دير الملاك غبريال يسقط من خريطة السياحة الدينية في الفيوم
السياحة الدينية بالفيوم غنية بمعالم قديمة ومزارات مسيحية وإسلامية، تضم أي مدار العام، وفى هذه الاحتفالات طقوس دينية وأناشيد وتراتيل وموشحات وقصص وتاريخ عن المزار وحكايات عن صاحبه.
كما أن لها تذكاراتها وهداياها ومعارض وأسواق وملاه، تقام على هامش كل حدث، لكن أغلب زوار هذه المزارات يظل حبيسا في موقع الحدث، لا يغادره مدة إقامته، فلا توجد برامج تظهر ما حوله من جمال طبيعي يتنوع بين بحر ونهر وجبل وسهل وحقول وبساتين.
ولا يجد فرصة التعرف على المكان ومعالمه وسكانه وإبداعاتهم وصناعاتهم البيئية وعاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم ولو تحقق ذلك لاستفادة المحافظة من هذا الكم الكبير من الزوار، ووجدت صناعة التذكارات الدينية والصناعات المحلية انتعاشا ووجدت خدمات الإقامة والضيافة رواجا ينتعش الدخل المحلي في المنطقة وتنشط السياحة الدينية الداخلية.
وهناك أيضا المقاصد المسيحية الحديثة ذات التصاميم الرائعة وأخرى أثرية قديمة ولكل معلم منها تاريخه وأهميته واحتفالاته وطقوسه ورواده وما يحويه من نفائس وأيقونات فنية.
يمكن أن يستفاد منها سياحيا بل وتستحق أن توضع في صدارة قوائم الجذب السياحي، وتسهم في دعم الدخل القومي، فقط مطلوب إعدادها للزيارة ودعم خط السير الموصل إليها بالخدمات وتوفير أماكن الإعاشة والإقامة لاستيعاب الزائرين كما تحتاج لإدراجها في قائمة المقاصد السياحية.
من هذه المقاصد دير الملاك الذي يقول عنه الدكتور نبيل حنظل الخبير السياحي، أنه يعتبر الدير الوحيد في مصر الذي يحمل اسم (الملاك غبريـال)، وذكرته المراجع التاريخية وسجل التاريخ دوره في بداية الرهبنة في القرن الرابع منذ 356 ميلادية، كما يفتخر جبل النقلون أن في أحضانه الدير الذي حمى المسيحيين الأوائل من اضطهاد الروم، ولا تزال المغارات التي كان يلجأ إليها المسيحيون الأوائل في فترة الاضطهاد الروماني للمسيحية قائمة.
إضافة إلى ما به من مقتنيات نادرة وأيقونات فنية رائعة ترجع إلى سنة 1573 ميلادي، كما يضم الدير رفاة عدد من الشهداء الأوائل الذين قتلوا على أيدى الرومان، بالإضافة إلى الأثاث الكنسي القديم وما تحتفظ به أرجاؤه من مقتنيات تاريخية لا توجد في مكان آخر.
ويضم الدير كنيستين هما، كنيسة الملاك غبريـال الأثرية وهي كنيسة الدير الرئيسية، وقد بنيت في القرن الرابع الميلادي ويوجد بعض رسوم الفريسكو الجدارية التي ترجع للقرنين التاسع والعاشر، وأربع أيقونات أثرية نادرة مرسومة على قماش من الكتان ملصق على الخشب، وكنيسة الملاك ميخائيل، التي تم تكريسها في القرن الخامس عشر الميلادي.
ويضيف حنظل: الدير أقيم عند جبل النقلون بالقرب من عزبة قلمشاه على ربوة صخرية ترتفع عن الأرض بمقدار 100 متر، ويطلق عليه بعض الأقباط اسم دير( أبو خشبة)، وترجع هذه التسمية إلى أن خشبة الصليب المقدس التي صلب عليها المسيح قد قسمت على الكراسي الخمسة أيام الإمبراطور قسطنطين وقد وضع الجزء الخاص بكنيسة مصر بدير الملاك غبريال مع مجيء البابا بنيامين الـ38 إلى إلى إيبارشية الفيوم، ومن هنا جاء اسم أبو خشبة.