إزالة المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الأواني يخفض حالات تلف المخ
أسهم القرار الذي اتخذته الحكومة الأمريكية ومسئولو الصناعة منذ 2003 بإزالة المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الطلاءات غير اللاصقة، مثل مادة التافلون الضارة، في منع حدوث أكثر من 118.000 ولادة أطفال منخفضى الوزن، فضلا عن حالات تلف المخ في الولايات المتحدة.
تأتى هذه الحقائق الجديدة، وفقا لأحدث التقارير الصادرة عن كلية الطب جامعة "نيويورك"، والتي استندت إلى تحليل عينات دم جديدة للأمهات اللاتى خضعن للدراسة، التي نشرت في عدد نوفمبر من المجلة الدولية للصحة والصحة البيئية.. فقد ربطت الدراسة بين المواد الكيميائية المعروفة المستخدمة في تصنيع هذه النوعية من الأوانى لمنع الالتصاق وبين ضغط الدم المرتفع، والعيوب الخلقية، وانخفاض وزن المواليد عن المعدل الطبيعى.. وكانت هذه الآثار الصحية الضارة في مقدمة العوامل الرئيسية وراء الإجراء الذي اتخذته الحكومة الأمريكية في 2006 و"وكالة حماية البيئة" والمصنعون الأمريكيون، للحد من إنتاج المواد الكيميائية الضارة والتخلص منها مع نهاية 2014.
وأكد معدو الدراسة ارتباط انخفاض أعداد الأطفال منخفضي الوزن بهذه المواد الكيميائية الضارة، والتي يتطلب علاجها توفير 13.7 مليار دولار في تكاليف الرعاية الطبية في المستشفيات للرضع والأطفال الذين هم بحاجة إلى رعاية طويلة الأجل، وذلك عن طريق تحسين آفاق الأطفال بتوفير مستويات جيدة من التعليم العالى والحصول على وظائف بأفضل أجر.
وقال الدكتور "ليوناردو تراساند"، أستاذ مساعد علم الأوبئة في جامعة "ميتشيجان" الأمريكية: "إن الأدلة تشير إلى أن الاتفاق الذي أبرم بين القائمين على الصناعة ومسئولى حماية البيئة مع التخلص التدريجي من المواد الكيميائية التي استخدمت مرة واحدة في طلاء غير اللامع، كان نجاحًا كبيرًا في حماية الأطفال.. مضيفًا أن هذه السياسة الهادفة إلى الحد من تعرض الإنسان للأضرار التي قد تلحق بصحته من هذه الأوانى المغطاة بطبقة من التافلون، فضلا عن إنقاذ دافعى الضرائب الأمريكيين من دفع أكثر من مليار دولار تمثل تكاليف الرعاية الصحية غير الضرورية".
قبل عام 2006، جاء الخطر الرئيسى على الحوامل والأجنة، من المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الطلاء يسمى حمض "بيرفلوروكتانويك"، ليتراكم في دم الثدييات البحرية في الوقت الذي يتعرض له معظم البشر.. وقد ربطت البحوث على مدى عقود بين أن نانجرام (مليار جرام) زيادة لكل ملليلتر من الدم من هذا الحمق يسهم بصورة مباشرة في تخفيض وزن المواليد بنحو 18.9 جراما.. ويعتقد الخبراء أن الوليد الذي يتمتع بصحة عادة ما يصل وزنه 3.600 جرامات، وأن ولادة طفل منخفض الوزن يقل وزنه عن 2.500 جرام.
ويحذر الباحثون من أنه في الوقت الذي يقلص فيه الاتفاق المبرم بين "وكالة حماية البيئة الصناعية" مستويات حمض "بيرفلوروكتانويك" في الدم، إلا أنه لا يمكن التخلص منه بصورة كاملة قبل التخلص النهائي من تداول استخدام هذا الحمض في أي من الأوانى المصنعة للاستخدام المنزلى.