تفاصيل عملية الموساد في سوريا لإنقاذ أمريكا
قال تقرير نشرته مجلة "فانيتي فاير"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف لمسئولين روس تفاصيل عملية سرية، قام بها جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة الإسرائيلي "الموساد"، داخل العمق السوري.
وذكر التقرير، أن دونالد ترامب أوضح للروس تفاصيل العملية، والتي تضمنت قيام طائرات نقل عسكرية من طراز "يسعور" بإنزال عناصر تابعة للأذرع المشار إليها، بالجولان السوري، بهدف إحباط عملية نقل سلاح متطور إلى تنظيم داعش.
ويفيد التقرير الأمريكي، أن ترامب أبلغ الروس عن طبيعة المهمة السرية التي نفذتها إسرائيل داخل سوريا، وأن العملية كشفت معلومات مهمة، تتعلق بنوايا داعش تحويل أجهزة الحواسب النقالة إلى قنابل، مضيفا أن تلك المعلومات وصلت الروس خلال اجتماع بين ترامب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والسفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك، في مايو الماضي.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن العملية الإسرائيلية التي كشفها ترامب، نفذت بعد مضي شهر واحد من إدلاء ترامب بالقسم الرئاسي في يناير الماضي، أي في فبراير، وأن طائرتي نقل عسكريتين تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي حلقتا مرورًا بالأراضي الأردنية، وتسللتا إلى العمق السوري، فيما كان الهدف خلية تابعة لداعش كانت تحاول الحصول على سلاح قاتل تم تطويره بواسطة إبراهيم الأسيري، أهم مهندسي تنظيم القاعدة.
وحصلت إسرائيل على المعلومات الاستخباراتية في هذا الصدد عن طريق جاسوس إسرائيلي يعمل داخل سوريا، وبالتحديد في المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش، فيما هبطت المروحيتان على مسافة بضعة كيلومترات من الهدف، وأنزلت سيارتي "جيب" تحملان شعارات الجيش السوري، ودخلت العناصر الإسرائيلية عبر السيارتين إلى منطقة نفوذ داعش.
وطبقا للتقرير، قامت تلك القوات بزرع "ميكروفون" داخل غرفة تستخدم لعقد اجتماعات التنظيم، فيما تنقل المجلة عن مصادر أخرى، أن القوة المشاركة في العملية تسللت إلى خطوط الهواتف الخاصة بتلك الخلية، وأصبحت قادرة على الاستماع لجميع اتصالاتها، وهو ما حدث بالفعل.
وعملت الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعد عودة القوة، على التنصت على اتصالات الخلية الإرهابية، والتي كان موقعها على مقربة من هضبة الجولان، فيما ساد اعتقاد بعد ذلك أن المصدر المزروع داخل الخلية خدع الاستخبارات الإسرائيلية، لكن بعد مرور فترة من الوقت تم التنصت على مكالمة لأحد قادة التنظيم تفصل كيفية تحويل الحواسب النقالة إلى قنابل، بحيث يمكن استخدامها في تفجير الطائرات المدنية.
وأرسل "الموساد" الإسرائيلي تلك المعلومات إلى الأمريكيين، وبدأ بالتشاور معهم بشأنها، وبحسب التقرير، أراد الجانب الإسرائيلي أن يستشعر الأمريكيون أنهم نفذوا مهمة حيوية ناجحة، فيما نظرت الاستخبارات الأمريكية إلى تلك العملية على أنها نموذج "كلاسيكي" لمعلومات استخباراتية قيمة من جانب حليفه ينبغي استخدامها على الوجه الأمثل.
وكان ترامب قد سرب في مايو الماضي معلومات لموسكو حول عميل إسرائيلي مزروع بين صفوف تنظيم داعش، وهو ما رأى مراقبون أنه تهديد لحياة هذا العميل، ووقتها تردد أن ترامب أبلغ لافروف أن جاسوسًا إسرائيليًا قام بتزويد جهاز استخبارتي بخطط "داعش" الخاصة بنسف طائرة ركاب خلال رحلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عبر قنبلة موقوتة كانت بداخل جهاز حاسوب.
ووصلت تلك المعلومات من إسرائيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل تعهد الأخيرة بعدم كشف المصدر، فيما نقلت شبكة ABC الأمريكية وقتها عن مصادر، أن المعلومات قادت الأمريكيين للإعلان عن بحث مسألة حظر صعود الحواسب النقالة إلى الطائرات القادمة من أوروبا، وبعدها أعلنت واشنطن في مارس الأخير أن الحظر يشمل ست دول إسلامية، بحسب "إرم نيوز".