رئيس التحرير
عصام كامل

شهود عيان يكشفون تفاصيل جديدة عن مذبحة الروضة

مسجد الروضة
مسجد الروضة

في مذبحة مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد غرب مدينة العريش، لم تفرق رصاصات الغدر بين من كان داخل المسجد من أهالي القرية ومن خارجه.. فحينما شرع إمام المسجد في بدء خطبة الجمعة أطلقت العناصر الإرهابية رصاصاتها على جميع المصلين أثناء أدائهم الصلاة.


يحكى الشيخ محمد عبد الفتاح، إمام وخطيب مسجد الروضة المقيم داخل القرية منذ 5 سنوات القادم من مركز الحسينية بمحافظة الشرقية: أنه عندما صعد إلى المنبر سمع إطلاق رصاص.. بعدها حدثت حالة من الهرج والمرج في محاولة من المصلين للهروب من النيران، والقنابل اليدوية؛ ما أسفر عن استشهاد العديد من الأهالي.

وأضاف إن أهل قرية الروضة من المساندين للدولة في محاربتها للإرهاب؛ حيث إنهم قدموا قبل ذلك العديد من شباب القرية فداء للوطن.

وتعتبر قرية الروضة التي يقطنها نحو 2000 نسمة وتقع إلى الغرب على بعد 30 كيلومترًا من مدينة العريش، من معاقل الطريقة الصوفية الجريرية الأحمدية، حيث توجد زاوية للطريقة بجوار المسجد الذي يخلو من الأضرحة.

فؤاد محمد، أحد المصابين الناجين من مذبحة مسجد الروضة، يؤكد أنه يقيم منذ 20 عاما داخل القرية، ويعمل مدرسا بمدرسة الروضة الابتدائية.. وفى بداية الأمر سمع صوت إطلاق نار من خارج المسجد أثناء اعتلاء الإمام منبر المسجد، وبعدها بلحظات فوجئ بسماع أربع انفجارات داخل المسجد وأصيب بطلق ناري في الفخذ الأيمن وطلق آخر في القدم، حينها تأكد أن الرصاصة الثالثة سوف تكون هي القاتلة.

اصوات صرخات أهالي القرية صكت مسامعنا نتيجة إصابات العديد من الأهالي بطلقات نارية، علاوة على تواصل إطلاق النار على مدار ربع الساعة، بعدها لاحظنا أن العناصر الإرهابية أخلت المكان، وذهبت تقوم بعمل آخر لا نعلم ماهو، ولكن أصواتهم كانت قريبة من المسجد.

يحكى أحد أقرباء أحمد السعيد أبو عيطة، ناظر مدرسة الروضة الثانوية، والذي استشهد في استهداف مسجد الروضة، أنه من محافظة الغربية، وكان يقيم داخل القرية منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما، ويشهد له الجميع بحسن الخلق ومساعدة أطفال القرية في إعطائهم الدروس وحث الطلاب على العلم، حتى إنه صار يتحدث بنفس لهجة أهل القرية "اللهجة البدوية".

استشهد أبو عيطة أثناء أداء صلاة الجمعة، ومعه طفله الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، بعد أن أصابته رصاصات الغدر ليفارق الحياة.

طلال رشيد، أحد عمال المساجد النازحين من مدينة الشيخ زويد، جاء بعد تدهور الحال بالمدينة قاصدًا قرية الروضة الهادئة بعيدًا عن مسرح العمليات، أهل القرية يشهدون له بمساعدة الأهالي وتوزيع المساعدات الغذائية وتوفير أماكن إيواء لأقاربه النازحين من مدن الشيخ زويد ورفح.

والده يبلغ من العمر 60 عاما، قرر في يوم المذبحة زيارته وذهبا إلى مسجد الروضة الكبير لأداء صلاة الجمعة، وما أن بدأ إطلاق الرصاص حتى أصيب الرجل الستينى بطلقة في الرأس استشهد على إثرها بينما استشهد طلال عندما ألقت العناصر الإرهابية القنابل اليدوية أصيب بشظايا متفرقة بالجسد استشهد على أثرها.

يحكى حسين سليم، أحد عمال الوحدة الصحية بالقرية، والذي يرقد داخل مستشفى بئر العبد المركزى، المجزرة التي حدثت أمام عينيه ويعد من أوائل المصابين في الحادث وهو أول من شاهد الجماعات الإرهابية عقب نزولها من سيارة الدفع الرباعي التي كانوا يستقلونها وبمجرد محاولته الاستغاثة بالمتواجدين داخل المسجد أطلقوا عليه الرصاص فأصيب بطلق ناري أعلى منطقة الصدر.

أشار إلى أن الإرهابيين كانوا بمثابة خمسة أفراد في مواجهة الباب الثاني من المسجد، وأطلقوا عليهم الأعيرة النارية بصورة مكثفة لدرجة أن المصلين حاولوا الهرب من نوافذ المسجد وأنه فقد أيضا أخاه الأكبر وأصيب أبوه بطلقة نارية في الحوض.
الجريدة الرسمية