رئيس التحرير
عصام كامل

أكبر من الثأر


لأن العمل الارهابى الذي استهدف المصلين في مسجد الروضة في بئر العبد، أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا، هو الأكبر من كل الأعمال الإرهابية السابقة، ارتفعت في كل أرجاء البلاد صيحات الثأر من هؤلاء الإرهابيين الذين ارتكبوا هذا العمل الإرهابى الخسيس ومن مولوهم ودربوهم ووفروا لهم السلاح الذي قتلوا به المصلين، والسيارات التي انتقلوا بها إلى مكان المسجد، وأيضًا الملاذ الآمن الذي اختبئوا فيه وانطلقوا منه للقيام بجريمتهم الغادرة، والثأر هو القصاص العادل من هؤلاء الإرهابيين، غير أننا نحتاج اليوم لما هو أكبر من القصاص والثأر.


نحن نحتاج للتصفية الكاملة لكل التنظيمات الإرهابية التي عاثت في أرضنا فسادا وقتلا وتدميرا وتخريبا وتفجيرا، نحتاج التخلص الكامل من كل الإرهابيين الذين تسللوا إلى بلادنا ومن يساعدونهم ويدعمونهم، نحتاج ذلك ليس فقط للثأر المشروع، وإنما لحماية أنفسنا من خطر الاٍرهاب، نحتاج لسحق الاٍرهاب وهزيمته وتحقيق النصر الكامل والنهائى عليه.

هدفنا أكبر من الثأر من عمل إرهابى غادر وخسيس، وإنما النصر الكامل في حربنا الضارية التي نخوضها منذ سنوات ضد إرهاب هو- كما أكرر دائمًا- الأكثر وحشية من أي إرهاب سبق أن واجهناه من قبل، ولذلك نحن نحتاج الآن ألا نغرق في الحزن وأن نتحمّل الألم وأن نعتصم بوحدتنا وتماسكنا الوطنى، ونحافظ على صمودنا، وألا تهتز ثقتنا في قدرتنا على هزيمة الاٍرهاب حتى وأن كنّا نتصدى له بمفردنا، وكان الاٍرهاب يلقى دعما واسعا من قوى إقليمية ودولية، وكم من الصعاب اجتزناها وكم من الحروب الضارية انتصرنا فيها.
الجريدة الرسمية