البورصة تخطط للاستفادة من التكنولوجيا في تطوير التداول والإفصاح
قال محمد سعيد خبير أسواق المال، إنه لم يعد استخدام التكنولوجيات الحديثة اختيارًا الآن مع الطفرة الهائلة التي حدثت في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي تركت أثرًا كبيرًا على أسواق المال والقطاعات المالية.
وأضاف أنه لم يستثن من ذلك الإفصاح عن القوائم المالية الذي حظي مؤخرًا بطرق تكنولوجية حديثة في عرض وتحليل المعلومات المالية وغير المالية للشركة والتي تستخدم في اتخاذ القرارات الاستثمارية المختلفة، وفي إطار ذلك فقد تم ابتكار طريقة نمطية لإعداد القوائم المالية بشكل معياري موحد من خلال لغة إلكترونية أطلق عليها اسم (XBRL).
وأكد أن اللغة الإلكترونية للإفصاح تتجاوز عند استخدامها الاختلاف في أشكال التقارير المالية المصدرة من مؤسسة لأخرى، كما تختصر الوقت اللازم لتحليل القوائم المالية إلى أقل من عشر الوقت السابق، كما أنه يتميز بإمكانية تنفيذه آليا مع احتياج محدود لتدخل العنصر البشري في استخلاص المعلومة المالية من وسط كم هائل من المعلومات يحتويها التقرير المالي، ويومًا بعد يوم وعلى مستوى العالم تتسلل لغة (XBRL) لتصبح تدريجيًا لغة المجتمع المالي العصرية الموحدة.
وتابع أنه لا تقتصر فائدة استخدام التقنيات الحديثة في الإفصاح الإلكتروني على سرعة ونمطية وتوحيد التقارير، بل إن من أهم نتائجه دقة وسرعة معالجة الأرقام والوصول إلى جودة عالية في نتائج التحليل والكشف بسهولة عن مواطن القصور وتوجيه الأصابع إليها بسرعة.
وأوضح أن الإفصاح الإلكتروني يضمن أن يتم توزيع الإفصاحات التي تصدر عن الشركة، وخاصة قوائمها المالية بكفاءة عالية وبتكلفة منخفضة باستخدام الوسائط الإلكترونية الحديثة وأهمها شبكة الإنترنت، وهو ما يرفع أيضًا من القدرة على الوصول إلى هذه الإفصاحات من قبل المستخدمين المهتمين وذوي العلاقة.
ولم يعد الإفصاح الإلكتروني يشكل عبئًا على الشركات المقيدة بالبورصة، كما كان ذي قبل بالنظر إلى اعتماد الغالبية العظمى من هذه الشركات على نظم إلكترونية حديثة تقوم بأعمال المحاسبة، ويمكن بسهولة استخراج القوائم الإلكترونية منها بتكلفة تكاد لا تذكر، ويشجع هذا التوجه البقية الباقية المحدودة على الإسراع بتطوير أعمالهم المحاسبية والإدارية لاعتماد على نظم وتطبيقات تكنولوجية مثيلة.
وأضاف أنه يعتبر التحول الواضح لإدارة البورصة في التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيات الحديثة توجهًا محمودًا يبشر بتطور كبير متوقع في آليات التداول وتعزيز لمستويات الشفافية والحداثة بسوق المال المصري ويرفع قدرته التنافسية، وتعتبر الإمارات العربية المتحدة أولى دول المنطقة العربية في استخدام هذه الآلية المتطورة في الإفصاح.