رئيس التحرير
عصام كامل

تهنئة الأقباط بين تشدد الإسلاميين ووسطية الأزهريين.. مفتى الإخوان: لا يجوز شرعًا تهنئة الأقباط.. وأستاذ بالأزهر: الوطن للجميع والإسلام يدعو للوحدة.. وعبدالشافى: القرآن يدعو للتزاور وتهنئة الأقباط

 الدكتور عبد الرحمن
الدكتور عبد الرحمن البر، مفتى الإخوان المسلمين

انتقد أزهريون بعض الإسلاميين بعدم شرعية تهنئة الأقباط فى أعيادهم، مؤكدين أن الإسلام الحنيف لا يفرق بين البشر على أساس الدين أو اللون، ويدعو للوحدة وتعمير الأرض وبناء الوطن.
وكان الدكتور عبد الرحمن البر، مفتى الإخوان المسلمين وعضو مكتب إرشاد الجماعة، أكد أنه لا يجوز شرعًا تهنئة الأقباط بالمناسبات الدينية المخالفة لعقائدنا الدينية، وهى الدعوة التى لاقت رفضًا تامًا بين شباب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، الذين ردوا عليها بصور "البر" أثناء مشاركته لأعياد المسيحيين فى الكاتدرائية عام2012، منتقدين تحول مفتى الإخوان قبل الحكم من الدعوة لتهنئة المسيحيين وبعد الحكم بفتوى تحريم ذلك.
ومن جانبه، انتقد الدكتور علوى أمين، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، دعوات عدم تهنئة الأقباط بأعيادهم، قائلًا: "ما يدعو إليه شيوخ الإسلاميين ليس من الشريعة ولا صحيح الإسلام الذى لا يفرق بين شركاء الوطن على أساس الدين". 
وأضاف "أمين": "إن هذا دين جديد ولا نعرف من أين جاءوا بهذه الفتاوى"، موضحًا أن وثيقة المدينة التى وضعها الرسول لليهود وغير المسلمين وضعت حدودًا للعلاقة بين المسلم وغير المسلم، فأمّنهم على أموالهم وأعراضهم، وألزمهم بما يلزم به المسلمين من حقوق وواجبات.
وأضاف: إن قوله تعالى "لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" يعنى جواز تهنئة غير المسلمين بالأعياد، مشيرًا إلى أن الإسلام لم يفرق بين البشر، وطالب بالمساواة والعدل بين الجميع.
وقال الدكتور إبراهيم عبد الشافى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: "إن من أراد التشدد فى الدين وضيق الأفق، فليبحث له عن نبى غير نبى الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم".
وأضاف "عبد الشافى": "لا مانع شرعًا من تهئنة الأقباط بأعيادهم"، مشيرًا إلى أن الرسول الكريم زار اليهودى فى مرضه، وأجاز للمسلم الزواج من القبطية، وتركها تمارس شعائرها الدينية، فما بالك بتهئنتها فى أعيادها.
وأشار عميد كلية الدراسات الإسلامية إلى قول الله تعالى: "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ"، لافتًا إلى أن الآية صريحة ولا تتوقف عند التهنئة، وإنما التزاور، فالطعام لا يكون فى الشارع، وإنما فى التزاور وجلسات المودة بين الناس.
ووصف "عبد الشافى" من يرفض تهئنة الأقباط بأعيادهم بالمتشدد وضيّق الأفق، مؤكدًا أن الإسلام لا يعرف التشدد والتطرف غير المبرر. 
جدير بالذكر أن أقباطا مصريين احتفلوا أمس بـ"أحد السعف" أو "أحد الشعانين"، "الخلاص"، كبداية لأسبوع اﻵﻻم"مرورًا بأيام "البصخة" و"خميس العهد" و"الجمعة العظيمة" ثم "سبت النور"، وينتهى بـ"عيد القيامة" أو "أحد الفصح".

الجريدة الرسمية