«الدمرداش» صعيدي يرسم حياته في لوحة فنية (فيديو وصور)
موهبته الفنية التي يسعى جاهدًا للتفرد بها، جعلته معروفًا بين كثيرين من أهالي الأقصر، حتى أطفال المدارس يعرفونه جيدًا بما يقوم به من ورش أو ندوات مجانية يحدثهم فيها عن الخطوات الأولى للرسم، وكيفية تشكيل ورسم صور جذابة لهم مثل صور الحيوانات أو الأسماك.
"الفن لغة الجمال" هذا ما يؤمن به الفنان التشكيلي "مصطفى محمد حسن" وشهرته "مصطفى الدمرداش 29 عامًا، قضى منها أكثر من 10 أعوام يرسم في الكافيهات الشهيرة التي تفتح أبوابها للناس وللأسر التي تستعد لحياة جديدة في "عش الزوجية"، في الكنائس والمساجد سجل مصطفى الدمرداش موهبته الفنية.
يقول "الدمرداش" إنه خريج كلية سياحة وفنادق، وعمل فترة بالعمل السياحي لكنه لا يستهويه، وفضل ممارسة مهنته بنشر الفن، ودعم المؤمنين بالفن والريشة إما بتوفير وقته لهم أو خبراته التي اكتسبها في ضوء ممارسته موهبته منذ سنوات.
ويضيف أنه نظم العديد من الورش للأطفال قبل ثورة 25 يناير بمتحف الأقصر لتعليمهم "النحت، عمل القلادات، الرول" وغيرها، ثم توجه لعمل نقوش إسلامية مجانًا في المساجد سواء في مركز القرنة مع قرنائه أو بمفرده، ونظم ورشة فنية مع أصدقائه منذ سنوات ليتركهم بعدها ليختار ورشة فنية و"بازار" في شارع حيوي يعج بالسياح في بعض الأحيان لوقوعه في شارع سوق سافوي السياحي، مع شريك له.
بدأ الحفر على الخشب مشكلاََ مرايات بأشكال عدة من بينها وجه امرأة أفريقية، أو تصميم حافظة مصحف من الخشب، واستخدام الصدف لعمل ميداليات أو عمل "قلادة" تتزين بها الفتيات، وحفر الرسوم حرة على ألواح خشبية، وإعادة تدوير الزجاج أو "الهون الخشب" للرسم عليه بأشكال مختلفة واستخدام "الخيوط العريضة" والبالونات لتنفيذ لمبات لإنارة الأماكن، مشكلة بألوان جذابة.
وعن طريقة عمل "اللمبة مستخدمًا الخيوط" يقول مصطفى: "بتوفير غراء، وخيط طويل، وحبل غسيل، وبالونة، يتم نفخ البالونة ويتم نقع الحبل في الغراء وتشكيل الخيط على البالونة وتركها لمدة أيام لتجف ثم يتم التخلص من البالونة، وتوفير سلك كهرباء موصل به لمبة للإنارة".
يتحدث "مصطفى" عن مخاطر مهنته وإصابته بـ"الكتر" أثناء الحفر، أو شرب المواد التي يستخدمها في الرسم بدلا من الشاي مثل الجاز، بالإضافة إلى خسارة الكثير من ملابسه عقب التصاق الألوان بها، أو سقوطه من ارتفاع معين في حال الرسم على الجدران.
وعن المشكلات التي تواجهه قال "الدمرداش" إن أبرزها غلاء أسعار السلع والمواد الخام التي يستخدمها، بالإضافة إلى الإيجارات الواجب سدادها إما للبازار الذي استأجره أو الورشة التي يقضي فيها معظم وقته، مضيفًا أنه يعمل قدر استطاعته ليل نهار لسداد الإيجار وتخفيف الأعباء عليه.
وطالب الفنان الصعيدي، الجهات المعنية بدعم مشروعات الشباب رسميا اعتدادا بأن فكرة البازار مرتبطة بالسياحة الأجنبية، التي يعتمد عليها أكثر من اعتماده على المصريين، خاصة أن المصريين يتعاملون مع السلع بمنطق "التخفيضات" على عكس الأجنبي الذي لديه نظرة مختلفة لقيمة الفن.
وعن تفضيلات عملائه، يقول مصطفى إن المصري يفضل الفن المستغل في أشكال معينة مثل مرايا بها نقوش فنية، أو ساعة وغيرها من الأدوات التي يستخدمها في حياته، فيما يفضل الأجانب اقتناء الفن لأجل الفن مثل اللوحات الفنية، أو الطباعة على الجلد.
وشارك مصطفى في العديد من المعارض الفنية، من بينها (اليوبيل الفضي لصالون الشباب، بينالي إسكندرية، والمشاركة عدة مرات مع ثقافة الأقصر، ومسابقات وزارة الشباب والرياضة).