رئيس التحرير
عصام كامل

فيسك: واشنطن تدبر مؤامرة لسوريا.. أوباما يهتم بمزاعم استخدام الأسد غاز السارين ويتجاهل امتلاك إسرائيل 200 رأس نووية.. ومخاوف تل أبيب تتزايد من وقوع الأسلحة الكيماوية فى أيدى الجماعات المتشددة

الرئيس الامريكى باراك
الرئيس الامريكى باراك اوباما

روبرت فيسك: واشنطن تدبر مؤامرة لسوريا.. أوباما يهتم بمزاعم استخدام الأسد غاز السارين ويتجاهل امتلاك إسرائيل 200 رأس نووية.. ومخاوف تل أبيب تتزايد من وقوع الأسلحة الكيماوية في أيدي الجماعات المتشددة.


رأى الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك أن التقارير التي تتردد حول قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه تأتي كجزء من حلقات درامية سابقة تعتريها المؤامرات.

وتساءل فيسك -في مقال بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية نشرته اليوم "الأحد"- عما إذا كان يوجد أي سبيل للهرب مما وصفه بـ"مسرح الأسلحة الكيماوية"، وقال:" إن المخابرات العسكرية الإسرائيلية أعلنت أن قوات الأسد استخدمت أو ربما تكون استخدمت، أو تعتزم استخدام، أو بإمكانها استخدام أسلحة كيماوية، ثم جاء وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل ليتعهد في إسرائيل بتعزيز القوة العكسرية الإسرائيلية المبالغ في تسليحها بالفعل بقدر كبير ويتجاهل الحديث عن حقيقة امتلاك إسرائيل أكثر من 200 من الرؤوس الحربية النووية، ثم يستوعب بالكامل ويقتنع بالتقييمات الاستخباراتية الإسرائيلية حول سوريا.

واستطرد الكاتب البريطاني قائلا:"إن هاجل عاد إلى واشنطن وأعلن أن بلاده تحتاج كافة الحقائق الخاصة بهذا الأمر الجاد ، في حين أكدت السيناتور ديان فينشتاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ - وهي التي دافعت عن تصرفات إسرائيل في عام 1996 بعدما قتلت 105 مدنيين ، معظمهم من الأطفال، في قانا بلبنان- أنه قد تم تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن أمام الأسد ولذلك يتحتم على الإدارة الأمريكية أن تعمل لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق أوسع.

وربط الكاتب البريطاني روبرت فيسك هذه التقارير والأنباء المتداولة حول الأسلحة الكيماوية السورية بكليشيهات قديمة يدركها الجميع: وهي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخشيان من سقوط الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها نظام الأسد " بالأيدي الخاطئة".

وقال:" إن ثمة مخاوف تنتاب ذهن واشنطن تل أبيب من سقوط هذه الأسلحة الكيماوية في أيدي الجماعات المتشددة والتي تدعمها واشنطن ولندن وباريس والمملكة العربية السعودية وقطر".

وأضاف :"أنه في حال وصف هذه الأيدي ب-"الخاطئة" فإننا يمكن إذا أن نصف أيدي الأسد ب-"الصحيحة"، وبذلك نعود إلى الوضع الذي كان متواجدا إبان امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة كيماوية حتى قرر استخدامها ضد الأكراد". وتابع فيسك قائلا :" إنه تأكد لدينا الآن أن هناك ثلاثة حوادث بعينها تم فيها استخدام على ما يبدو كونه غاز "السارين" القاتل في سوريا: في حلب (حيث يتهم كل طرف "المعارضة والحكومة" الطرف الآخر بارتكابه) وفي حمص ؛ حيث تم إطلاق هذا الغاز على نطاق صغير ثم من خلال هجمات شنت بضواحي دمشق... ومع ذلك ومع حرص البيت الأبيض على تجاهل هذه الحوادث، أفادت أنباء دخول ثلاثة أطفال سوريين لاجئين في لبنان إحدى مستشفيات مدينة طرابلس اللبنانية إثر اصابتهم بحروق عميق وبالغة في أنحاء متفرقة من أجسادهم.

وأوضح فيسك أنه رغم حقيقة تسبب القنابل الفسفورية في حروق عميقة وربما تشوهات خلقية تصيب الأطفال، لم يعرب الأمريكيون عن اعتقادهم بأن الجيش النظامي السوري استخدم مثل هذه الأسلحة (التي تصنف على أنها كيماوية)، ومع ذلك أعاد فيسك إلى الأذهان قيام الجيش الأمريكي باستخدام القنابل الفسفورية إبان غزو العراق وقصف مدينة الفلوجة مما تسبب الأن في إلحاق التشوهات الخلقية بأجنة الأطفال.

ومضى الكاتب البريطاني الشهير في سرد المفارقة القائمة بين حقيقة انعكاس كراهية المجتمع الدولي للأسد من خلال التقارير التي تؤكد قيام قوات الشرطة السرية في دمشق بتعذيب المنشقين عن النظام وبين قيام واشنطن قبل عشرة أعوام بتسليم أناس أبرياء - كان من بينهم مواطن كندي- إلى دمشق من أجل استجوابهم وتعذيبهم على يد نفس رجال الشرطة السرية التابعة للنظام السوري!!.

واختتم فيسك مقاله :" إننا في حديثنا عن الأسلحة الكيماوية التي كان يمتلكها الرئيس العراقي السابق صدام حسين يتعين علينا أيضا تذكر أن مكونات هذه الأسلحة تم تصنيعها بمصنع بمدينة "نيوجيرسي" الأمريكية ثم تم إرسالها إلى بغداد عن طريق الولايات المتحدة نفسها".
الجريدة الرسمية