رئيس التحرير
عصام كامل

عاصي الحلاني: كاظم والرباعي وشيرين رفضوا الاستمرار في «the voice».. وأنا مكمل

فيتو

  • أنا متيم بمصر.. ولا أستطيع رفض نداء الأوبرا
  • تخلصت من «عقدة النجومية»
  • الموسيقى ستخفف من أزمات العرب

وصفه الكاتب اللبنانى الكبير طلال سلمان، بأنه “العمود السابع لأعمدة بعلبك”، تلك المدينة اللبنانية التي نبش المطرب الكبير عاصى الحلانى في تراثها وأخرجه للنور، فأسس بها مدرسته الغنائية الخاصة في الطرب والموسيقى العربية، ليعود ويؤكد الحلانى أن هذا الوصف هو الأقرب لقلبه على الإطلاق.

ليست بعلبك وحدها هي من سكنت فؤاد عاصى الحلاني، وإنما احتلت مصر أيضًا نصيب الأسد في قلبه، حيث يواظب على زيارتها، والوقوف إلى جانبها متى احتاجت إلى حنجرته الذهبية في تنشيط السياحة تارة أو حفلات غنائية ومهرجانات رسمية تارة أخرى، ويثبت ذلك من خلال تلبيته دعوة دار الأوبرا المصرية في العام الماضى لمهرجان الموسيقى العربية في يوبيله الذهبي، حيث لبى نداءها بكل حب متنازلا عن أجره، ثم عاد ليلبى النداء مرة أخرى في الدورة الجديدة للمهرجان هذا العام، حيث كان لنا لقاء معه على هامشها، ليدور الحوار بيننا على النحو التالي:



> هي المرة الثانية التي تشارك بها في مهرجان الموسيقى العربية، كيف تم الاتفاق على المشاركة وكواليسها؟
- نعم هي المشاركة الثانية لى في مهرجان الموسيقى العربية، لكنها ليست الثانية في مجموع نشاطاتى بدار الأوبرا المصرية، فأنا دائمًا ما أكون على مسرح دار الأوبرا بشكل دوري، سواء كانت أوبرا القاهرة أو الإسكندرية، واعتبر نفسى من الفنانين المحافظين على تلبية دعوات الأوبرا المصرية، سواء في حفلات من تنظيمها أو حفلات خاصة، أما عن كواليس المشاركة، فقد هاتفتنى إدارة المهرجان وعرضت عليَّ المشاركة في دورتها السادسة والعشرين، وهو ما رحبت به كثيرًا، لأنى لا أستطيع رفض نداء مصر والأوبرا.

> مهرجان الموسيقى استطاع استضافة نخبة من المطربين الذين لا يزورون مصر كثيرًا.. هل يمكن اعتباره المتنفس الوحيد للمطربين العرب لإحياء حفلات طربية في مصر؟
- نعم بالفعل، تابعت جدول المهرجان في دورته الجديدة، ووجدت أنهم يستضيفون كوكبة من النجوم المقلين في زياراتهم مصر ولإحياء حفلات غنائية بها، ولكنى أستثنى نفسى من هذا المبدأ، لأنى دائمًا ما أكون في مصر بشكل سنوي، وكانت آخر حفلاتى فيها الصيف الماضي، لذلك فأنا من المطربين العرب الذين يلبون دعوة مصر، وحرصت على إقامة حفلات فيها حتى في أصعب ظروفها خلال الفترة الماضية، إذ أقمت عدة حفلات لتنشيط وعودة السياحة إلى مصر في مدن مصرية عديدة.

> الغناء على مسرح الأوبرا كان حلمًا لك في مشاركتك الأولى بالمهرجان.. فكيف تصف مشاركتك الثانية؟
- الغناء على مسرح الأوبرا هو هدف كل فنان يحاول الوصول إلى العربية والعالمية، فهو المسرح الذي وقف على خشبته عمالقة الطرب في الوطن العربى والعالم، وما زلت أشعر أنه عندما أقف على مسرح الأوبرا أشعر أنى أمتلك الدنيا، فأعطى أفضل ما عندى للجمهور في محاولة منى ليكون حضورى على مسرح هذا الصرح العظيم استثنائيًا ولافتًا للنظر.

> هل تعتقد أن المؤسسات الفنية التي تتبع حكومات الدول العربية أصبحت هي المنفذ الوحيد للغناء الجاد؟
- بالطبع.. فالمهرجانات التي ترعاها وزارات الثقافة في دول الوطن العربى تكون متنفسًا ثقافيًا وفنيًا أصيلًا للفنان الجاد، وهو ما أحرص على تقديمه بالفعل، وهذا الأمر لوحظ كثيرًا في الفترة الماضية، إذ أقمت 12 حفلًا فنيًّا في مهرجانات تتبع وزارة الثقافة اللبنانية، و4 حفلات تتبع وزارة الثقافة الجزائرية، وها أنا في مهرجان الموسيقى الذي ترعاه وزارة الثقافة المصرية، وسبب حرصى على تلبية مثل هذه الدعوات، هو أننى اهتم بالغناء في المهرجانات، وأعتبرها زخرًا للفنان أكثر من الحفلات الغنائية العادية.

> في زمن الأغنية الـ”تيك أواي” كيف يحافظ عاصى الحلانى على أًصالة الأغنية وعصريتها في الوقت نفسه؟
- أعمل على المحافظة على الأغنية العربية وطابعها في أعمالى من خلال عدة عناصر، أولها يتمثل في الاعتماد على الشعر والقصائد العربية، فاللغة المستخدمة في الأعمال ذات أهمية كبيرة بالنسبة لي، أما ثانى تلك العناصر فهو اختيار لحن نابع من ثقافتنا العربية والتراث والفلكلور العربى بشكل عام، مع إضافة لمسات جمالية وتطوير على تلك الألحان، فأنا أحاول التطوير ولكن مع الاحتفاظ بهويتنا وثوبنا العربي.

> لوحظ مؤخرًا اتجاه معظم النجوم للموسيقى الغربية في أعمالهم الجديدة وإهمال الطابع الشرقي.. برأيك ما السبب؟
- أنا ضد هذا الأمر جملة وتفصيلًا، فإهمال الطابع الشرقى لن يمكن الفنان من الوصول إلى هدفه بشكل أسرع، وملاحقة كل ما هو رائج ليس بالأمر الجيد والمحمود، وإنما يجب حفاظ كل فنان على هوية وطنه وثقافته الأم التي نشأ فيها، ونحن في ثقافتنا العربية نمتلك الكثير من النماذج الغنائية العملاقة التي استطاعت التأثير في العالم أجمع، وتركت لنا إرثًا موسيقيًّا وغنائيًّا ضخمًا، لابد أن نكون جديرين بالحفاظ عليه وتطويره بالشكل اللائق غير المخل.

> ذكرت في أحد أحاديثك، أن برامج المواهب التي تعتمد على لجنة تحكيم تكون أفضل من المعتمدة على التصويت.. فما الذي يدفعك لخوض تجربة the voice ؟
- أولا، أود القول إنى اشتقت كثيرًا للجنة التحكيم الماضية المكونة من كاظم الساهر وصابر الرباعى وشيرين عبد الوهاب، أما بخصوص الدافع الأساسى لخوض تجربة “the voice” فهو أنى أحببت البرنامج وفكرته الأساسية، وعدم استمرار لجنة التحكيم الماضية يأتى بناء على انتهاء مدة العقد الذي كان موقعًا بيننا وبين الشركة المنتجة للبرنامج، حيث وقعنا في بداية الأمر على عقد ينص على 3 سنوات، لذلك فعقودنا كلجنة تحكيم انتهت بالفعل، واختار كل من كاظم والرباعى وشيرين عدم الاستمرار، أما أنا فجددت العقد نظرًا لارتباطى الشديد بالبرنامج وحبى له، وذلك بناء على تقدم الشركة لى بعرض الاستمرار.
أما لجنة التحكيم الجديدة فلم أعلم بأسمائها إلا قبل البرنامج بأسبوع واحد فقط، لأنى كنت منشغلًا بدراسة العرض المقدم لى من الشركة.

> برأيك، هل يعمل التصويت في برامج اكتشاف المواهب على زيادة العصبية بين الشعوب العربية؟
- يمكن حدوث هذا بالفعل، نتيجة تصويت الجمهور للفنان على حسب جنسيته، ولكن هذا أمر نحاول دائمًا رفضه، لأن هدف تلك البرامج في الأساس هو تقديم الأصوات الجيدة دون النظر لجنسيات أو أديان أو انتماءات، وإنما النظر إلى الفن والموسيقى التي يقدمها المشترك، خاصة أن الموسيقى هدفها الرئيسى يتمثل في الحد من التشنجات القبلية أو العرقية والسياسية، ونحاول هذا من خلال الترفيه عن روح المواطن العربى المكدس قلبه بالهموم والأزمات المتلاحقة.

> هل ثمة سلبيات في شخصيتك تخلصت منها في الفترة الماضية؟
- نعم.. عقدة النجومية، كنت مقلًّا في الخروج والتجول في الشارع بحرية؛ خوفًا من الملاحقة والأضواء المستمرة، وهذا الأمر كان يضعنى في أزمة مع عائلتي، ولكنى تخلصت من هذا الأمر نهائيًا منذ 10 سنوات، فلم أعد أرتدى نظارات شمسية للخروج، وإنما أتجول بحرية وأخرج مع عائلتى للمطاعم والمتنزهات بشكل طبيعي.

> عند زيارتك مصر، ما الأماكن التي تحرص على زيارتها، والهدايا التي تقتنيها؟
- أنا من المتيمين بمصر وأهلها وأماكنها، ولا توجد أماكن بعينها أزورها، وإنما أطوفها جميعها للاستمتاع بها، إضافة إلى حرصى على زيارة أصدقائى وأهل الفن.. أما عن الهدايا التي أحب اقتناءها، فأفضل اقتناء الهدايا الفلكلورية ذات الطابع الشعبي.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية