دراسة: تراجع فترات سطوع الشمس يزيد معدلات الإصابة بالكساح
في محاولة لمعرفة التأثيرات الصحية السلبية فى ازدياد فترات عدم سطوع الشمس كما هو الحال في بريطانيا، أفاد باحثون بجامعة تورونتو الكندية، أن تراكم الغيوم لعدة أيام في بريطانيا قد يكون سببا مباشرا في زيادة معدلات الإصابة بمرض الكساح بين الأطفال البريطانيين على مدى العقود القليلة الماضية.
وبدأت عمليات استشفاء الأطفال بسبب مرض العظام المعطل، الناجم عن نقص فيتامين (د)، في زيادة كبيرة ابتداءً من منتصف التسعينيات من القرن الماضي، محيرة خبراء الصحة العامة.
وأشار البعض إلى تغيير أنماط الهجرة، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من الجلد الداكن يستوعبون كميات أقل من فيتامين (د) من الشمس.. وينظر آخرون في نظام غذائي متغير أو تغييرات في سياسات قبول المستشفيات.. ولكن هاريس مجيد، وهو طالب ماجستير في التصوير الطبي بجامعة تورونتو، تساءل عما إذا كان تقلب المناخ على المدى الطويل في درجات حرارة سطح البحر لعب دورا في هذا الصدد.
وقال مجيد: "إن درجات حرارة سطح البحر تزداد دفئا على شمال المحيط الأطلسي، ومن المعروف أنها تتذبذب كل 60 إلى 80 عاما.. فبعد منتصف التسعينيات، دخلت درجات حرارة سطح البحر في شمال الأطلسي مرحلة دافئة، وخفض متوسط الضغط الجوي في الصيف، وتسبب المزيد من الأمطار، وتراجعت فرص سطوع أشعة الشمس في المملكة المتحدة".
ووجد الباحثون أن متوسط حوادث الكساح، الذي كان يتراجع منذ الستينيات، تضاعف تقريبا بين عامي 1997 و2011، حيث انتقل من 0.56 حالة لكل 100 ألف طفل بريطاني إلى 1.01 حالة في المملكة المتحدة، لذلك قرر خبراء الصحة أن هناك حاجة إلى 6 ساعات في الشهر من أشعة الشمس لإنتاج ما يكفي من فيتامين (د) في جلد الإنسان.. ولكن منذ منتصف التسعينيات، أدت زيادة الغطاء السحابي إلى حرمان بريطانيا من نحو 4 ساعات من أشعة الشمس شهريا في الصيف.. ومنذ منتصف التسعينيات، لم تتلق المملكة المتحدة سوى 183 ساعة من أشعة الشمس في الشهر الصيفي.