رئيس التحرير
عصام كامل

تكفير الإرهاب لا يقضي عليه!


لا يختلف الذين فاجأهم اقتحام الإرهابيين مسجدًا وقتل المصلين فيه بخسة وبشاعة عن هؤلاء الذين يتصورون أن تكفير الإرهابيين ضرورة للقضاء على الإرهاب، فإن مسجد "الروضة" في بئر العبد ليس المسجد الأول الذي يستهدفه الإرهابيون، سبق أن استهدفوا المساجد في بلاد أخرى أبرزها العراق، بل إنهم سبق أن زرعوا شحنة متفجرة أمام مسجد الحسين بالقاهرة لقتل المصلين أيضا، الإرهابيون هم وحوش آدمية تنطلق لتقتل وتدمر وتخرب وتفجر، وبما أنهم يعتبرون غيرهم كفارًا وأعداءً فإنهم يستهدفوننا جميعًا سواء مدنيين أو عسكريين.


وهذه الوحوش الآدمية تفعل ذلك لأن عقولهم تم حشوها بأفكار متطرفة تسوِّغ لهم القتل والتدمير والتخريب والتفجير، بعد أن تم سلبهم إرادتهم وتحويلهم إلى آلات بشرية تتحرك بالتعليمات والأوامر، لذلك فإن محاربة الإرهاب لا تتم بتكفير الإرهابيين وإنما تتم أساسا بوسيلتين لا ثالث لهما، الأولى سحق التنظيمات الإرهابية كلها بدءًا بالتنظيم الأم وهو تنظيم جماعة الإخوان الذي يعد رأس الحية الإرهابية والذي أفرخ لنا كل هذه التنظيمات الإرهابية بمختلف أسمائها، مع القضاء على هذه الوحوش الآدمية التي تقتل وتدمر وتخرب وتفجر..

أما الوسيلة الثانية لمحاربة الإرهاب فهي محاربة هذا التطرّف الدينى بكل ألوانه وأشكاله وأنواعه ومصادره، لأنه هو الذي خلق لنا هذه الوحوش الآدمية، وحتى لا يخلق لنا مزيدًا من هذه الوحوش لنحرم التنظيمات الإرهابية من تجديد شبابها كما تفعل حاليًا، ولن نتمكن من محاربة التطرّف الدينى فقط بتجديد أو تصحيح الخطاب الدينى وإنما بحركة تنوير شاملة لمجتمعنا.
الجريدة الرسمية