بوتين يطلع ملك السعودية على اجتماعه مع الأسد
قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان اليوم الثلاثاء، لاطلاعه على اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي: "اليوم ستكون هناك محادثة هاتفية لبوتين والعاهل السعودي ويمكن للمرء أن يتوقع بالتأكيد أن يطلع بوتين العاهل السعودي على اجتماع الأمس".
وأوضح الكرملين اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استضاف نظيره السوري بشار الأسد في روسيا، لإجراء محادثات بشأن الحاجة للانتقال من العمليات العسكرية إلى البحث عن حل سياسي للصراع السوري.
وتحاول روسيا تحقيق توافق دولي حول اتفاق سلام في سوريا بعد عامين من بدء التدخل العسكري الروسي الذي حول دفة الصراع لصالح الأسد.
ومن المقرر أن يلتقي بوتين غدًا الأربعاء، مع زعيمي إيران وتركيا، وهما القوتان الأخريان الضالعتان بقوة في الصراع السوري، وقال إنه سيجري، بعد محادثاته مع الأسد، اتصالات هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء في الشرق الأوسط.
وينصب تركيز جهود السلام الروسية على عقد مؤتمر لشعوب سوريا يفترض أن يشمل كل الجماعات العرقية والأطراف المتحاربة في البلاد.
وتعثرت المحاولات السابقة للتوسط في اتفاق سلام بسبب تباين مواقف ونهج القوى المعنية في الصراع، إذ تدعم إيران وروسيا وجماعة حزب الله اللبنانية الأسد، بينما تدعم الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية معارضي الرئيس السوري.
ويقول بعض المطلعين على تفكير الكرملين إن روسيا ستصر على بقاء الأسد في السلطة من أجل التوصل لاتفاق سلام مادامت مؤسسات الدولة السورية سليمة.
وكان بوتين التقى بالأسد آخر مرة في 20 أكتوبر في 2015 بموسكو، بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو عملية عسكرية في سوريا تغلبت على مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد ودعمت القوات الحكومية المتعثرة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله إن الأسد مكث على الأراضي الروسية 4 ساعات، وهذه أول رحلة معلنة للأسد خارج سوريا منذ زيارته لموسكو في عام 2015.
وقال الأسد الذي كان يرتدي بدلة سوداء ويجلس مع بوتين وبينهما مائدة صغيرة، للزعيم الروسي إن المضي قدمًا في العملية السياسية في هذه المرحلة مهم خاصة بعد الانتصار على "الإرهابيين".
وأضاف الأسد إنه لا يريد النظر إلى الوراء ويرحب بكل الذين يريدون حقًا التوصل لحل سياسي وعبر عن استعداده للحوار مع هؤلاء.
ودخل الصراع السوري مرحلة جديدة باستعادة القوات الحكومية وحلفائها في مطلع الأسبوع السيطرة على البوكمال، وهي آخر مدينة كبيرة في سوريا كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
ويعني طرد داعش من البوكمال أن بضع قرى على نهر الفرات ومناطق متناثرة في الصحراء القريبة وجيوبًا معزولة في أجزاء أخرى من البلاد، لا تزال خاضعة لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد في عام 2014.
وتقول أغلب القوات التي قاتلت ضد داعش في سوريا والعراق، إنها تتوقع لجوء التنظيم للعمل السري وتحوله لحرب العصابات باستخدام تفجيرات وخلايا نائمة.