صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل «صفقة العناق» بين بوتين وبشار
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا يكشف تفاصيل اللقاء المفاجئ الذي جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد، للبحث في العملية السياسية للانتقال إلى مرحلة ما بعد الحرب في سوريا.
التقرير الذي جاء في الصحيفة الأمريكية تحت عنوان "عناق بوتين – الأسد.. محاولة سلام جديدة لـروسيا في سوريا": أكدت خلاله أن بوتين أطلق دفعًا جديدًا كبيرًا لإنهاء الحرب في سوريا بعد زيارة قام بها الأسد، ظهرت كتأكيد لدوره المستقبلي في أي اتفاق نهائي".
وأضافت واشنطن بوست: "المبادرة الروسية مبنية على اتفاق توصّل إليه بوتين مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر، وفيه اعترفت واشنطن بدور روسيا القيادي في الديبلوماسية السورية مقابل قبول روسي بدور أمريكي مستمرّ في سوريا في الوقت الذي شارف فيه داعش على الزوال".
ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين قضى معظم وقته، بعد لقائه مع الأسد، بالاتصال بقادة إقليميين وعالميين، بسعي للحصول على دعمٍ لاقتراحات روسيا التي تدخّلت عسكريًا إلى جانب الأسد منذ العام 2015 وتحويلها إلى نصر دبلوماسي يقر بالدور الروسي كلاعب رئيسي في العالم.
وذكّرت الصحيفة بالبيان الذي صدر بعد اللقاء المفاجئ في سوتشي والصور التي أظهرت بوتين يحضن الأسد. ولفتت إلى أنّ بوتين أبلغ الأسد أنّه من الجيد أن الحرب شارفت على نهايتها وحثّه لكي يتطلّع إلى تأمين حل سياسي للصراع القائم، وقال بوتين في البيان الذي صدر عن الكرملين إن المهمة الآن هي لإطلاق العملية السياسية. كما تحث الرئيس الروسي نحو ساعة على الهاتف مع ترامب، في محادثة تركّزت بمعظمها على سوريا. وأكّد بوتين لترامب التزام الأسد بالتعاون مع المبادرة الروسية، والتي تتضمّن إصلاحات دستورية وانتخابات نيابية ورئاسية.
من جانبه، أوضح البيت الأبيض أن الرئيسين كررا التزامهما بضمان تسوية بإشراف الأمم المتحدة، وتأمين أن تكون سوريا حرّة من أي تدخّل، بإشارة إلى "التأثير الإيراني المتصاعد هناك". وقال ترامب للمراسلين في واشنطن "تحدثنا حول إحلال السلام في سوريا". ثم اتصل بوتين بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمتابعة تفاصيل محادثاته مع الأسد، وأعلن الكرملين أنّ بوتين اتصل أيضًا بالملك سلمان بن عبد العزيز.
وأتت المحادثات قبل يوم من القمة الثلاثية بين الرؤساء بوتين وحسن روحاني ورجب طيب أردوغان حول سوريا في سوتشي، علمًا أنّ إيران وتركيا لاعبان إقليميان ولديهما تأثير كبير على الأفرقاء في سوريا. في المقابل، تستضيف الرياض اليوم الأربعاء قادة المعارضة في محاولة لتشكيل هيئة معارضة جديدة لتشكيل الحركة المناهضة للأسد في المفاوضات المقبلة. بانتظار 28 نوفمير، موعد الجولة الثامنة من محادثات جنيف برعاية الأمم المتحدة، بين الحكومة السورية والمعارضة.
وبعدما طرحت الصحيفة بعض الأسئلة، أشارت إلى أنّه بحسب المقترحات الروسية فسيترك الأسد في السلطة، ويمكن أن يخفف الروس من صلاحياته وإعطاء معارضيه دورًا في الحكومة. ومن غير الواضح حتى الآن إذا ما كانت إيران ستستجيب للاتفاق الدولي.
من الجانب التركي، ذكّرت الصحيفة بالموقف اللافت الذي أطلقه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قائلًا: "الواقع أن روسيا وإيران لم تعودا الدولتين الوحيدتين اللتين تقولان بأن الأسد يمكنه البقاء، فالسعودية وفرنسا تقولان نفس الشيء، وعلينا ألا نكون عاطفيين أكثر من اللازم، وهذا لا يعني أن الحصول على إجماع بشأن مصير الأسد سيكون أمرًا سهلًا".