رئيس التحرير
عصام كامل

المطرب الكويتى عبد الله الرويشد: لا أفكر في اعتزال الفن .. وسأبقى فيه ما دمت أتنفس

فيتو

  • مصر وطنى الثانى والأقرب لى ولعائلتى
  • أشارك لأول مرة بمهرجان الموسيقى وأعتز بمحافظته على التراث
  • الأوبرا المصرية هي المنبع الأصلى لدور الأوبرا العالمية
  • الكويت هي المنبر الفنى الخليجى الأقوى

ليست السياسة وحدها من تحتاج إلى سفراء لإيصال صوتها ونظرياتها للغير، الموسيقى أيضًا كذلك.. ولم يأتِ لقب “سفير الأغنية الخليجية” الملقب به المطرب عبدالله الرويشد من فراغ، وإنما لقدرته على مد شعبية الأغنية الخليجية وزيادة شعبيتها بطريقة بسيطة، وعلى الرغم من عشقه الكبير دولته الأم “الكويت”، فإنها لم تكن الوحيدة التي تربعت على عرش قلبه، وإنما كان لمصر نصيب من فؤاده وحنجرته، حيث يصف مصر دائمًا بأنها الوطن الثانى الذي يواظب على زيارته بشكل منتظم، ويرتاح فيه هو وعائلته.. خلال حوارنا معه قالها صريحة “مصر غير”، أي إن مكانتها في قلبه مختلفة عن أي بلد آخر يزوره.. وخلال المشاركة الأولى للرويشد في مهرجان الموسيقى العربية بدورته السادسة والعشرين، جمعنا به حوار على هامش المهرجان، دار على النحو التالي:



> ما الخصوصية التي تشعر بها داخل أرض مصر؟
 مصر أمرها مختلف عندى عن سائر بلاد العالم، فهى البلد الأقرب لى ولعائلتى بعد وطنى الأول الكويت، لذلك أعدها وطنى الثاني، وهو ما جعلنى أعيش بها طويلًا، لأنها تمتلك معزة خاصة بقلبي، لذلك أزورها باستمرار حتى لو لم يكن لى ارتباطات فنية فيها.

> برأيك ما الذي يميز مهرجان الموسيقى العربية عن سائر مهرجانات الأغنية في الوطن العربي؟
 أبرز ما يميزه أنه مهرجان مصر، ذلك الوطن الذي نبعت منه الموسيقى العربية في الأساس، وعلى الرغم من وقوفى على مسرح دار الأوبرا المصرية عدة مرات فإنها المشاركة الأولى لى في مهرجان الموسيقى العربية، وهو ما أعتز وأفخر به كثيرًا، خاصة أن المهرجان يسلط الضوء على التراث والموسيقى العربية بشكل خاص، وهو ما نحتاج إليه كثيرًا خلال الفترة الحالية.

> هناك العديد من دور الأوبرا التي أنشئت مؤخرا في دول عربية، خاصة دول الخليج، فهل تلمس اختلافا بينها وبين دار الأوبرا المصرية؟
 بالطبع حين أدخل دار أوبرا الكويت أو دبى أو عمان، أشعر بالرقى والأصالة الفنية، إلا أن الأمر مختلف في دار الأوبرا المصرية، لأنها الأصل، وهى منبع الفنون الذي استوردت منه جميع دور الأوبرا في الوطن العربي، لأنها دار الأوبرا الأولى في الوطن العربى والشرق الأوسط، وهو ما يعطيها خصوصية في قلب كل فنان عربي، ويجعل الغناء على مسرحها حلمًا يراود جميع المطربين.

> هناك عمالقة للأغنية الخليجية في الكويت.. فهل تعانى الكويت والخليج عامة من “قحط فني” حاليًا؟
 لا أفضل وصف الوضع بالقحط الفني، فلكل جيل رواده وعمالقته الذين يتركون بصمة فيه ويعبرون عن حالته، ولكن ربما أرجع قلة الأصوات الحقيقية حاليًا إلى أنها تحتاج لوقت كاف لمحاولة الوصول إلى المتلقى بشكل جيد، فهناك العديد من الأصوات الجديدة حاليًا إلا أنها ما زالت شابة وتحتاج لخبرة وصقل فنى أكثر، وهذا سيتحقق لا محالة عن طريق الوقت.

> بم تفسر اقتناء الكويت أفضل استديوهات تسجيل للأغنية على مستوى دول الخليج؟
 بالفعل الكويت تمتلك ستديوهات فنية على أعلى مستوى من الجودة، ويسافر معظم فنانى الخليج إلى الكويت لتسجيل أغنياتهم، وهذا استغرق وقتًا طويلًا للغاية في إعداده وللوصول إلى تلك المرحلة من الجودة.

> لمن يرجع الفضل في تكوين تلك الاستديوهات وتزويدها؟
هناك دعم كبير من وزارة الإعلام في الكويت، التي عملت على إنشاء المسارح والسينمات، ودعمتها بكل ما تمتلك من طاقة ودعم لوجيستى وفنى في الوقت نفسه.. هذا بالإضافة إلى شركات الإنتاج الخاصة التي بدأت في مد يدها للمواهب ودعمها بالجهد المطلوب لإثبات ذاتها، فمدتهم بالاستديوهات المجهزة والمدعمة بأعلى التقنيات في العالم.

> إذن هل يمكن اعتبار الكويت الدولة الخليجية الرائدة في مجال الفن؟
 بالطبع، فأنا أتصور أنه عندما أتحدث عن الكويت فأنا أتحدث عن منبر فنى خليجي.

> على الرغم من تلك الصدارة فإن الأصوات الخليجية في برامج المواهب، لم يحظ أي منها حتى الآن بالفوز.. فبم تفسر ذلك؟
 أصارحك القول، أعتقد أن تلك البرامج هي محض برامج سياحية أكثر منها فنية، وهدفها الأساسى ينصب على جمع الإعلانات وليس على الدعم الحقيقى للمواهب التي تتقدم إليها، وهو ما يجعل العديد من تلك المواهب يختفى أو يخفت ضوءه عقب انتهاء البرنامج، وعلى الرغم من أن التصويت الخليجى هو أعلى نسبة تصويت في تلك البرامج لكن الفوز يخضع لمعايير عديدة، ولا يمكن للتصويت وحده أن يكون كافيًّا لإيصال الأغنية والصوت للجمهور، وهناك أصوات جيدة جدًا تقدمت لتلك البرامج إلا أنها ظلمت بسبب التصويت، وهو ما جعلها تختفى بالفعل بعد انتهاء البرامج، ولكن أرى حاليًا بصيصًا من الأمل في بعض الأصوات الشابة التي أخرجتها تلك البرامج للنور وعرفت عن هويتها الفنية.

> لماذا خضت تجربة وجودك ضمن لجان تحكيم بعض برامج المواهب الخليجية ؟
 بالفعل شاركت وكنت أحد أعضاء لجان تحكيم بعض البرامج الخليجية، ومنها “نجم الخليج، محمد عبده” ولكن مشاركتى جاءت للدعم والنقد، وبصراحة شديدة، مازلت لا أجد نفسى في أن أكون عضو لجنة.

> يظن البعض أن تقدم الأغنية الشامية والمصرية عن الخليجية يرجع للتضييقات الفنية في الخليج بسبب البيئة المحافظة، فهل هذا صحيح؟
 بالطبع لا.. لا يوجد أي تضييقات فنية.

> إذن بم تفسر تراجع الأغنية الخليجية حاليًا مقارنة بالمصرية واللبنانية؟
 لا يوجد أي تراجع في الأغنية الخليجية، بل بالعكس أعتقد أنها حاليًا تتربع على عرش الصدارة في الوطن العربي، نظرًا للظروف التي تمر بها البلاد العربية ككل.

> أنت من أكثر المطربين الذين مازالوا يحتفظون بخامة صوتهم، فما طقوسك للمحافظة عليه؟
 أحافظ على صحتي، وأتلثم دائمًا بالكوفية لحماية حنجرتي، إضافة إلى مواظبتى على شرب الينسون النباتي.

> عن الرويشد الإنسان.. ما الأماكن التي تلجأ إليها وقت حزنك؟
 أعتقد أن المكان الذي يستطيع احتوائى وقت حزنى هو البحر، أجد فيه صديقًا جيدًا يستطيع الاستماع إليّ بصدر رحب، ولا يبوح بما أقصه عليه.

> ما الأغانى التي رافقتك خلال قصص حبك؟
 (يضحك كثيرًا) على الرغم من أن قصص الحب هذه كانت في الماضي، لكن الأغانى التي رافقتنى خلالها بجميع مراحلها هي أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم.

> هل يندم عبدالله الرويشد على شيء اقترفه في حياته الشخصية أو الفنية؟
 لا بالعكس.. لم أندم على شيء من الأساس، أنا إنسان متفائل للغاية ولا أجد أن الندم أمر مفيد لممارسته.

> ما الخطوط الحمراء في حياة الرويشد؟
الكذب واللوع.

> ما الأسباب التي قد تدفع الرويشد إلى الاعتزال؟
(يضحك) ويكرر: معاذ الله !، لماذا اعتزل من الأساس، فأنا عاشق للفن ولا أفكر إطلاقًا في اعتزاله، لذلك سأبقى فيه مادمت اتنفس.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية