رئيس التحرير
عصام كامل

محلل سياسي لبناني يكشف فشل الانقلاب على سعد الحريري

 نضال السبع
نضال السبع

اعتبر المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، أن كثافة الاتصالات التي أجراها الرئيس سعد الحريري مع المراجع اللبنانية بعد وصوله إلى فرنسا دليل ومؤشر على أن الحريري كان قيد الإقامة الجبرية في الرياض، ولم يكن لديه حرية التحرك والتصرف، وأن اللبنانيين تلقوا خبر بقاء أولاده في السعودية بكثير من الحذر والريبة.


خروج الحريري
وأشار السبع في تصريح خاص لـ"فيتو"، اليوم الأحد، إلى أن خروج الحريري من الرياض جاء بناء على ضغوط قادها الرئيس ميشال عون، واتصالات أمنية أجراها المدير العام للأمن العام اللواء اللبناني عباس إبراهيم مع مدير المخابرات الخارجية الفرنسية (السفير السابق في بيروت) برنار إيمييه قبل أسبوع، أثمرت فيما بعد تدخلا فرنسيا مع السعودية، كانت من نتائجه صفقة الخروج المشروطة بين الوسيط الفرنسي والأمير محمد بن سلمان الذي أبلغ الفرنسيين إن الحريري «يعرف تماما ما عليه فعله» بعد مغادرته السعودية.

الاستقالة منعطف في حياة الحريري
وقال السبع، إن التجربة التي مر بها الرئيس سعد الحريري وعائلته، سوف تشكل منعطف كبير في حياته السياسية، وهو الآن يحضر لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي والكويت، وذلك لتعويض الغطاء الإقليمي الذي كانت توفره السعودية بغطاء مصري، مشيرا إلى أن خسارة سعد الحريري لشركة سعودي أوجيه التي كانت توفر دخلا ماليا له، إضافة لخسارته الدعم السياسي السعودي من خلال سياسة الإملاء التي تعرض لها من قبل السعودية ومحاولات إجباره على اتخاذ مواقف متشددة لا قدرة له عليها، كل هذه العوامل سوف تدفعه لتوفير غطاء إقليمي عربي بعد فقدانه الغطاء السعودي.

انقلاب
وتابع السبع حديثه قائلا: "بكل الأحوال، الانقلاب على سعد الحريري سقط في لبنان، ومحاولات شطبه سياسيا أعطت نتائج عكسية من خلال التفاف اللبنانيين حوله بشكل غير مسبوق، وهذا ما سوف يؤهله لخوض الانتخابات المقبلة من دون حاجته إلى دعم مالي مستندا إلى التفاف شعبي حوله.

أضاف السبع: أما على مستوى تيار المستقبل، فإن المعلومات تشير إلى أن الحريري ممتعض من بعض الشخصيات داخل تيار المستقبل والتي يتماهى مع موقف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ووزير العدل اللبناني السابق للواء أشرف ريفي، الذين دفعوا باتجاه شطبه سياسيا وقبول استقالته بسرعة، أعتقد أن الحريري مقبل على مرحلة إعادة تقييم لكل حلفائه داخليا وخارجيا.

دور مصري فرنسي
الشيء الأكيد أن المرحلة المقبلة، سوف نشهد دورا فرنسيا ومصريا في لبنان والمنطقة، خاصة بعد نجاح المساعي الفرنسية بإخراج الرئيس الحريري من السعودية، حيث تبين أن لبنان ما زال يحتفظ بغطاء دولي يمنع الانفجار الداخلي والخارجي، وكل المعلومات التي تم تداولها عن حرب سوف تشن على لبنان من قبل إسرائيل كما حدث في عام 1982، تبين أنها غير صحيحة، والهدف منها التهويل على اللبنانيين وإرهابهم، وإشعال الفتنة في الداخل اللبناني، ولكن حكمت وتماسك الرئيس ميشال عون وطاقمه أفشلت هذا المشروع.
الجريدة الرسمية