رئيس التحرير
عصام كامل

الأهم من قوائم الفتوى


بغض النظر عن أن بعض المعترضين على قوائم الفتوى التليفزيونية كانوا من قبل يطالبون بتحديد من يتولون الفتوى على الشاشة الصغيرة، وبغض النظر أيضا عن أن التنافس بين الأزهر وزارة الأوقاف حول من تضمه قوائم الفتوى، وكذلك بغض النظر عن أننا لسنا في حاجة لقوائم رسمية للفتوى لأن لدينا دار للإفتاء ومفترى لعموم البلاد، بغض النظر عن ذلك كله فإننا انشغلنا بقوائم الفتوى عن الأمر والموضوع الاهم وهو مواجهة التطرّف الدينى وتصويب الخطاب الدينى في سبيل ذلك.


أعرف أن من حق بعض الدعاة ورجال الدين أن يدافعوا عن مصالحهم لأن ظهورهم التليفزيوني يوفر لهم دخلا ليس بالقليل، وأعرف أيضا أن تحديد قوائم للفتوى لا يحقق لانضباط في الإفتاء الدينى لأن هناك نافذة أكبر من التليفزيون تستخدم في الإفتاء هي النافذة الإلكترونية ومواقع التواصل الاحتماعى، ولكننى أتحدث عما هو أهم، أو كما يقول العسكريون لا يصح أن ينسينا التكتيك الأهداف الإستراتيجية، واعتقد أن هدفنا الإستراتيجي في هذا الصدد هو مواجهة التطرّف الدينى الذي يفخر لنا وحوشا آدمية تقتل وتخرب وتدمر وتفجر في بلادنا، ومواجهة التطرّف الدينى لا تتم بقوائم الفتوى التي انشغلنا بالجدال حولها، وإنما تتم أساسا بتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية، وما ورثناه من تراث دينى يحض على التطرّف يولد لنا العنف والإرهاب.

أرجو ألا ينسينا شيئا هذا الهدف الإستراتيجي والمهم حتى نسحق التنظيمات الإرهابية ونتخلص من شرورها.
الجريدة الرسمية