستئصال إعتام عدسة العين، بالإضافة إلى زراعة عدسات للعين، بدعم من التكنولوجيا المتطورة التي يملكها المستشفى.
وبسبب حجم عيني المريضة وحالة إعتام عدسة العين المعقدة التي كانت تعاني منها، فقد اضطر المستشفى إلى طلب عدسات صناعية بقوة أكبر خصيصًا لتناسب حالتها. وخضعت المريضة لجراحة في عينها اليسرى أولًا، تلتها جراحة في عينها اليمنى. وبعد فترة تعافي ممتازة ومرور شهرين على إجراء الجراحة، تتمتع رابعة الآن بقوة إبصار تبلغ 0.40 في عينها اليمنى و0.40 في عينها اليسرى.
وفي تعليقها على حالة المريضة رابعة وإجراءات علاجها قالت د. داراكشاندا خورام، استشارية طب عيون الأطفال في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال:
"كانت رابعة تعاني في عمر مبكر من عدة مشكلات معقدة، منها قصر نظر شديد وإعتام شديد لعدسة العين. كان ذلك يؤثر بشكل سلبي على حياتها، لذا فقد قررنا إجراء هذه الجراحة المعقدة لمساعدتها، ونحن جميعًا سعداء بالنتائج الممتازة التي تحققت. سنواصل مراقبة حالة عينيها بشكل دوري بعد الجراحة. لا شك أن حالة رابعة تلقى الضوء على أهمية فحوصات العين المبكرة والمنتظمة للأطفال، لأن العلاج في مرحلة مبكرة قد يقلل إلى حد كبير من مخاطر الإصابة بمشكلات العيون على المدى الطويل".