«نوفمبر.. شهر المعارك».. «رومل» يتلقى أكبر خسارة في «العلمين».. ثوار الجزائر يعلنون التحرير في نفس الشهر.. و«كامبريه» أول شهادة نجاح لاستخدام الدبابات في الحروب
شهد شهر نوفمبر على مر التاريخ أحداثا ومعارك شهيرة وقف عندها الكتاب والمحللون كثيرًا واكتسبت حيزًا من اهتمام الجماهير وخاصة تلك التي جرت خلال حقبة الحرب العالمية.
1- معركة العلمين
ومن أبرز تلك المعارك، معركة العلمين، التي وقعت في شهر نوفمبر في العلمين 90 كم غرب مدينة الإسكندرية في مصر وذلك خلال الحرب العالمية الثانية، وشهدت المعركة انتصار حاسما للحلفاء ومثلت نقطة تحول لحملة الصحراء الغربية.
وجاءت هذه المعركة بعد أن فشل القائد الألماني «إرفين رومل» في اختراق الخطوط البريطانية في معركة علم حلفا ولم يكن أمامه ما يفعله سوى انتظار الهجوم البريطاني التالي على أمل أن يقوم بصده على الأقل، وفي يوم 23 سبتمبر 1942 سافر رومل إلى ألمانيا لتلقي العلاج، تاركًا وراءه غورغ فون شتومه قائدًا لقوات المحور في شمال أفريقيا.
في 24 سبتمبر، أثناء طريق العودة، التقى رومل بالزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني، وشرح له مشكلات الإمدادات في الجبهة، وأنه إن لم تصل الإمدادات إلى المستوى المطلوب فسيضطرون للتخلي عن شمال أفريقيا، إلا أن موسوليني بدا عليه، وفقًا لرومل، عدم تقديره لخطورة الوضع.
بالنسبة للبريطانيين فقد استمروا في تعزيز موقفهم، واستمروا في تلقي الإمدادات من بريطانيا والولايات المتحدة، ولم يكن على هارولد ألكسندر، قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط، وبرنارد مونتجمري، قائد الجيش الثامن البريطاني، سوى اختيار الوقت الذي يناسبهم للهجوم.
إجمالًا كان البريطانيون متفوقين في كل المجالات على قوات المحور، وهو لا يشابه الوضع في معركة عين الغزالة حيث كانت قدرات الطرفين متكافئة.
وفي 5 نوفمبر حاول «رومل» إقامة خط دفاعي في فوكة كتمهيد لانسحابه نحو ليبيا، وفي 6 نوفمبر هطول أمطار تعيق التقدم البريطاني تستغلها قوات لمحور في الانسحاب.
في 7 نوفمبر محاولة قوات المحور التوقف في مرسى مطروح. وفي نفس اليوم تصل رسالة من هتلر تحذر رومل باحتمال قيام الحلفاء الغربيين بإنزال ما بين طبرق وبنغازي.
في 8 نوفمبر وصلت برقية من رومل موجهة إلى هتلر تشير إلى أن مخاوف الإنزال لا أساس لها، لكنه علم أن الحلفاء قاموا بالإنزال في المغرب والجزائر (عملية الشعلة)، ولذلك قرر رومل أن أفضل ما يفعله في الوقت الحالي هو الانسحاب إلى العقيلة.
المطاردة التي بدأها الجيش الثامن بعد معركة العلمين لقوات المحور من العلمين انتهت تقريبًا في مدينة مدنين في تونس بعد أن قطعت القوات المتحاربة نحو 2300 كم، وكانت حملة تونس هي آخر المعارك الحاسمة في أفريقيا، وهي التي أنهت وجود قوات المحور فيها.
2- حرب الجزائر
وتشمل معارك نوفمبر حرب الجزائر وهي حرب اندلعت في الأول من نوفمبر 1954 بمشاركة نحو 1200 مجاهد كان بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضع قنابل تقليدية، فسارعت حكومة "منداز فرانس" إلى سجن كثير من الجزائريين في محاولة فاشلة لإحباط الثورة من مخططات عسكرية كبرى.
وكان في الرابع نوفمبر استشهاد أحد القادة، رمضان بن عبد المالك يسقط في ميدان الشرف قُرب مستغانم. وفي 5 نوفبر 1954 بدأت فرنسا إرسال إمدادات عسكرية إلى الجزائر لإخماد الثورة في مهدها؛ فتوالت المعارك، ليسجل 8 نوفمبر أسر أحمد زبانة في معركة "غار بو جليدة"، وفي الثالث عشر من نفس الشهر 1954 شرعت فرنسا بقصف جوي بالطائرات لمواقع المجاهدين في الأوراس؛ باجي مختار أحد مفجري الثورة يستشهد قرب سوق أهراس؛ ليستشهد بعده بلقاسم قرين في 29 نوفمبر 1954.
3- كامبريه
كما ضمت القائمة معركة «كامبريه» التي وقعت في نوفمبر عام 1917 وكانت جزء من الحملة البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، وعرفت المعركة بالاستعمال الناجح للدبابات لأول مرة في التاريخ، وقد أظهر الهجوم البريطاني بأن خط هيدنبرج يمكن أن يخترق، بينما عرض الألمان قيمة تكتيكات المشاة الجديدة التي أصبحت لاحقا جزءا من خططهم.