مواجهة الإرهاب بالقطعة!
من المؤكد أن حادث مسجد الروضة الإرهابى الذي أدى لاستشهاد 305 وإصابة أكثر من 125 آخرين على يد العناصر الإرهابية لن يكون الحادث الأخير، ولن تكون حالة الحزن على الضحايا والتي فرضت نفسها على جميع المصريين الأخيرة، فبما أننا مستهدفون سيتكرر استهداف الضحايا، ويتكرر الحزن مع كل حادث. ومع كل حادث إرهابى جديد يرسل الإرهابيون عددا من الرسائل من خلال نوع العملية ومكان وطريقة الاستهداف والتنفيذ، والحادث الأخير كانت رسالته أنه لا أحد بعيد عن الإرهاب حتى لو كان داخل مسجد أو كنيسة أو معبد يهودى أو مدرسة أو جامعة وأننا جميعا كمصريين لسنا بعيدين عن أعين الإرهاب مهما حاولنا الحذر والاختباء. وأن حادث مسجد الروضة من الوارد تكراره في أي قرية على مستوى الجمهورية فالأمن لا يقوم بتأمين المساجد ومن المستحيل أن يفعل هذا ويترك أولويات أخرى.
الدولة نفسها مهما بلغت من قوة وإمكانيات لن تتمكن وحدها من مواجهة الإرهاب الذي أصبح يفرض نفسه في أكثر الأماكن أمانا وهى بيوت الله، مواجهة الإرهاب أصبحت فرض عين على الجميع، وليس على الدولة وحدها، نحن نتعامل مع الإرهاب بالقطعة، بعد كل حادث إرهابى تخرج البيانات والإدانة والشجب والاستنكار والوعد بالرد، ويرتدى مقدمو البرامج والضيوف الملابس السوداء ويتحدثون بدون وعى أو إدراك، ويتنافس المذيع والضيف أيهما أكثر في ترديد جملة أن مصر لن تنكسر وسنهزم الإرهاب، وأن قطر راعية للإرهاب وتمول الجماعات الإرهابية وما الجديد العالم كله يعرف هذا.
الإرهاب لن تتم مواجهته بالاغانى الوطنية، ولكن بسد جميع الأبواب أمام كسب أنصار ومتعاطفين جدد، واقعة إحالة أستاذ مساعد بكلية العلوم جامعة القاهرة إلى التحقيق بعد نشرها تعليقات بعد الحادث على مواقع التواصل الاجتماعى تتهم قيادات الدولة بالتقصير وأنهم فشلوا في مواجهة الإرهاب واقعة شديدة الأهمية، فهذه الأستاذة الجامعية تتعامل مع مئات الطلبة يوميا وتعطى محاضرات للآلاف منهم ماذا لو نشرت هذا الفكر بين صفوفهم.
الجامعات المصرية والمدارس والمعاهد الأزهرية مليئة بمثل هذه النماذج، والجميع يعرف هذا عنهم، وأكثر من ذلك، ولو فتحت درج مكتب أي مسئول ستجد قائمة طويلة من هذه الأسماء، ولكن للأسف لا أحد يتحرك رغم أننا جميعا أصبحنا في مرمى الإرهاب.