رئيس التحرير
عصام كامل

«كبارى الموت» في الجيزة.. «صفط اللبن» أخطرها.. «سور بولاق الدكرور» يشعل غضب الأهالي.. أسامة عقيل: عيوب الكبارى تتضح بعد الانتهاء من التنفيذ.. و«الهراس» إصلاحات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حوادث يومية مروعة تشهدها كبارى الجيزة، أودت بحياة الكثير من السائقين والركاب، وأرجع المسئولون الحوادث تلك إلى عدة أسباب أبرزها: سوء الصيانة والسائقون المدمنون على المخدرات إلى المقاولين غير المؤهلين الذين تم توظيفهم من خلال المحاباة.


260 ألف ضحية
الأرقام تؤكد أن الإهمال في صيانة الكباري، جاء بنتيجة كارثية في الفترات الأخيرة، حيث وقع نحو 73 ألف حادث مرور خلال الأعوام العشرين الماضية راح ضحيتها 260 ألف قتيل ومصاب، مما جعل مصر في المركز الأول عالميًا، من حيث عدد الضحايا بسبب إهمال صيانة الكباري، والتي انتهى عمر بعضها الافتراضى منذ سنوات، فهناك نحو ثلاثة كبارى من أهم الكبارى في الجيزة، تعانى من اضطرابات مختلفة.

بدأ مشروع إنشاء محور الجامعة «صفط اللبن» بطول 4250 مترا طوليا، بداية من 1 يونيو 2007، وتم الانتهاء منه بعد عامين من هذا التاريخ في 2009، وتكلف نحو 435 مليون جنيه، لكن إهمال الصيانة الدورية للمحور تسبب في تهدم جزء من السور في منزل الكوبري، ولم يخطر على بال أحد من المسئولين إصلاحه، على الرغم من أن الكوبرى يسلكه الآلاف من الطلاب يوميًا فضلًا عن السيارات، وبالفعل سقطت الكثير من السيارات من فوق الكوبرى نتيجة لعدم وجود سور للحماية، ما يشكل خطرًا داهمًا على حياة آلاف البشر.

كوبري الجيزة
كوبرى الجيزة.. هو أحد أهم كبارى المحافظة، وأحيانًا يُطلق عليه كوبرى فيصل، وهو عبارة عن كوبرى معدني، له اتجاهان مختلفان وخمسة مطالع وأربعة منازل ويربط بين عدة مناطق رئيسية في المحافظة، لكنه يواجه نفس المشكلة، فحديد السور آيل للانهيار والسقوط على المواطنين والسيارات أسفل الكوبري، بالإضافة إلى وجود فاصل كبير بالكوبرى يتسبب في الكثير من الحوادث أعلى الكوبري، والأزمة ليست في وجود الفاصل في حد ذاته، لأن وجود الفواصل تلك يسمح بعملية التمدد والانكماش للجزء العلوى من الكوبرى، لكن المشكلة الأساسية تتمثل في الصدأ والشروخ والإجهادات الزائدة نتيجة لمرور النقل الثقيل بكثافة عليه دون مراعاة لظروف الكوبرى الإنشائية.

بولاق الدكرور
أما كوبرى «بولاق الدكرور» فيعانى من تهالك الأسوار الحديدية، ووجود حفر في رصيف الكوبرى، ولا سيما مع انتشار القمامة ومخلفات المنازل، في مفارق الكوبرى، وتوالت الشكاوى والاستغاثات من أهالي حى بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، من سقوط جزء من سور الكوبري، الأمر الذي يعرض حياة سائقى السيارات للخطر، وطالب الأهالي مرارا وتكرارا بإصلاح السور في أسرع وقت، حتى لا يتسبب في وقوع حوادث ويهدد حياة المواطنين، لكن التزم المسئولون الصمت ولم يتحرك أحد منهم لبحث المشكلة ومعرفة مدى الخطورة الواقعة على الأهالي من جراء الإهمال في صيانة هذا الكوبري.

عيوب بعد التنفيذ
من جانبه قال الدكتور أسامة عقيل، خبير الطرق: هناك عيوب كثيرة تتضح بعد الانتهاء من تنفيذ الكباري، وتكون هي السبب الرئيسى في الحوادث عليها، حيث توجد عيوب فنية معقدة، مثل عدم مراعاة النسبة والتناسب بين قدرة الكبارى على التحمل وبين مقدار الأحمال التي تتعرض لها، ومن ضمن العوامل الأخرى أن يكون التنفيذ تم بطريقة خاطئة، أو تكون جودة التنفيذ رديئة.

إصلاحات دورية
في المقابل قال اللواء علاء الهراس، نائب محافظ الجيزة: السبب الرئيسى في انهيار أسوار كبارى الجيزة هو رعونة السائقين، «كل ما نركب السور يوقعوه تاني»، هذا ناتج عن السرعة الزائدة والمتهورة للسائقين، عند ملفات الكوبري، بالإضافة إلى أن أسوار الكبارى تتم سرقتها أيضًا، ويتم إصلاح الكبارى باستمرار لكنها تعود على حالها مرة أخرى بسبب إهمال السائقين.

وأشار، نائب محافظ الجيزة، إلى أن الإصلاحات الدورية للكبارى تتم على فترات لكنها متباعدة نظرًا لأن ذلك يتطلب العديد من الإجراءات، مثل مخاطبة المقاولين العرب، وطرح المشكلة، وإرسال الدعم والخامات، وهذا يأخذ وقتا ليس بقليل.
وأوضح أن مراقبة الكبارى والمتابعة الدورية لها للحفاظ على أسوارها من السرقة ليست مهمة المحافظة، لكنها مهمة الأمن والشرطة.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية