تفاصيل زيارة السيسي البرلمان القبرصي
زار الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم البرلمان القبرصي وعقد الرئيس جلسة مباحثات ثنائية مع ديمترس سيلوريس رئيس البرلمان القبرصي، حيث أعرب الرئيس عن سعادته بزيارة البرلمان القبرصي والالتقاء برئيسه وإلقاء كلمة أمام نواب المجلس، مؤكدًا اعتزازه بما يمثله ذلك من تقدير وما يعكسه من عمق العلاقات بين مصر وقبرص على مختلف المستويات.
كما تم التأكيد خلال اللقاء على الحرص المتبادل بين الدولتين على دفع العلاقات المتميزة بين الشعبين المصري والقبرصي، خاصة على صعيد العلاقات البرلمانية، من خلال تفعيل جمعية الصداقة البرلمانية للارتقاء بالبعد الشعبي لهذه العلاقات.
وتناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وشارك الرئيس بعد ذلك في جلسة خاصة للبرلمان القبرصي، حيث ألقى رئيس البرلمان القبرصي كلمة أشار فيها إلى أن هذه الجلسة الخاصة بحضور الرئيس تعد حدثًا تاريخيًا في قبرص، مشددًا على قوة العلاقات بين البلدين، ووقوف مصر إلى جانب استقلال قبرص ودعمها لقضيتها.
وشدد رئيس البرلمان القبرصي خلال كلمته حرص بلاده على تعزيز علاقات الشراكة القوية التي تجمعها مع مصر، ودفعها للأمام على كافة الأصعدة.
وألقى الرئيس كلمة أمام البرلمان القبرصي، قال فيها: أشعر بالفخر لتواجدي بينكم اليوم في مجلسكم الموقر، وأود بدايةً أن أتقدم لكم بالتحية لتمسككم بدورية انعقاد جلسات المجلس، بما يعكسه ذلك من ترسيخ لمبادئ الديمقراطية رغم استمرار القضية القبرصية دون تسوية حتى الآن، حيث كنت أتمنى أن أكون بينكم اليوم بكامل الهيئة للمجلس، وبحضور الأعضاء المتغيبين عن جلساته منذ ديسمبر 1963.
وأضاف: وإنني على ثقة أن إصراركم وجهودكم الصادقة الدؤوبة، تحت قيادة الرئيس "أنستسيادس"، ستسفر يومًا عن تسوية هذه القضية المصيرية والحيوية ليس لكم ولشعب قبرص فقط؛ ولكن لمنطقة شرق المتوسط بأسرها.
وقال: إن حرصي على التواجد بينكم اليوم، يأتي استمرارًا للموقف المصري المؤيد لجهود قبرص السلمية لمحاولة إعادة توحيد الجزيرة، وتأكيدًا على مساندتنا لتلك الجهود بالشكل الذي يتطلع إليه الشعب القبرصى.
وتابع : إن روابط الصداقة والمودة بين شعبينا تضرب بجذورها عبر التاريخ إلى وقتنا هذا، وإنني لأشعر اليوم باعتزاز لأنقل لكم رسالة تقدير من الشعب المصري، على مواقف شعبكم النبيلة في دعم التطورات السياسية المهمة التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية بعد ثورة 30 يونيو عام 2013، والتي أكد خلالها الشعب المصري على هويته التاريخية العريقة، وتطلعه إلى الدولة المدنية الحديثة، من خلال مشاركته الكبيرة في مختلف مراحل التحول الديمقراطي في مصر، التي بدأت بالاستفتاء على الدستور الجديد في يناير 2014، ثم الانتخابات الرئاسية في مايو 2014، وصولا إلى الانتخابات التشريعية وتأسيس مجلس النواب الحالي في ديسمبر 2015، والذي يضم 596 نائبًا ويشهد أكبر نسبة تمثيل للمرأة والشباب علاوة على تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولفت : لقد كانت مصر وطنًا ثانيًا للمواطنين القبارصة الذين عاشوا فيها لفترات طويلة وما زالوا مرتبطين بها وبشعبها، كما ساندت مصر حركة التحرر الوطنى وكفاح الشعب القبرصي من أجل الحصول على الاستقلال عام 1960، يُضاف إلى ذلك علاقات الصداقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس "مكاريوس"، والتي ساهمت في تعزيز أواصر الصداقة بين شعبي البلدين.
وقال: من جانب آخر، ساند الرئيس "مكاريوس" جهود مصر في تأسيس حركة عدم الانحياز، كما شارك كذلك في القمة الثانية للدول الأعضاء التي عقدت في القاهرة عام 1964، والتي أعربت عن شواغل الحركة حيال التهديدات التي تعرضت لها قبرص آنذاك، ودعت الدول الأعضاء إلى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة من خلال تأكيد دعم استقلال قبرص وسيادتها ضد أية تدخلات خارجية.
وقال : وفى إطار هذا التاريخ الكبير من العلاقات المتميزة بين الشعبين المصري والقبرصي، أود أن أعرب اليوم عن تطلعنا إلى تعزيز العلاقات بين برلماني البلدين، وتفعيل جمعية الصداقة البرلمانية بين بلدينا للارتقاء بالبعد الشعبي للعلاقات المتميزة بين مصر وقبرص، وهو الأمر الذي لمست اهتمام مجلسكم الموقر به خلال لقائى مع الرئيس السابق لمجلس النواب القبرصي أثناء زيارته إلى مصر في أبريل 2016.
وأضاف: تمر منطقة شرق المتوسط بفترة من عدم الاستقرار نتيجة مجموعة أزمات متلاحقة ومتشابكة، حيث تسببت الأوضاع في سوريا وليبيا في موجات غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية، كما نتج عن هذه الأزمات تزايد قدرات وأنشطة العناصر الإرهابية، بما يضع علينا جميعًا مسئولية كبيرة للتأكد من تحقيق الحماية اللازمة والواجبة لشعوبنا من هذه الأخطار، باعتبار الحق في مقاومة الإرهاب أحد أهم حقوق الإنسان، حيث لا يمكن تحقيق تطلعات الشعوب نحو المستقبل الأفضل، دون تأمين حقهم في الحياة الآمنة أولًا.
وقال: وأود أن أنتهز تلك المناسبة لأعرب للشعب القبرصى عن تقديرنا العميق لدعمه مصر في حربها ضد الإرهاب، الذي يهدف إلى زعزعة استقرار الشعب المصري وأمنه، وإحداث تمزق في النسيج الاجتماعي لشعبٍ عظيم أثبت على مدى التاريخ وحدته غير القابلة للانقسام، ونبذه الأفكار المتطرفة، وحرصه على التعايش السلمي بين كافة أبنائه.
وقال: كما أؤكد أيضًا التزامنا بالتعاون مع الحكومة القبرصية لتوفير الأمن لشعبنا ولكافة شعوب المنطقة، التي تُساند مؤسساتها الوطنية في حربها ضد الإرهاب الآثم، بما يمثله من أخطار على حياة الشعوب.
وذكر: إننا نؤمن أن التصدي للإرهاب باعتباره أحد أهم المخاطر التي يتعرض لها العالم، لن يتأتَّى إلا من خلال تضافر جهود المجتمع الدولي على عدة مستويات يتم العمل فيها بالتوازي:
سياسيًا من خلال التصدي بحسم للدول الداعمة والممولة للإرهاب؛ وأمنيًا من خلال تبادل المعلومات والخبرات؛ وتنمويًا من خلال توفير الظروف المعيشية الكريمة للمواطنين؛ وثقافيًا من خلال تعزيز الحوار بين الحضارات وتطوير الخطاب الديني والفكري بهدف قطع الإرهاب من جذوره.
وقال: وهي كلها جهود نعمل على تبنيها في مصر، لتصبح نموذجًا للمنطقة التي نأمل أن تستعيد هدوءها واستقرارها.
وقال: وفى هذا السياق، فقد كان طبيعيًا أن تسعى مصر لتعزيز التنسيق السياسي مع قبرص لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، بشكلٍ يعكس العلاقات التاريخية والثقافية القوية بين البلدين، ويسهم في الارتقاء بقدرتنا على التصدي للمشكلات التي تواجهنا.
وقال : لقد أتيت لقبرص اليوم، وكلي ثقة أننا سننجح في التغلب على التحديات التي تفرضها علينا الأوضاع في شرق المتوسط، وأن حكومتي البلدين ستظلان تحظيان بدعم مجلسي النواب في الدولتين في هذا الصدد، وآمل أن تنجح تلك الزيارة في فتح مجالات جديدة للتعاون بين مصر وقبرص وتدفع أُطُر التعاون القائمة بالفعل بين البلدين إلى آفاق أرحب وأوسع.