هل مرضت الحافرة
منذ ربع قرن أطلق نحو خمسة عشر ألف عالم معظمهم من الحاصلين على جائزة نوبل ومن مائة وأربع وثمانين دولة تحذيرا من الاضطرابات التي تهدد كوكب الأرض بسبب عدم أخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على البيئة بجدية كافية، وكذلك الأنظمة البيئية، التي تحافظ على الأرض ومناخها وجوها وسواحلها ومياهها، ونزيد في ذلك الهدوء والجمال وما إلى ذلك من أمور لكي يعيش الإنسان في أمن وسلام وصحة يستعمر فيها الأرض التي وضعها الله جل وعلى للأنام.
"وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ".. "وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ"، فلنا أن ننظر إلى هذا الجمال الذي وهبنا المولي عز وجل ونحافظ عليه.
وأصدر العلماء والخبراء بعد خمسة وعشرين عاما تحذيرا آخر سمي التحذير الثاني وأشاروا إلى أن توفر المياه العذبة وقطع الأشجار وانحسار عدد الحيوانات الثديية وانبعاث الغازات المسببة للحالة الدفيئة كلها صارت إلى حد خطير وان الإجراءات المضادة تبعث على الخيبة باستثناء الحفاظ على طبقة الأوزون وأن البطء في الحفاظ على البيئة يهدد المحيط الحيوي لكوكب الأرض.
ومنذ خمسة وعشرون عاما فقدت الأرض نحو مليون وربع كيلومتر مربع من الغابات وانخفضت مياه الشرب المتوفرة بنسبة الربع وزاد انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والذي بسبب الدفيئة وارتفع معدل درجة حرارة الكوكب أكثر من المتوقع وبدأت الأرض تضطرب في الوقت الذي يظن اَهلها أنهم قادرون عليها.
الا لنا أن نحافظ على المحروسة لكي تبقي محروسة فعلا ونشجر مثلا جبل المقطم ونمنع قطع الأشجار ونحافظ على النيل ومياهه ونشجع زراعة الأشجار والطاقة البديلة وما إلى ذلك من الحفاظ على البيئة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.