رئيس التحرير
عصام كامل

"أوباما" يضع سوريا فى رأسه.. واشنطن تدرس التدخل العسكرى كما حدث فى العراق.. والرئيس الأمريكى يسعى لكسب الوقت قبل اتخاذ قرار للرد على استخدام "الأسد" لأسلحة كيماوية ضد معارضيه

الرئيس الأمريكي باراك
الرئيس الأمريكي باراك أوباما

رصدت الصحف الغربية الصادرة اليوم الأحد، أحدث المستجدات والتقييمات الخاصة باستخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية ضد المدنيين، والرد المحتمل أن تتخذه واشنطن حيال ذلك.


فمن جانبها، أفادت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يسعى جاهدا لكشف حقائق الأمر قبل اتخاذ قرار حول ما إذا كانت احتمالات استخدام أسلحة كيماوية في سوريا ستجبر الولايات المتحدة على التخلي عن الوقوف على هامش صراع استمر عامين، ولكن لم تعتبره واشنطن تهديدا يحدق بأمنها القومي.

ورجحت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، أن يجد البيت الأبيض ضالته من خلال الحصول على الدليل الحاسم في هذه القضية خلال أسابيع أو أشهر.

وقالت، مع ذلك، إنه بعدما تم منع فريق الأسلحة التابع للأمم المتحدة من إجراء التجارب على أرض الواقع، فإنه لم يتضح حتى الآن على أي مصدر من المعلومات العلمية أو الاستخباراتية سيعتمد البيت الأبيض؟.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تتعرض لضغوط من قبل العديد من البلدان العربية بجانب تركيا وإسرائيل ودول أوروبية أخرى، لكي تفعل المزيد تجاه الأزمة السورية، ولكن ليس هناك إجماع حتى الآن على ما تطلبه هذه الدول من إدارة أوباما، في حين ما تم التأكد منه هو عدم رغبة لدى الرأي العام الأمريكي لتدخل عسكري جديد.

وأوضحت الصحيفة أن رد فعل واشنطن على هذه الأنباء والتقييمات الخاصة باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا ربما يتراوح من مجرد إطلاق بيانات دبلوماسية وخطابية إلى شن ضربة جوية على مخزونات هذه الأسلحة وغيرها من أنظمة الدفاع الجوي السوري.

وتناولت آراء عدد من المحللين المختصين، والذين أجمعوا على وجود احتمالات ضئيلة للغاية بشأن وجود عسكري كبير في سوريا تحت أي ظرف، لا سيما في ضوء حقيقة أن أوباما يواجه احتمالات خوض مواجهة عسكرية مع إيران بسبب برنامجها النووي بعدما تعهد بعدم السماح لطهران بتطوير قنبلة نووية.

وفي ختام تقريرها، ذكرت (واشنطن بوست) أن أي عمل عسكري أمريكي في سوريا ربما يفتح الباب على مصرعيه أمام جبهة قتال جديدة في العالم الإسلامي، بيد أنه سيوجه رسالة مجدية إلى إيران مفادها أن أوباما يعني ما يقوله خاصة عندما يضع خطوطا حمراء.

بدورها، ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أنه بينما يتنامي كم الأسئلة الواردة من خبراء الأسلحة حول الأدلة التي تؤكد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية على نطاق محدود وفي عدة مناسبات، جاء حادث بعينه ليتم وضعه تحت التحليل الدقيق.

وقالت الصحيفة في تحليل إخباري بثته على موقعها الإلكتروني، إنه في الوقت الذي تجنبت فيه فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا إعلان المناطق التي استخدمت فيها غازات "السارين" القاتلة، أكد مسئولون أن هذه المناطق تتواجد في مدينتي حلب وحمص.

وأشارت إلى أن الخطاب الذي أرسلته الحكومة البريطانية إلى الأمم المتحدة للمطالبة بفتح تحقيق أكد أن ثمة أدلة محدودة ولكنها مقنعة، تفيد بشن هجمات كيماوية، خلال الفترة من 19 إلى 23 من شهر مارس الماضي، في مناطق بحلب ودمشق بجانب هجوم آخر في مدينة حمص، واستندت لندن على طرحها هذا بتحليل عينات من التربة بهذه المناطق.

وتناولت الصحيفة البريطانية روايات عدد من شهود العيان الذين أكدوا انبعاث " سحب دخانية بيضاء" خلال إحدى الهجمات التي أودت بحياة ستة معارضين، كما أن رائحته تشبه حامض الهيدروكلوريد.

ورأت (الجارديان) أن التناقضات القائمة بين روايات شهود العيان وبين آثار غاز "السارين" المتواجدة بالعينات المأخوذة، ربما تساهم في زيادة حالة التخبط الراهنة فيما يخص هذه القضية وتعكس في الوقت ذاته الضبابية التي تحيط بهذه المزاعم.

وفي زاوية مختلفة من زوايا الأزمة السورية، رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن صعود نجم الجماعات المتشددة المعارضة في سوريا يتصدر المشهد الرئيسي الذي يواجهه الرئيس أوباما أثناء دراسته لكيفية الرد على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد شعبه وتخطيه بذلك "الخطوط الحمراء" التي وضعتها واشنطن في هذا الشأن.

واستدلت الصحيفة على طرحها في هذا الصدد خلال التقرير الذي بثته على موقعها الإلكتروني، بذكر أن المعارضين المتحالفين مع تنظيم القاعدة في مدينة حلب أصبحوا يديرون المخابز، والمحاكم التي تطبق حكم الشريعة، فيما قاموا بالسيطرة على حقول النفط الحكومية والحصول على عوائدها.

من جانبه، ذكر آري راتنر، وهو زميل في مشروع "ترومان" للأمن القومي ومستشار الرئيس أوباما السابق في شئون الشرق الأوسط أن بعض صفوف المعارضة المسلحة في سوريا تشكل مخاطر جسيمة من وجهة نظر الولايات المتحدة؛ على نحو يجعلها مصدر كافة المشاكل التي تواجه واشنطن عند التعامل مع الأزمة السورية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن عددا من المسئولين السوريين أعربوا عن اعتقادهم بأن الولايات المتحدة قلقة من حقيقة احتفاظها بعلاقات جيدة مع مجموعات قليلة في صفوف المعارضة السورية، ولذلك تستغل هذا الأمر من أجل إقناع الرأي العام بالبقاء بعيدا عن القتال الدائر في سوريا.
الجريدة الرسمية