رئيس التحرير
عصام كامل

موريتانيا تستقبل قياديا بـ«البوليساريو» وتطمئن المغرب

الرئيس الموريتاني
الرئيس الموريتاني ومبعوث جبهة البوليساريو

استقبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بالقصر الرئاسي في نواكشوط، بشير السيد، مبعوث عضو الأمانة العامة لجبهة البوليساريو، في الوقت الذي استقبلت فيه الوزيرة الموريتانية خديجة أمبارك فال، القائم بالأعمال في السفارة المغربية الحسن بنموساتي.


قالت الوكالة الموريتانية للأنباء، إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز، استقبل بالقصر الرئاسي في نواكشوط السيد بشير مصطفى السيد، وزير الدولة، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو الذي نواكشوط حاليا.

ولم تكشف عن أي تفاصيل إضافية بخصوص لقاء الرئيس الموريتاني مع القيادي بجبهة البوليساريو مع لقاء وزيرة في حكومته لمسئول رسمي مغربي في نفس الوقت، وهي الخطوة التي اعتبر فيها مراقبون تحولا واضحا في الموقف الموريتاني الذي كان لا يتردد في إخفاء دعمه الواضح للبوليساريو على حساب المغرب.

كما قالت الوكالة، إن اللقاء الذي جرى بين الوزيرة الموريتانية خديجة أمبارك فال، والقائم بالأعمال في السفارة المغربية الحسن بنموساتي، ناقش قضايا ذات الاهتمام المشترك والتعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.

إشارات إيجابية أخرى بعثت بها نواكشوط إلى الرباط أمس من خلال الرسالة التي وجهها محمد ولد عبد العزيز إلى الملك محمد السادس، بمناسبة احتفال المملكة المغربية بذكرى عيد الاستقلال، عبر فيها عن رغبة بلاده في تعزيز علاقات التعاون مع المغرب.

ويرى الموساوي العجلاوي، خبير في الشئون الأفريقية والصحراوية، أن عدم تطرق الجارة الجنوبية إلى قضية الصحراء أو حتى الإشارة إليها كما جرت عليه العادة خلال استقبالها لمسئولي الجبهة، "يعتبر صمتا إيجابيا يصب في مصلحة تطور العلاقات المغربية الموريتانية"، ولفت الانتباه إلى أن الإعلام الجزائري والمواقع الموالية للبوليساريو كانت دائما تستغل هذه الزيارات لمهاجمة المغرب بعد الانحياز المعبر عنه لصالحها، بحسب "هسبريس".

وأشار الباحث المتخصص في معهد الدراسات الأفريقية، إلى أن استقبال موريتانيا للقائم بالأعمال في السفارة المغربية مباشرة بعد اللقاء الذي جرى مع ممثل البوليساريو يؤكد أن "ولد عبد العزيز يأخذ مسافة بين الطرفين خلافا لما كان عليه في السابق، وتبني واضح لخيار الحياد الإيجابي".

وأوضح العجلاوي أن هذا "الحياد الإيجابي" هو من مصلحة المغرب، خصوصا مع اقتراب القمة الأفريقية الأوروبية التي تحتضنها العاصمة الإيفوارية أبيدجان يومي 29 و30 نوفمبر الحالي، مضيفا: "موريتانيا تعطي مؤشرات على أنها لن تقف ضد المغرب في القمة المرتقبة، بل تقترب من مقاربته في وضع البوليساريو بلا لون وبلا طعم في الملتقيات الدولية، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة قضية الصحراء المغربية".

الجريدة الرسمية