رئيس التحرير
عصام كامل

4 أسباب لانتشار التحرش الجنسي في إسرائيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

باتت قضايا التحرش في دولة الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة عنوانا رئيسيا للمجتمع الإسرائيلي، وكشف هاشتاج "مي تو" الذي شارك فيه آلاف الإسرائيليين أن العديد من الناس يتعرضون للتحرش الجنسي في حياتهم.


في أعقاب ذلك، اتهم كبار المسؤولين في وسائل الإعلام والسياسة الإسرائيلية باستغلال قوتهم والتحرش جنسيا بالنساء اللواتي عملن تحت أمرتهم.

عدم الاحتشام
ويرى المجتمع المتدين في إسرائيل الذي تمثله طائفة الحريديم المشابهة في تشددها لتنظيم "داعش" أن الاحتشام والعيش في المجتمع التقليدي يقللان حالات التحرش الجنسي وأن عدم الاحتشام يزيد من حالات التحرش.

الفصل بين الجنسين
كما يعتبر المجتمع المتدين بإسرائيل أن عدم الفصل بين الرجال والنساء يسبب هذه المشكلة ويرى ضرورة التقيد بقواعد الفصل لأنها وسيلة لمنع التحرش الجنسي.

في المقابل، دحضت جهات في أوساط الجمهور العلماني والمتدين هذه الادعاءات وتحدثت عن الأصوات الصامتة للضحايا في المجتمع الحريدي، التي تخشى من الكشف عن أنفسها والإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية.

شعور المتحرش بالتفوق

،قال عضو الكنيست المتدين، يهودا جليك (الليكود) في مقابلة مع محطة إذاعية شعبية: "إن التحرشات الجنسية تحدث لأن المتحرش يشعر بالتفوق على الآخرين والقوة وبسبب المجتمع المتسامح عندما وضع الحاخامات قواعد التواضع، عرفوا نقاط الضعف البشرية، لهذا وضعوا قواعد واضحة، مثل أسلوب الكلام واللمس".

وردا على أقوال جليك، قالت الناشطة النسوية وعضوة الكنيست تمار زاندبرج (ميرتس): "التحرش والاعتداء الجنسي يحدثان بسبب علاقات القوة، ولا يحدثان بسبب الاحتشام، وطريقة اللباس، والدين.. هناك في المجتمع المتسامح قواعد سلوكية أيضا.. يتخطى الأشخاص هذه القواعد والحدود لأنهم يشعرون أنه كل شيء ممكن، وأن النساء ليسوا بشرا، بل غرضا، لهذا يستغلون قوتهم الزائدة تجاه أولئك الأضعف منهم".

اتصال الجنود بالمجندات
وتصل موجات التحرش إلى حصون الجيش الإسرائيلي الذي تنتشر الظاهرة بداخله بشكل كبير ويرجع المتدينون في إسرائيل إلى وجود المجندين والمجندات في نفس القواعد العسكرية، علمًا بأن الطائفة المتدينة في إسرائيل ترفض التجنيد حتى للذكور.

في المقابل يرى الكثير من العلماء في إسرائيل أن في المجتمعات المغلقة والدينية بشكل أساسي باتت ظاهرة "الصمت" عن التحرش شائعة جدا، ولا يفهم الأطفال والمراهقون دائما ما حدث لهم، لأن الخطاب حول الحياة الجنسية محدود وأحيانا ليس موجودا على الإطلاق، ولا يعرف الضحايا ما يمرون به، وهم يُستغلون على يد المعتدين، وعلاوة على ذلك، يخشى الرجال والنساء في المجتمعات المغلقة أن يعاقبهم المجتمع بدلا من أن يعاقب المعتدين عليهم.

وتقول التقارير الإسرائيلية أن "الصمت" بين أوساط العرب الإسرائيليين كبير جدا فتخشى الكثير من النساء، لا سيما المراهقات، من تحطيم حدود المسلمات الاجتماعية، ويفضلن التستر على ضائقتهن لئلا تتضرر أسرهن.

وتعرضت العديد من النساء في حياتهن من المجتمع العربي طيلة سنوات إلى سوء المعاملة من قبل شركائهن، وحافظ جزء منهن ببساطة على "شرف الأسرة" وفي المقابل، يجرؤ القليل منهن على تقديم الشكوى والتحدث عن قصصهن الرهيبة، في حين يخاطرن بحياتهن.
الجريدة الرسمية