رئيس التحرير
عصام كامل

إسطبل عنتر خارج سيطرة الحكومة.. البلطجية يسيطرون عليه.. وأهالي «قايتباي» يستغيثون.. الأهالي: ممارسة الفحشاء والشذوذ وتعاطى المخدرات «على عينك يا تاجر».. والمحافظة تعد بالحل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يعد «إسطبل عنتر»، الذي يقع في حارة «فرج فضة» بمساكن «قايتباي» بحى منشأة ناصر، مثالا صارخا على فساد بعض مهندسى الأحياء، ودليلا دامغا على أن ما تتخذه الحكومة من إجراءات للقضاء على الفساد، ما هي إلا حلول أثبتت فشلها، وأنه لا بد من ابتكار وسيلة جديدة لتطهير كافة الأحياء والمراكز والمدن من المهندسين أصحاب الأيادي الملوثة.


البداية
منذ خمس سنوات بدأت رائحة الفساد تفوح من «إسطبل عنتر»، حتى أزكمت أهالي مساكن قايتباي، الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب، وأصبحت مساكنهم جحيما عليهم، بسبب بعض المهندسين من الحي، الذين زاغت أعينهم على أموال أو أكياس من الفاكهة، حيث يسيطر بعض «العربجية» على الإسطبل، وحولوه من مكان آمن للخيل والبهائم، إلى مكان تمارس به كافة الموبقات والممارسات الشاذة.

يعود عمر الإسطبل إلى أكثر من 50 عاما، ويقع على مساحة 800 متر تقريبا وسط مساكن «قايتباى»، وفقا لما أكد المهندس محمد إبراهيم، أحد سكان المنطقة، موضحا أنه في الـ5 سنوات الأخيرة بدأ السكان بالانزعاج من وجود الإسطبل، خاصة بعد وقوع حوادث كبيرة بها، جعلت السكان غير آمنين على عرضهم وأرواحهم في ظل وجود البلطجية الذين يسيطرون على الإسطبل.

سيطرة البلطجية
وروى إبراهيم لـ«فيتو» معاناتهم مع الإسطبل، مشيرا إلى أن البلطجية هم من يسيطرون عليه، وأن الإسطبل أصبح مكانا لتجارة وتعاطي المخدرات في الليل، وهو ما أدى إلى حدوث كوارث، بسبب عدم إدراك المتعاطين لأفعالهم، موضحا أنه في إحدى المرات، قام شاب من المتعاطين بالتعدى على طفل صغير نجل خفير، وهتك عرضه، وتكررت هذه الفاحشة أكثر من مرة، وعند افتضاح الأمر تعرض الخفير لتهديدات من قبل البلطجية للسكوت على الحادث، فلم يجد سوى أن يعود إلى قريته، وأن ينسى ما فعله بلطجية العاصمة بنجله، خوفا من الموت على أيديهم.

ممارسة الفحشاء
وقال: إن هذه ليست هي الواقعة الوحيدة، فمنذ أكثر من عام، وقع حادث قتل، مؤكدا أن غرف بعض «العربجية» يوميا يتم ممارسة الفحشاء بها مع عديمات الشرف، ليصبح الإسطبل مأوى لشرب المخدرات وممارسة الزنا والشذوذ، هذا بالإضافة إلى التلوث البيئى الذي يسببه الإسطبل، نظرا لمخلفات الأحصنة والأغنام، مشيرا إلى أنه كان يتم رفع هذه المخلفات أولا بأول، ولكن منذ أن سيطر البلطجية على الإسطبل، أصبحت تتراكم هذه النفايات، مما ينذر بكارثة بيئية.

وأكد عدد من الأهالي أنهم بعد أن تضرروا من تواجد الإسطبل حيث صار مكانا لكافة الموبقات، قرروا اللجوء إلى الحى وقسم الشرطة، مشيرا إلى أنه دائما ما يتناوب رجال المنطقة مع بعضهم البعض حراسة منازلهم، وهم ذاهبون للعمل، خوفا من تهجم بلطجية الإسطبل على بيوتهم ونسائهم، وكشفوا عن أن هناك قرارات غلق للإسطبل صادرة من الحى، ومن لجنة حماية البيئة، ولكن القرار وحده لا يكفي.

قرار لم ينفذ
وأوضحوا أن قرارات الغلق لم تنفذ بسبب رشوة بعض مهندسى الحى بالفاكهة والخراف، مقابل إخطار العربجية بمواعيد الحملات، مشيرين إلى أنه في إحدى المرات، قرر قسم شرطة منشأة ناصر غلق الإسطبل بعد كثرة الجرائم التي تخرج منه، ولكن تم منح العربجية أسبوعا لتوفير مكان لمواشيهم، ولم ينفذ القرار، وأكدوا قرروا أن يقفوا في وجه البلطجية لغلق الإسطبل، بعد أن ذهبوا للحى وقسم الشرطة، واكتشفوا أن البلطجية فوق القانون، فتراجعوا خوفا من الدماء التي كانت ستسيل لو واجهوا البلطجية بأنفسهم.

لجنة معاينة
من جانبه، أكد اللواء محمد عبد الجليل، رئيس حى منشأة ناصر، أنه سيتم تشكيل لجنة من أجل معاينة الإسطبل، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضده وتحرير محاضر غلق وإحالتها للنيابة العامة، من أجل تنفيذها، مشيرا إلى أنه منذ أن تولى رئاسة الحى منذ شهرين، تم نقل ما يقرب من 11 مهندسا من أجل تطهير الحى من الفساد.

وأضاف عبد الجليل لـ»فيتو»، أنه لضمان نجاح الحملات فإنه يتعمد إخفاء موعدها عن المهندسين حتى لا يتسرب الخبر إلى المخالفين، وهو ما سيتم اتباعه أيضا عند تنفيذ قرار غلق الإسطبل، لافتا إلى أن أعمال نقل وتسكين أهالي الدويقة بالأسمرات يستحوذ على معظم وقته، حرصا منه على إنقاذ أرواح الأهالي من الموت تحت الجبل.

وأشار إلى أنه فور انتهاء اللجنة من المعاينة وتحرير محضر الغلق وإحالته للنيابة سيتم التحرك على أرض الواقع لتنفيذ القرار، حفاظا على حق أهالي مساكن قايتباى في المعيشة الحسنة.
الجريدة الرسمية