اللواء فؤاد علام: «قتل المصلين».. دليل نجاح الحرب على الإرهاب
- يجب إخلاء المنطقة المأهولة بالسكان في مسرح العمليات حاليا وتطهيرها بالكامل
- مطلوب توضيح الأخطاء العقائدية والدينية التي وقع فيها هؤلاء المجرمون
- الجماعات الإرهابية لا يوجد في جعبتها رسالة توجهها لمصر
- روح الشر تسيطر على جماعات الإرهاب بالكامل
- الخسة والندالة والتخفي لقتل الأبرياء سلاحهم الأقوى
قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، ووكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، إن المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف لم ينعقد حتى الآن، لافتا إلى أنه يأمل أن يدعو الرئيس عبد الفتاح السياسي لانعقاده لتقليل التكلفة السياسية والأمنية من جراء المواجهات المشتعلة مع قوى التطرف والإرهاب.
وشدد علام على ضرورة تبنى إستراتيجية جديدة في التعامل مع الإرهاب، لافتا إلى أنه سبق وطرح أفكارا من وحى خبرته الطويلة في مواجهة الإرهاب، معتبرا أنها السبيل الأمثل لمحاربة التطرف والعنف.
*بداية كيف ترى دلالات العملية الإرهابية التي استهدفت مسجد الروضة بالعريش؟
العملية الإرهابية التي استهدفت مسجد الروضة بالعريش، تؤكد النجاحات الأمنية خلال الآونة الأخيرة، والتي تؤرق الجماعات الإرهابية، التي تبذل محاولات متعددة لكسب قواعدها مرة أخرى، لا سيما أنهم باتوا حاليا على درجة كبيرة من التشكك في عدم قدرة هذه التنظيمات على القيام بأي من أهدافها، التي انضموا إليها على أساسها.
وهذه الجماعات لا توجد لديها رسالة لتوجيهها للدولة، وروح الشر تسيطر على هذه الجماعات بالكامل، والذي يلجأ إلى الخسة والنذالة والتخفي لقتل الأبرياء، لا يمتلك شهامة تمكنه من إرسال رسائل للدولة على النحو الذي ورد في وسائل الإعلام.
* ما التدابير الأمنية التي تراها ضرورية بعد أن وصل الأمر بالإرهابيين إلى قتل المصلين؟
الأجهزة الأمنية لديها خططها، ولن تحقق هذه التنظيمات الإرهابية أي نتائج تحط من قدرة الأمن على مواجهتهم وسحقهم في وقت قريب، وخصوصية اللحظة، تمنعنى من الإفراج عن المزيد من التدابير الأمنية التي تعدها المؤسسة الأمنية في مصر لهؤلاء.
والشعب المصري كله مطالب بأن يكون يدا واحدة في مواجهة هذا الإرهاب، وهناك إستراتيجية كاملة سيتم تنفيذها في أقرب وقت ينعقد فيه المجلس القومى لمكافحة الإرهاب،وهى مهمة وضرورية لتقليل الخسائر المادية والبشرية.
*هل ترى أننا في حاجة إلى أسلوب جديد في المواجهة مع التنظيمات الإرهابية؟
مصر في حاجة بالفعل إلى أسلوب جديد في المواجهة مع التنظيمات الإرهابية، ويجب إخلاء المنطقة المأهولة بالسكان في مسرح العمليات حاليا، ما يمهد للمؤسسة الأمنية ــ قوات مسلحة وشرطة ــ الدخول وتمشيط المنطقة وتطهيرها بالكامل، من العناصر الإرهابية.
*هل ترى أن هناك دورا للعامل النفسى في مكافحة الإرهاب؟
استخدام العامل النفسي والديني مهم للغاية، وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف ألقيا كلمات يجب أن يحذوا جميع المنتمين للمؤسسات الدينية حذوهما، وأرى أنه يجب توضيح الأخطاء العقائدية والدينية التي وقع فيها هؤلاء المجرمون، ومن هذا المنطلق هناك واجب أخلاقي ووطني وديني على أئمة المساجد في فتح هذه القضية على المنابر، وفي كل نافذة إعلامية وصحفية يستطيعون الوصول إليها.
* هناك القوى الدولية غير جادة في مكافحة الإرهاب؟
أتمنى أن يكون المجتمع الدولي جادا في التزاماته تجاه سحق الإرهاب والقضاء عليه، ومن غير المنطقي ولا يستسيغ العقل عدم قدرة أمريكا وروسيا وأوروبا على دحر الإرهاب كل هذه السنوات، والصراع بين الأقطاب الكبرى في سوريا والعراق ولبنان التي هي على وشك الدخول بين فكي الصراع الإقليمي والدولي، يؤكد لنا أن الغربيين غير جادين في مواجهة الإرهاب، وهو ما يحملنا نحن العرب والمسلمين مسئولية كبرى في محاربة الإرهاب ببلادنا والقضاء عليه.
*كيف ترى محاور وإستراتيجية مكافحة الإرهاب في مصر؟
مواجهة الإرهاب لا تخرج عن 6 محاور؛ السياسي والديني والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والثقافي، وكل محور من هذه له اختصاصات وواجبات معينة في كيفية مواجهة الإرهاب، وتجربتى منذ ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تقول إن هذه المحاور هي السبيل الأمثل لمواجهة الإرهاب، وأتمنى من الرئيس أن يبادر بدعوة المجلس بالانعقاد وتكليفه بسرعة وضع الإستراتيجية المطلوبة لمواجهة الإرهاب الأسود.
*هل ليبيا أصبحت أكبر مهددات الأمن المصرى؟
قبل عدة أشهر، حذرت من أن يكون هناك تنظيم يسعى لشن حرب كبيرة في مصر، وليست مجرد عمليات نوعية في بعض المناطق، وأوضح أن نوعيات السلاح الذي يتم محاولة تهربيه من ليبيا إلى مصر بكثافة وإصرار، يدل على أنهم عناصر ليست قليلة، ومدربة على أعلى مستوى، وأكدت أن مسرح العمليات سيكون على الحدود الغربية الواحات وما بجوارها، وهو ما حدث بالفعل.
ونبهت وقتها إلى خطورة الأيام المقبلة، لا سيما أن فتح مسرح للعمليات إلى جانب سيناء، في المنطقة المتاخمة للحدود الغربية مع ليبيا يشكل خطرا مضاعفا على مصر.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..