رئيس التحرير
عصام كامل

الششتاوى: كوادر «المونديال» أصبحوا وزراء.. حصلنا على ملابس «الأولمبياد» مجانا.. وهذه وجهة نظري في المعسكرات الخارجية.. «الأوليمبية» حققت إنجازات في وقت قليل.. وتدخلات 

فيتو

صاحب دور فعال في إدارة أهم مؤسسة رياضية في مصر، وكلمة السر في العديد من القضايا التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الماضية، حرص خلال الفترة الماضية على الابتعاد عن الساحة الإعلامية وأطلق عليه البعض دينامو اللجنة الأوليمبية، تولى الكثير من المناصب الإدارية وترك بصمات إيجابية واضحة في الأماكن التي عمل بها، ممدوح الششتاوى المدير التنفيذي للجنة الأوليمبية، وأحد الكوادر الناجحة في كأس الأمم الأفريقية 2006 ومونديال الشباب 2009، يفتح قلبه لـ"فيتو"، ويتحدث عن كواليس المشهد الرياضي في مصر والأزمات التي تواجه الاتحادات الرياضية خلال السطور التالية..


الحياة الإدارية
أكد ممدوح الششتاوي المدير التنفيذي للجنة الأوليمبية، أنه بدأ حياته الإدارية من خلال مشاركته في لجان بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006، ثم المشاركة في بطولة كأس العالم للشباب 2009، وأن كل من كان يعمل في البطولة الأفريقية لم يكن له علاقة بالرياضة، وكانت خبراتهم متركزة في المجال الإداري، وكان هذا سبب من أسباب نجاح البطولة بشكل واضح.

وأضاف، أنه كان يتولى ملف الإقامة والإعاشة في البطولة الأفريقية، وكانت كل تعاملاته مع الاتحاد الأفريقي "كاف"، والاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، وكان يقوم بتنفيذ متطلبات الاتحادين، وهو ما حدث أيضا في مونديال الشباب عام 2009، وأن معظم من شاركوا في إداريات البطولتين أصبحوا وزراء نتيجة مجهوداتهم وخبراتهم.

وتابع: "توليت بعد ذلك لجنة شئون اللاعبين في اتحاد الكرة، واكتسبت خبرات كثيرة في هذا المجال، وخبرتي العملية كانت في مجال السياحة وكان تخصصي إدارة المنشآت، وذلك ساعدني كثير في عملي الإداري بالمجال الرياضي، وانتقلت بعد ذلك للعمل كمدير تنفيذي في اتحاد الخماسي الحديث، وكان تركيزي على تنمية موارد الاتحاد المالية".

دورة الألعاب الأوليمبية
وأوضح "الششتاوي"، أن مسئولي اللجنة الأوليمبية برئاسة المهندس هشام حطب، طلبوا الاستعانة به في منصب المدير التنفيذي، وكان العمل يسير بشكل جيد، وكان أول اختبار حقيقي هو المشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية بالبرازيل، ونجح في الحصول على ملابس البعثة بالكامل من إحدى الشركات العالمية وبالمجان 100%.

وأشار مدير اللجنة الأوليمبية، إلى أنه كانت هناك أزمة في التفاوض وهي أن تاريخ مصر الأوليمبي ليس كبيرا، وبالتالي الشركات التي كنا نطلب التعاون معها محدودة، وكان الاعتماد على التوقع بما ستحققه البعثة المصرية في الدورة الأوليمبية، والشركة العالمية التي تعاقدنا معها كانت متعاقدة أيضا مع 11 دولة في الأولمبياد، وهو ما يؤكد على نجاح اللجنة الأوليمبية خلال تلك الفترة.

المنشآت الرياضية
وأنتقل "الششتاوي" في حديثه إلى أزمة المعسكرات الخارجية، مؤكدا أن مصر تمتلك العديد من الأماكن والمنشآت الجيدة التي لا تقل كفاءة عن الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة أحدثت طفرة في ملف المنشآت الرياضية، في العديد من المحافظات، بالإضافة إلى توفير أماكن للإقامة على أعلى مستوى سواء الفنادق أو المدن الشبابية.

وأضاف، أن المعسكرات الخارجية يتم تنظيمها من أجل الاحتكاك بمستويات فنية مرتفعة، وهو أيضا متحقق في مصر، خاصة وأننا نمتلك العديد من اللاعبين على مستوى فني متميز أمثال هداية ملاك وسيف عيسى ومحمد إيهاب وسارة سمير، ونستطيع أن ندعو العديد من دول العالم، للمشاركة في معسكرات مصرية، مشيرا إلى أن فرق سعر الصرف في مصر منحنا ميزة كبيرة جدا، وهي أن إقامة الفرق العالمية لن تكلفهم كثيرا، وتكاد تكون التكلفة أقل من تواجدهم في بلادهم.

استضافة المعسكرات
وتابع: "استضافة المعسكرات في مصر، سيوفر علينا تكلفة تذاكر الطيران التي ارتفعت بشكل كبير، بالإضافة إلى تنشيط السياحة من خلال تواجد لاعبين على قدر كبير من الشهرة، واستغلال هذا الحدث في الترويج للسياحة المصرية، من خلال عمل لقاءات تليفزيونية مع اللاعبين الأجانب وهو خير دليل على أن مصر دولة آمنة".

وفيما يتعلق بالمهام الجديدة التي تولتها اللجنة الأوليمبية طبقا لقانون الرياضة الجديد، أكد "الششتاوي"، أن النسبة الأكبر من السلطات ما زالت تمتلكها وزارة الشباب والرياضة، وأن ما حدث هو أن اللجنة الأوليمبية أصبحت تمتلك كل السلطات الفنية للأندية والاتحادات الرياضية، بالإضافة إلى الفصل في الأزمات والمشكلات التي تحدث داخل الهيئات الرياضية، وهو مجهود إضافي تتحمله اللجنة، خلال الفترة الحالية.

وأضاف، أن منح مدة 6 أشهر للهيئات الرياضية لتوفيق أوضاعها وإجراء انتخابات، أثقل كاهل اللجنة الأوليمبية بالعديد من الملفات، خاصة وأننا أصبحنا نقوم بعمل 28 مديرية للشباب والرياضة على مستوى جميع المحافظات، وأكتشفنا مواد تحتاج إلى التعديل في قانون الرياضة الجديد.

انتخابات الاتحادات
وأشار إلى أن أهم بنود قانون الرياضة الجديد التي تحتاج إلى التعديل، هو أن يكون تصويت الأندية في انتخابات الاتحادات الرياضية يتم من خلال قرار مجلس إدارة ويتم تسليم صورة من محضر المجلس مع تفويض المندوب المقرر له حضور فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد.

وتابع: "اللجنة الأوليمبية قامت بالعديد من المجهودات الناجحة خلال الفترة الماضية مقارنة بحجم الأعمال التي تقوم بها، ونعلم جيدا أن هناك أخطاء وسيتم تداركها خلال الفترة المقبلة، اللجنة تعمل بشكل متواصل ولا يحصل أحد على راحة، ومستقبلا سيتم تدعيم الهيكل الإداري الداخلي بعدد من الكوادر التي تمتلك خبرات في العمل القانوني والإداري".

وأوضح، أن اللجنة الأوليمبية تعرضت لسيل من الانتقادات بسبب اللائحة الاسترشادية، وترددت أقاويل حول أن اللجنة لم تستشر أحدا في وضع بنود اللائحة، وهو بالمناسبة أمر طبيعي، اللائحة الاسترشادية تم وضعها لتستعين بها الاتحادات والأندية في وضع لوائحها الخاصة وغير ملزمة لأحد، وقانون الرياضة منح الجمعيات العمومية كافة السلطات في وضع لوائحها الخاصة، وبالتالي كان من الطبيعي أن تقوم اللجنة بوضع بنود اللائحة وفقا لما تراه صحيحا وقانونيا.

وعن الملف الانتخابي أكد "الششتاوي"، أن هناك 16 اتحادا رياضيا شهد تغييرات جذرية في تشكيل مجالس الإدارات، وهو حدث جلل، وأن اللجنة الأوليمبية لم تتدخل في انتخابات الاتحادات أو الأندية، وكل ما حدث جاء بناءً على إرادة الجمعيات العمومية، وهدف اللجنة في النهاية هو التعاون مع الجميع من أجل مصلحة الرياضة المصرية.

وأشار إلى أن تشكيل مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية أيضا شهد تغييرات جذرية، بدخول العديد من الوجوه الجديدة أمثال خالد ناصف سليم وياسر إدريس وهشام نصر ومحمود محجوب وحازم إمام، بالإضافة إلى تغيير المناصب الأخرى، وهو ما يؤكد أن اللجنة لم تتدخل في اختيار أحد، وأن كل ما حدث كان بناءً على رغبة أعضاء الجمعيات العمومية.

وعن رحيل بعض الشخصيات التي دخلت في مشكلات مع اللجنة الأوليمبية مؤخرا، قال "الششتاوي"، إن الجمعيات العمومية على قدر كبير من الوعي، وجاءت باختيار الشخصيات المناسبة وفقا لرؤيتها ولا دخل للجنة من قريب أو بعيد بهذا الأمر، وخير مثال على ذلك هو اتحاد التجديف، بعد أن قامت الجمعية العمومية باختيار مرشح لم يكن مدعوما من المستشار خالد زين رئيس اللجنة السابق واتحاد التجديف أيضا، وكل ذلك يعبر عن رغبة الجمعيات العمومية في التغيير.

وتابع "الششتاوي": "اتحاد ألعاب القوى شهد العديد من الأزمات والصراعات خلال الفترة الماضية، وكان ذلك له تأثير كبير على أداء المنتخبات واللاعبين، فهل يعقل أن يكون كل هدف الاتحاد الحصول على ميدالية أوليمبية واحدة، رغم أن اللعبة تنافس في الأساس على 145 ميدالية في البطولات العالمية والدورات الأوليمبية؟، وهل يصنف هذا على أنه نجاح أو إنجاز؟، أعتقد أن هذا أكبر دليل على فشل الاتحاد خلال الفترة الماضية".

وعن الدعم المادي قال "الششتاوي": اتحاد الفروسية برئاسة المهندس هشام حطب هو أقل الاتحادات حصولا على الدعم المادي، وأن جميع الاتحادات تحصل على مواردها بعدالة كبيرة، والفكرة الأساسية هي نجاح الاتحاد في وضع خطة جيدة وتقديمها إلى الوزارة من أجل الحصول على دعم مادي مناسب، وهناك اتحادات حصلت على دعم مادي ضخم ولم تقدم شيئا على أرض الواقع مثل اتحاد ألعاب القوى.

وأكد أن الأساس في الدورات الأوليمبية هي المشاركة وليست تحقيق الميداليات، وأن ما تم إنفاقه على دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة هدفه صناعة جيل شاب من اللاعبين يستطيع أن يستمر في المنافسة لـ10 سنوات مقبلة، وأن النتائج التي تحققت للبعثة المصرية في أولمبياد البرازيل تعتبر جيدة مقارنة بالمستويات الفنية العالمية، وكان من المفترض أن يتم إنفاق أموال أكثر على هؤلاء اللاعبين ولكن لم يحدث بسبب ظروف الدولة.

وأضاف، أن الثقافة الرياضية في مصر ما زالت لم تنضج بعد، وأن يجب على اللاعبين أن يتفهموا أن ممارسة الرياضة هو عمل في حد ذاته، وغير مطلوب من كل لاعب متفوق رياضيا أن يحصل على شهادة علمية، وهو ما يحدث في جميع دول العالم، وأزمة سارة سمير كانت خير مثال على ذلك، مشيرا إلى أنه عقد اجتماع مع اللاعبة وطالبها بالتركيز في المجال الرياضي وترك المجال العلمي قليلا، وبالتأكيد سيكون لها مستقبل جيد جدا لو تعاملت مع الرياضة على أنها وظيفة تحتاج إلى التركيز وبذل الجهد.

وأوضح، أن اللجنة الأوليمبية لديها توجهات خلال الفترة المقبلة، للتعاون مع الاتحادات الرياضية لمواجهة أزمة نقص الموارد، وأنه على المستوى الشخصي يتمنى إلغاء مبدأ دعم الدولة تماما، وأن يقوم الجميع بالبحث عن رعاة والعمل على زيادة الموارد المالية، من أجل دفع اللاعبين والمنتخبات لتحقيق المزيد من الإنجازات على المستويات القارية والدولية، وأن دعم الدولة في كثير من الأحيان يذهب إلى من لا يستحق.

وعن مقر اللجنة، أكد الششتاوي أن اللجنة الأوليمبية لها مقر جيد من حيث المساحة والموقع، وأن الأهم خلال الفترة المقبلة هو توظيف العاملين بشكل جيد، يمكنهم من تقديم كل ما لديهم، وأن العمل الإداري في مصر عموما يعاني العديد من الأزمات، وأن زيادة عدد العاملين لن يساهم في تحسين الأداء ولكن التوظيف الجيد هو الأهم، خاصة وأن كمية المهام التي تقوم بها اللجنة حاليا بمراحل من الفترة الماضية.

وأضاف، أن اللجنة الأوليمبية أتخذت عدد من الإجراءات من أجل تنمية الموارد المالية، منها على سبيل المثال فرض رسوم على تقديم الطعون والحصول على بعض المستندات المعتمدة، وهناك تدابير أخرى خلال الفترة المقبلة سيتم من خلالها زيادة موارد اللجنة المالية، وهي سياسة بدأت اللجنة في تبنيها.

التحكيم الرياضي
وانتقل "الششتاوي" إلى ملف المحكمة الرياضية، مؤكدا أن مركز التسوية والتحكيم الرياضي منفصل تماما عن اللجنة الأوليمبية ماليا وإداريا، وأن هناك عددا من القضاة الذين لا يختلف عليهم أحد يتولوا المهمة داخل المركز، ومن غير المنطقي ولا المعقول أن يقوم البعض بترديد شائعات وأنباء كاذبة حول تدخل اللجنة الأوليمبية ومجلس إدارتها في قرارات وأحكام المركز.

وأضاف، المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية لا علاقة له بقرارات المحكمة الرياضية، وأن كل ما يتردد في هذا الشأن غير صحيح، بالإضافة إلى أن قضاة المركز لن يسمحوا من الأساس بأي تدخل خارجي، والدليل على ذلك أن المحكمة خلال الفترة الماضية أصدرت العديد من الأحكام مخالفة تماما لما استقرت عليه الإدارة القانونية في اللجنة الأوليمبية.

وتابع: "وجود مقر المحكمة الرياضية داخل اللجنة الأوليمبية لا يعني وجود صلة بين الطرفين، وأنه سيتم الانتهاء من تصميم مقر المحكمة في شهر مارس المقبل، وسيكون هناك مدخل خاص للمحكمة بعيدا تماما عن اللجنة الأوليمبية".

وعن انتخابات اللجنة الأوليمبية، أكد "الششتاوي" أن انتهاء انتخابات اللجنة بالتزكية على جميع المناصب هو أكبر دليل على نجاح مجلس إدارة اللجنة برئاسة المهندس هشام حطب، وثقة أعضاء الجمعية العمومية في هذه الشخصيات، وأن وعي الجمعية العمومية للجنة هو ما ساهم في حدوث هذا، وأن في النهاية سيتم محاسبة مجلس إدارة اللجنة أمام الجمعية العمومية.

انتخابات الأندية
وأكد "الششتاوي"، أن إسناد مهمة المشاركة في انتخابات الأندية لمديرية من خارج المحافظة، الهدف منه هو نقل الخبرات بين مديريات الشباب والرياضة، ونتائج الجمعيات العمومية للأندية هي خير دليل على نجاح التجربة، بالإضافة إلى أن موظفي المديرية يقتصر دورهم على تقديم المساعدات، والدور الأساسي يعود إلى القضاة المشرفين على الانتخابات.

وأضاف، أن الحشد الذي حدث في انتخابات الأندية سيكون له مردود جيد على المستوى السياسي، وبالتأكيد سيؤثر ذلك على حجم مشاركة المصريين في انتخابات رئاسة الجمهورية، وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن يصل الحشد في انتخابات الرئاسة إلى أرقام قياسية لم تحدث من قبل.
الجريدة الرسمية