أخطر ما قاله ألبرت أينشتاين خلال لقائه مع هيكل (صور)
ألبرت أينشتاين، اسم لامع في سماء العلم والعبقرية وهو عالم الفيزياء الذي ربما لا يعرف البعض أن هذا الرجل كان يهوديًا صدم من الوهلة الأولى الكاتب الكبير الراحل، محمد حسنين هيكل، حينما التقاه ذات مرة لإجراء حوار معه وفاجأ هيكل قبل أن يبدأ الحوار معه بسؤاله: "ما الذي ينتويه النظام في مصر نحو أهلي اليهود في إسرائيل؟!.
الفيزياء النظرية الحديثة
ولد أينشتاين في 1879 وتوفى في 1955 هو عالم فيزياء ألماني المولد، سويسري وأمريكي الجنسية، من أبوين يهوديين، وهو يشتهر بأبو النسبية كونه واضع النظرية النسبية الخاصة والنظرية النسبية العامة الشهيرتين اللتان كانت اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة.
وحاز في عام 1921 على جائزة نوبل في الفيزياء عن ورقة بحثية عن التأثير الكهروضوئي ضمن ثلاثمائة ورقة علمية أخرى له في تكافؤ المادة والطاقة وميكانيكا الكم وغيرها، وأدت استنتاجاته المبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء.
موجات الجاذبية
ومن أعظم إنجازاته هو اكتشافه لموجات الجاذبية التي لا يمكن رؤيتها، ولكن يستدل عليها من آثارها التي تظهر عندما تتحرك الأجرام الهائلة في الفضاء بقوة.
قياس السرعة
ومن تكهناته إيمانه باستحالة قياس السرعة اللحظية للجسيمات متناهية الصغر والتي تهتز عشوائيًا في مختلف الاتجاهات بما يعرف باسم الحركة البراونية، لكن بعد قرن من الزمان، تمكن عالم يدعى مارك رايزن من تفنيد هذه المقولة عمليًا بمعمل أبحاثه بجامعة تكساس واستطاع قياس السرعة اللحظية لتلك الجسيمات، في خضم اختباراته لقانون التوزع المتساوي الذي يقرر أن طاقة حركة الجسيم تعتمد على حرارته بشكل بحت وليس على كتلته أو حجمه، وبفضل تلك الاختبارات أكد بالتجربة صحة القانون على الأجسام البراونية.
ويقول الراحل هيكل في كتاب بعنوان "زيارة جديدة للتاريخ" حول سؤال اينشتاين عن اليهود: "أعتقد أنني لم أخطيء الظن كثيرًا عندما تصورت أنه يشعر بحرج هو بالتأكيد رد فعل لما لاحظه من دهشتي لسؤاله عن اليهود. بعد مسافة قصيرة من سيرنا تغلب على شعوره بالحرج وقال: يظهر أنني أقلقتك بما قلت، وتعجلت اللحظة المناسبة له. ويستحسن الآن أن أعود إليه موضحًا. إنني كنت على وشك أن أطلب إليك أن تنسى سؤالي مؤقتًا وتدخل في أسئلتك على أن أحتفظ أنا بسؤالي إلى النهاية، لكن أتصور الآن أن سؤالي سيظل معلقًا فوق حديثنا ما لم نواجهه صراحة ثم نضعه في مكانه الصحيح".
وقال اينشتاين لـ هيكل: "سوف أقول لك: "اهتمامي باليهود إنساني وكذلك اهتمامي بإسرائيل إنساني. إنني عشت معهم ما تعرضوا له في ألمانيا قبل الحرب. عشت معهم بدايته لكني تركتهم مبكرًا وخرجت قاصدًا هذه البلاد "يقصد أمريكا". إنني جئت إلى أمريكا أول مرة في صحبة "حاييم وايزمان" كان وقتها رئيسًا للوكالة اليهودية وأصبح بعدها أول رئيس لدولة إسرائيل. مجيئي هنا لأول مرة سنة 1921 كان مع وايزمان.
رؤيته لقيام الدولة اليهودية
وتابع أينشتاين: "لقد أراد أن أشارك في حملة لجمع تبرعات لصالح الجامعة العبرية في القدس، ووافقت. هم أهلي وأنا أعرف الناس بما تعرضوا له، وكنت أشاركهم حلم الوطن. أن يكون لهم وطن لا يضطهدهم فيه أحد – هل أنا واضح؟. دعني أستكمل جملتي. بنفس الوضوح أقول لك أنني لا أريدهم بدورهم أن يضطهدوا أحد. فعرب فلسطين لهم الحق في الوطن الوحيد الذي عرفوه، لا يستطيع أحد أن ينكره عليهم".
وأضاف :"ما كان يحزنني فيما جرى في ناحيتكم من العالم سنة 1948 أنه بدا لي صراعًا بين حقين. ما حدث سبب لي أزمة ضمير. أنا أحدثك بما أعتقد. لقد أسعدني قيام دولة يهودية في فلسطين. وأحزنتني المأساة التي تعرض لها العرب في فلسطين. وكان في ظني أن القوى الدولية المعنية تستطيع أن تعالج هذه المحنة. ولكن هذه القوى لم تستطع، ولعلها أرادت - لمصالحها – تعميق المشكلة بدلًا من محاولة حلها ".
رفض مقابلة بيجن
ويكمل أينشتاين لـ هيكل: "هل قرأت الخطاب الذي شاركت في توقيعه إلى محرر الـ "نيويورك تايمس" احتجاجًا على زيارة "مناحم بيجن" لأمريكا في نهاية سنة 1948؟ لقد وصفناه بأنه سفاح وإرهابي ولا يصح أن يسمح له بزيارة أمريكا. إنه جاء وقد قاطعت كل المناسبات التي أقيمت أثناء زيارته واعتذرت عن استقباله في بيتي عندما أراد أن يجيء، ومع أنه بعث إلى خطابًا يقول فيه أنه يريد أن يسمع مني ويتعلم كتلميذ – فإنني كنت أدرك أنه لا درس يجدي مع هؤلاء الذين يؤمنون بالعنف. لا أحد يستطيع أن يشفيهم. باختصار. موقفي إزاء اليهود إنساني. موقفي إزاء إسرائيل إنساني. نفس موقفي إزاء العرب وإزاء فلسطين.
رفض منصب رئيس إسرائيل
في عام 1952، كتب السفير الإسرائيلي في واشنطن إلى آينشتاين نيابة عن رئيس الوزراء دافيد بن جوريون طالبا منه تولي منصب رئيس الدولة، وذلك كتعبير عن "اعمق احترام يمكن أن يكنه الشعب اليهودي لأي من ابنائه."
وأكد السفير في رسالته أن آينشتاين "سيمنح كل الحرية لمواصلة عمله العلمي العظيم". ولكن آينشتاين رفض العرض، قائلا إنه "تأثر جدا" به ولكن المنصب لا يناسبه نظرا لكبر سنه وشخصيته.